اليوم العالمي للبقول لعام 2023 يسلّط الضوء على المكانة المحورية التي تشغلها البقول في مجال الاستدامةv

من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية، يزيد إنتاج البقول واستهلاكها من قدرة النظم الزراعية على الصمود وتحسين حياة البشر.

A women holds beans

البقول قادرة أيضًا على التخفيف من وطأة تغير المناخ عبر زيادة قدرة التربة على تخزين الكربون.

©FAO/Isak Amin

09/02/2023

روما - في أعقاب الاحتفال بالسنة الدولية للبقول في عام 2016 الذي تكلّل بالنجاح، أصبحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) تحتفل باليوم العالمي للبقول في العاشر من فبراير/شباط من كل عام.

ويسلط موضوع هذا العام، أي "البقول من أجل مستقبل مستدام"، الضوء على الكيفية التي تعمل بها البقول - وهي بذور النباتات البقولية الصالحة للأكل كالفاصوليا والعدس والبازلاء والحمص - على زيادة قدرة النظم الزراعية على الصمود وتحسين الحياة بفضل بصمتها المائية المتدنية، وقدرتها على تحمل الجفاف ومقاومة الكوارث المرتبطة بالمناخ.

كما يسلّط الضوء على قطاع البقول العالمي، وكيف يمكن لهذا الأخير أن يكون محركًا إيجابيًا في ضمان قدرة سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية على الصمود، وتمكين المستهلكين من الوصول إلى الأطعمة المغذية، والمساهمة في الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية عند إنتاج البقول.

ويقول المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو: "تساهم البقول بطرق متنوعة في تحويل نظمنا الزراعية والغذائية، وهي قادرة على أن تساعدنا في معالجة أزمات عالمية متعددة".

وأضاف قائلًا: "بوسع البقول أن تساهم في زيادة قدرة النظم الزراعية على الصمود، وأن تساعد في تحسين التنوع البيولوجي للتربة، وهي تمثّل عناصر حاسمة الأهمية لنظم زراعة المحاصيل المتعددة".

والحقيقة أنه في حين يواجه العالم تحديات كبيرة تهدد الأمن الغذائي والتغذوي، مثل الآفات والأمراض العابرة للحدود، والصراعات، وآثار تغيّر المناخ، قد تشكل البقول جزءًا مهمّا من الاستجابة لأنها في واقع الأمر أغذية ميسورة الكلفة وكثيفة المغذيات يمكن تخزينها لفترة طويلة.

الفوائد الكثيرة للبقول

تتيح البقول فرصًا اقتصادية للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة إذ توفّر عادة هوامش لجني الربح أعلى مما توفّره الحبوب.

وهي تدعم خصوبة التربة بسبب قدرتها على تثبيت نيتروجين الجوّ، والاستفادة إلى أقصى حد من الأسمدة الاصطناعية، مع مكافحة آثار الصدمات المناخية، كالجفاف أو هطول الأمطار الغزيرة. وعندما تُزرع الحبوب بعد زرع البقول في نظم المحاصيل الزراعية، فهي تستطيع أن تنتج عن كل هكتار غلة تزيد بمقدار 1.5 أطنان عمّا تنتجه تلك المزروعة في نظم أحادية المحصول.

وعلاوة على ذلك، يمكنها أن تساعد في التخفيف من وطأة تغير المناخ عبر زيادة قدرة التربة على تخزين الكربون وعبر إصلاح التربة الرديئة المتدهورة.

وإن إسهام البقول في الأنماط الغذائية الصحية لا يقتصر على ارتفاع محتواها من البروتينات فحسب - والذي يفوق كميته في الحبوب من مرتين إلى 3 مرات - أو لسعراتها الحرارية والمغذيات الدقيقة الأساسية التي توفرها، وإنما أيضًا لقلة الدهون وارتفاع الألياف فيها.

تغطية جميع أبعاد الاستدامة

في حين أن أنواع الفاصوليا والحمص والبازلاء هي أشهر أنواع البقول وأكثرها استهلاكًا، هناك العديد من الأصناف الأخرى الأقل شهرة من حول العالم مثل البيقيات والترمس وفول البامبارا وهي كلها مفيدة للأمن الغذائي، والتغذية، والصحة، وتغير المناخ، والتنوع البيولوجي.

وإذ تدعم البقول جميع أبعاد الاستدامة، فإن إدراجها ضمن النظم الزراعية والغذائية من العوامل الحاسمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وبمساعدة الحكومات والقطاع الخاص والأعضاء والمنظمات الشريكة والجمهور والشباب، تقوم منظمة الأغذية والزراعة بتيسير الاحتفال بهذا اليوم الدولي والترويج له، وهي تدعم إنتاج البقول واستهلاكها كجزء من النظم الزراعية والغذائية المستدامة والأنماط الغذائية الصحية.

اليوم العالمي للبقول والسنة الدولية للدُّخن

منذ أن تم تعيين 2023 سنةً دولية للدخن، سلّطت المنظمة الضوء على وجود العديد من الروابط وأوجه التآزر بين البقول والدخن.

فإنّ البقول كما الدخن تساهم في تحقيق الأمن الغذائي والأنماط الغذائية المتنوعة والمغذية والصحية، وهي قد تكيفت مع الظروف المناخية المعاكسة، ما يسمح لها بالنمو على التربة الفقيرة والهامشية.

ومن شأن الجمع بين الدخن والبقول من خلال زراعة المحاصيل البينية أو دوران المحاصيل أن يعزز الاستدامة ويزيد الإنتاج والتنوع البيولوجي الزراعي.

كما يمكن الجمع بينهما في العديد من الأطباق اللذيذة والصحية، مثل عصيدة الدخن، التي تقدم مع بقول مطهوة، مثل العدس الأخضر.

إقامة احتفال عالمي بالوسائل الافتراضية

احتفلت منظمة الأغذية والزراعة باليوم العالمي للبقول لعام 2023 من خلال عقد لقاء عالمي افتراضي يوم الجمعة، 9 فبراير/شباط، ألقى فيه المدير العام للمنظمة ملاحظاته الافتتاحية. 

وأوضحت المتكلمة الرئيسية الأولى وهي السيدة سعدية المبارك أحمد دعاك، الممثلة الدائمة المناوبة لجمهورية السودان لدى المنظمة، أن البقول متأصّلة في ثقافة المطبخ السوداني، وأن العديد من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة يختارون زراعتها لأنها تتطلب مستويات أقل من الأسمدة مقارنةً بالمحاصيل الأخرى. وقالت إن السودان يُجري حاليًا أبحاثًا عن العدس والحمص والبقول الأخرى لإنتاج محاصيل عالية الغلة وقادرة على مقاومة المناخ.

وقامت المتكلمة الرئيسية الثانية وهي السيدة Cindy Brown، رئيسة الاتحاد الدولي للبقول، بحض المشاركين على تشجيع العالم على زرع واستهلاك المزيد من البقول. وأشارت إلى أن زراعة البقول ستساعد في التخفيف من وطأة تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وأبرزت أهمية بناء نظم تجارية عالمية للبقول قادرة على الصمود والحفاظ عليها، وذلك كجزء من ضمان مستقبل مستدام. 

كما تخلّل هذا الحدث عرض شريط فيديو يتناول الحلول التي توفرها البقول، وتجربة لأربعة خبراء يقدمون دراسات حالة بشأن فوائد البقول في أقاليم مثل غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، فضلًا عن بلدان محددة مثل فرنسا والهند.

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

Laura Quinones Communications Officer [email protected]