Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

بطل الأغذية Busy النشيط في قطاع النحل في دومينيكا


يسعى Busy (أي النشيط) إلى أن يكون اسمًا على مسمى حيث يستخدم أعماله التجارية في تربية النحل لمنفعة مجتمعه

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

إنّ Agnan “Busy” St. Louis المعجب منذ نعومة أظافره بالنحل قد أصبح في نهاية المطاف مربيًا للنحل وأسس مشروعًا تجاريًا أسريًا لبيع العسل وغيره من المنتجات ©FAO/Luis Tato

21/09/2021

يستهل السيد Agnan “Busy” St. Louis صباح كل يوم بالنهوض قبل شروق الشمس. فتراه جالسًا في فناء منزله عند الساعة الخامسة والنصف فجرًا، حاملاً بيده فنجان قهوة محلّى بالعسل المنتج في مزرعة النحل التي يملكها، يستجمع أفكاره ويتلو صلاته اليومية. ويستحيل أن يبدأ نهاره بطريقة أخرى.

ولم يحصل Busy (أي النشيط) على لقبه هذا، الذي يحب أن يناديه الناس به، جراء ارتباطه بالنحل وإنما يعود ذلك إلى أيام المدرسة الابتدائية حيث كان مدرّسه يشبهه بإحدى الشخصيات المفعمة بالحيوية في أحد كتب الحكايات. وبغض النظر عن أصول لقبه، فإن هذا الأخير يليق تمامًا بمربي النحل النشيط هذا.

وقبل أن يتوجه Busy إلى مزرعته لتربية النحل الواقعة في قرية كوليهاوت الهادئة في إقليم سانت بيتر في دومينيكا، يعترف لنا بأنه يحب عمله، علمًا أنه كان عامل بناء في الماضي.

بيد أن الحياة لم تكن دائمًا سهلة بالنسبة إلى Busy. فهو قد نشأ من دون أب، وكانت والدته تعمل بجهد مضاعف لضمان حياة مريحة لأشقائه الثلاثة وأخته الوحيدة. ويستذكر ذلك بالقول: "كانت تلك الأيام عصيبة. ولكن من حسن الحظ أنها ولّت، وأنا أسعى إلى المضي قدمًا".

حضر Busy دورة تدريبية للمنظمة بشأن الجوانب العملية لتربية النحل ومن ثم التحق بتعاونية تربية النحل المدعومة من المنظمة. وقد ساعد هذا التدريب في تعزيز كفاءة مزرعته وزيادة الإنتاج. ©Kimeisha George-Ishmael

خاض Busy تجربته الأولى مع النحل وهو لم يتعدَّ الـ 14 عامًا فيما كان لا يزال على مقاعد الدراسة. ويتذكر كيف كان يراقب النحل أثناء طيرانه حول الكروم البرية والأشجار لجمع الرحيق فأدهشه ذلك. وكان ذلك المشهد تحديدًا ما أثار اهتمامه بصنع العسل، ولكنه شرع بدافع العوز في العمل في مجال البناء. ولكن بعد عدد من التجارب السيئة، قرر أن يترك وظيفته وأن يتفرغ بثقة عمياء لمهنة تربية النحل.

وبعد أن تلقى تدريبه الأول على يد أحد مربي النحل في قرية قريبة، بدأ Busy بتأسيس وتطوير مشروعه الخاص الذي يديره مع زوجته وابن أخيه وابنه.

وفي عام 2013، علم Busy من خلال أحد أصدقائه عن تنظيم دورة تدريبية على تربية النحل تقدمها منظمة الأغذية والزراعة فقرر الالتحاق بالدورة لاكتساب معرفة أعمق في هذا المجال وليرتقي بأعماله إلى مستوى أعلى. وقد سلحته تلك الدورة التي استغرقت ثلاثة أسابيع بمعلومات بالغة الأهمية حول الجوانب العملية لتربية النحل، بما في ذلك بناء القفائر وتركيب الأطر اللازمة.

كما انضم إلى تعاونية تربية النحل في عام 2019، التي تدعمها منظمة الأغذية والزراعة من خلال التدريب على تحسين الإنتاج وجمع العسل وتجهيزه. ويقول: "كان تدريبًا لا يقدّر بثمن. فقد تعلمت الكثير وأنا ممتن لمنظمة الأغذية والزراعة".

