Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

إخلاص امرأة سورية لأحفادها وموطِنها ومزرعتها


على الرغم من أن رحى الأزمة تدور منذ عشر سنوات، فإن السيدة فــيّا مصممة على البقاء في وطنها سورية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
09/12/2020

وتؤثر الأزمة التي اندلعت منذ 10 سنوات تقريبًا في سورية على الكثير من سكان البلاد. وقد لاقى العديد حتفهم أو هاجروا هربًا من القتال. وفقد أشخاص آخرون، مثل السيدة فيّا حسان البالغة من العمر 66 عامًا وأسرتها، منازلهم وسبل عيشهم. فقد التهمت النيران بيت السيدة فيّا خلال اشتباكات مسلحة، لكنها لم تستطع تحمل مغادرة وطنها، فذكريات الأوقات السعيدة مع أطفالها الذين ترعرعوا في فناء منزلها الخلفي قوية للغاية. وبدلًا من المغادرة، أعادت السيدة فيّا وأسرتها بناء الأجزاء المدمرة من المنزل وقرّروا البقاء على أمل الحصول على مستقبل أفضل.

والسيدة فيا هي ربّة أسرتها وجدة لثمانية أطفال، وتعيش في بلدة ابطع جنوب غرب سورية. واعتمدت السيدة فيّا دومًا على الزراعة من أجل الحصول على دخل مناسب وتوفير الطعام لأسرتها. ولكن منذ اندلاع النزاع في عام 2011، أصبح الحصول على المدخلات الزراعية اللازمة أمرًا صعبًا أكثر فأكثر، ويُعزى ذلك إلى استمرار العنف والأزمة الاقتصادية وتقلب سعر العملة. وحالت هذه المشاكل دون تمكن آلاف المزارعين مثل السيدة فيّا من الحفاظ على سبل عيشهم.

إيجاد حلّ في الزراعة الصغيرة النطاق

وفقًا للمحة العامة عن الاحتياجات الإنسانية لعام 2019، يعاني أكثر من 9.3 ملايين شخص في سورية من انعدام الأمن الغذائي. وتدعم المنظمة الأسر الريفية التي تعيش في سورية، والتي أصبح من المستحيل بالنسبة إليها، بسبب النزاع، الحصول على البذور والأدوات والأسمدة اللازمة من أجل مواصلة الزراعة وإطعام أسرها. وتعني هذه المشقة - إضافة إلى مشاكل أخرى مثل الذخائر غير المنفجرة في بعض الحقول، وارتفاع تكاليف النقل، وفرص التسويق المحدودة - أن المزارعين لا يتمكنون من إعالة أنفسهم، ويعتمد الكثيرون على توزيع الأغذية لتلبية احتياجاتهم اليومية. واستجابة لذلك، قامت المنظمة، بمساهمة مالية من الكويت، بتزويد 000 3 أسرة ريفية في محافظتي درعا والسويداء بشتلات للخضروات الموسمية وأسمدة وأدوات لبدء الزراعة مرة أخرى.

وكجزء من المشروع، تلقت السيدة فيّا شتلات الطماطم والباذنجان والفلفل الحلو من المنظمة. وتمكنت من حصاد 500 1 كيلوغرام من الطماطم والباذنجان في موسم واحد، وهو ما يكفي لتلبية الاحتياجات الغذائية لأسرتها لمدة خمسة أشهر، فضلًا عن توفير قسم منها لمنحه لأفراد الأسرة الممتدة أيضًا.

وتقول السيدة فيّا "لقد أمضيتُ حياتي كلها في الزراعة. وأحببت زراعة جميع أنواع الخضروات، مثل البطاطا والباذنجان والفلفل والسبانخ والبقدونس. ويعجز لساني عن وصف مشاعري عندما رأيت محاصيلي الجديدة وهي تنمو."

وقالت السيدة فيّا وعيناها تغرورقان بالدموع "إن جمال، ابني الذي كان يعتني بأرضنا، توفي منذ بضع سنوات. ومنذ ذلك اليوم لم يعمل أحد في الأرض، ولا حتى أنا." وقد كان جمال أصغر أبنائها، وتوفي ولم يبلغ من العمر إلّا 25 عامًا فقط. وقد كانت وفاته التجربة الأشد إيلامًا التي مرّت بها على الإطلاق.

وعندما بدأت الزراعة مرة أخرى، أرادت تكريم ذكراه. وقالت "إن رؤية أرضيّ مخضرة مرة أخرى يغمرني بالأمل. وعندما تكون أرضي خضراء، فإنها تذكرني بابني الذي كان دائمًا يحب الزراعة بقدر ما أحبها أنا."

تعمل الشراكات من أجل تحقيق مستقبل أفضل

تهدف الشراكة المبرمة بين المنظمة والكويت إلى دعم المزارعين الضعفاء في الجمهورية العربية السورية من خلال تعزيز أمنهم الغذائي وتغذيتهم، إضافة إلى تمكين النساء في المناطق الريفية لتحسين سبل عيشهن وتأمين الغذاء لأسرهن ومجتمعاتهن.

وإن فقدان القوة العاملة، والثروة الحيوانية، والأدوات، والأرض، هي جمعيها آثار للنزاع تهدّد قدرة الناس على إعالة أنفسهم ودرء سوء التغذية. وبالتعاون مع شركاء مثل برنامج الأغذية العالمي، ترصد المنظمة آثار الأزمات على الأمن الغذائي لضمان توفير استجابة منسقة. وتدعم المنظمة سبل عيش المزارعين وتزيد من قدرتهم على الصمود، وتساعد المجتمعات التي تعيش في المناطق المنكوبة بالنزاعات على ضمان كرامتها وبناء مستقبل أفضل. وفي عام 2019، مدّت المنظمة يد المساعدة إلى 000 186 شخص في جميع أنحاء سورية، وتهدف إلى مساعدة 000 150 شخص بحلول نهاية عام 2020، على الرغم من أثر جائحة كوفيد-19.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: الجمهورية العربية السورية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في حالات الطوارئ: الجمهورية العربية السورية