وبفضل عزمه القوي وشغفه و"درايته"، عمل Busy بجهد في كل جانب من جوانب تجارة تربية النحل، بما في ذلك زراعة الأشجار، حتى أنه شجّع جيرانه على زراعة النباتات حتى يتسنى للنحل القيام بالتلقيح وبجمع الرحيق.

نكسة لم تحبط عزيمته

في عام 2017، عاث إعصار ماريا خرابًا في دومينيكا فدمر جميع قفائر النحل التي يملكها Busy بفعل السرعة الخطيرة لرياحه المصنفة من الفئة الخامسة.

وبوصف دومينيكا دولة جزرية نامية صغيرة، فقد تضررت بوجه خاص شأنها شأن العديد من الجزر والبلدان الساحلية الأخرى، جراء التغيرات في المناخ إذ تعين عليها أن تواجه كوارث طبيعية متزايدة تعرقل في أحيان كثيرة الإنتاج المحلي وتزيد من اعتمادها على الواردات.

ولكن Busy لم يكن ليسمح لهذه الظروف بعرقلة مساعيه، ومنذ ذلك الوقت نجح في إعادة بناء كل ما دُمر.

وفي غضون 12 عامًا، أتى عمله الشاق ثماره. فهو أصبح الآن يملك قفائر للنحل في 13 منطقة مختلفة من دومينيكا يبلغ مجموعها 275 قفيرًا يضم الواحد منها حوالي 000 50 نحلة. ويشمل زبائنه المتعددين حصة الأسد من الصيدليات المحلية، بنسبة 99 في المائة.

فيقول: "إنّ أغلب كمية العسل ومشتقاته التي أنتجها، مثل شمع النحل وطلع النحل ودنج النحل، تستهلك محليًا. وفي الواقع، كان الطلب في عام 2020 عاليًا لدرجة أنني تعرضت للضغط إلى حد ما لتلبيته."

يهم Busy أن يرد الجميل لمجتمعه. وهو دائمًا متلهف ومستعد لمشاركة معارفه وخبراته مع الآخرين، إذ يقدم مزرعة النحل الخاصة به كمساحة ليعلم الآخرين أفضل الممارسات في إنتاج العسل. ©Kimeisha George-Ishmael

رد الجميل

يدرك Busy، باعتباره الجهة الفاعلة الرئيسية في السوق، مسؤوليته في رد الجميل لمجتمعه الذي دعم تطوّره وأعماله التجارية.  ومن خلال شراكة مع وزارة الشؤون الجنسانية، يقدم قوارير عسل مجانية كل عام كجزء من سلال الهدايا التي تقدمها الحكومة إلى المعمّرين. وفي عطلات نهاية الأسبوع، يساعد الأشخاص الأقل حظوة ضمن مجموعة من الأنشطة.

كما يقدم Busy مزرعة النحل التي يملكها إلى منظمة الأغذية والزراعة والمجموعات المحلية لعرض أفضل الممارسات وتدريب أشخاص آخرين مهتمين بإنتاج العسل. وهو على استعداد دائم ومتشوق إلى تبادل معارفه وخبراته مع الآخرين.

ولكن حتى أكثر الأشخاص نشاطًا يستحقون الاستراحة. لذا تجدون Busy كل يوم أحد في بيته يسترخي ويرتاح ويقضي نهاره بالكامل في مشاهدة المباريات الرياضية على شاشة التلفزيون.

وحين تسألونه عن أكثر ما يؤسفه في حياته يتوقف هنيهةً متأملاً ويقول: "أتمنى لو كانت أمي لا تزال على قيد الحياة كي ترى نجاح عملي. كنت أريدها أن تفتخر بي وأن تعرف أنني أبلي بلاء حسنًا، وأن الحياة حلوة".

وراء كل ما ننتجه من غذاء هناك دائمًا من قام بإنتاجه أو زراعته أو حصاده أو صيده أو نقله. ومع اقتراب يوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر/تشرين الأول، نغتنم الفرصة لشكر #أبطال_الأغذية (#FoodHeroes) الذين يواصلون توفير الغذاء لمجتمعاتهم والمجتمعات الأخرى أياً كانت الظروف. وثمة عدد لا يُحصى من الطرق لتكونوا بطًلا من أبطال الأغذية في مجتمعكم، واليوم هو فرصة سانحة لمباشرة العمل. أفعالنا هي مستقبلنا.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: دومينيكا

الموقع الإلكتروني: يوم الأغذية العالمي