التفاؤل يبتكر الحلول لتوفير المياه

16/10/2023

تُشكّل المياه أكثر من 50 في المائة من أجسادنا.

وتغطّي المياه غالبية سطح الأرض.

المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء. المياه هي كل شيء وفي كل مكان، ولكنها ليست موردًا لا ينضب.

تُستخدم ثلاثة أرباع المياه العذبة تقريبًا لأغراض الزراعة. ولذلك، فإن تغيير طريقة زراعتنا للمنتجات الغذائية وإنتاجها ينطوي على أكبر الإمكانات لإحداث الأثر المنشود.

ويعيش حوالي 2.4 مليارات شخص حاليًّا في بلدان تعاني من شح المياه؛ ومع ذلك، يُتوقّع أن يرتفع الطلب العالمي على المياه المستخدمة في الزراعة بنسبة 35 في المائة بحلول عام 2050. ومن قطاع الأغذية إلى قطاع الأزياء، غالبًا ما نأخذ هذا العنصر الأساسي على أنَّه من المُسلّمات.

ونسترعي في يوم الأغذية العالمي هذا الانتباه إلى المياه، ونسلّط الضوء على بعض الأفراد الذين بدأوا فعلًا باتخاذ إجراءات لإدارة هذا المورد الثمين بحكمة ولإلهام الآخرين.

السيد Angel León- طاهٍ يسعى وراء استخدام مكوّنات بحرية مستدامة

في عام 2018، أحدث الطاهي Angel León ثورة في عالم الطبخ عندما قدَّم أول قائمة طعام في العالم تقوم على العوالق النباتية، التي تُعرف أيضًا باسم الطحالب الدقيقة. ويؤمن هذا الطاهي الحائز على نجمة ميشلان أنَّ المحيطات توفّر لنا عالمًا من الإمكانات لمذاقات جديدة، وأنّه يجب علينا استكشاف الأنواع المائية غير المستغلة لابتكار أطباق غذائية جديدة.

وكان السيد Angel قد بدأ قبل 15 عامًا باستخدام العوالق النباتية كمكوّن في أطباقه التي تلقى شهرة عالمية. وبات هذا المكوّن غير المعروف جيدًا يُستخدم الآن في مطاعم في 25 بلدًا.

وهو يطمح إلى تحقيق وعي مماثل بشأن مفهوم الاستزراع في المحيطات، حيث يُحصد نوع من الحبوب من عشب الأنقليس البحري، الذي يُقال إنّه مغذٍ أكثر من الأرزّ ولا يحتاج إلى مياه عذبة لكي ينمو. ويأمل، في نهاية المطاف، أن يزيد فضول العالم بشأن المحيطات واستخدام هذه الموارد استخدامًا مستدامًا.

الآنسة Olivia Mandle- مدافعة شابة عن البحر

كانت الآنسة Olivia Mandle في الثانية من عمرها حين لبست لأول مرة زعانف الغطس وأنبوب التنفس والنظارات الواقية لتسبح في البحر الأبيض المتوسط حول موطنها إسبانيا واستكشاف عالم لم تره من قبل. وفي سنّ الثانية عشرة، بدأت الآنسة Olivia كفاحها لتنظيف مياه البحر من المواد البلاستيكية الدقيقة، واخترعت جهاز منظّف الأوساخ وهو عبارة عن شبكة مصنوعة من جوارب باليه قديمة وغيرها من المواد المعاد تدويرها، ويقوم هذا الجهاز عند جرّه في المياه بجمع المواد البلاستيكية الدقيقة.

وتبلغ اليوم الآنسة Olivia سنّ السادسة عشرة وتنبري في مهمة لرفع مستوى الوعي بالحياة في المحيطات من خلال إظهار أثر النفايات على نظمنا الإيكولوجية.

وكانت قادت أول عملية لتنظيف الشاطئ والبحر في كوستا برافا حيث استقطبت أكثر من مائة شخص إلى بلدتها المطلة على البحر. وفي عام 2022، شارك 600 شخص، بما في ذلك غوّاصون ومجذفو قوارب ورواد شواطئ لدعم المبادرة. واستغرقت المهمة أقل من ساعة واحدة لتجميع أكثر من 300 كيلوغرام من النفايات.

السيد مايكل حداد- رياضي يُكافح ندرة المياه وتغيّر المناخ

ما الذي تعتبرونه مستحيلًا؟ هل يمكنكم أن تتحدّونه؟

السيد مايكل حداد فعل ذلك. فقد أصيب بالشلل من الخصر إلى أسفل جسمه منذ أن كان في السادسة من عمره، وفقد وظائف ساقيه وهو يستخدم هيكلًا خارجيًّا- دعامة لكامل جسمه- وعكازيْن للحركة. ولكنَّ ذلك لم يمنعه من مواصلة مسيرة طولها خمسة كيلومترات في المنطقة القطبية الشمالية في موقع قبو سفالبارد العالمي للبذور - وهو منشأة لتخزين الاحتياطي العالمي من البذور في النرويج.

وقد حمل هذا السفير الإقليمي للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جعبته عينات بذور من 12 بلدًا عربيًّا، تمّ تجهيزها بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) لإيداعها في قبو البذور.

ومن خلال التشديد على مسألة ندرة المياه في الشرق الأوسط، يشير السيد مايكل إلى أن مياه البحر التي تنفذ إلى المناطق الزراعية تشكِّل مشكلة متنامية، لا سيّما في المنطقة المحيطة بنهر النيل التي تعدّ سلة الأغذية في المنطقة.

ويلفت هذا الرياضي اللبناني الانتباه إلى آثار تغيّر المناخ وتأثيره على الأمن الغذائي، لا سيّما في منطقة الشرق الأوسط وعلى الأشخاص ذوي الإعاقة.

السيدة Bela Gil- صاحبة مطعم تدعو إلى الاستهلاك الواعي

عندما تدخل إلى مطعم السيدة Bela Gil النباتي المستدام في البرازيل، يمكنك أن ترى كيف دمجت هذه الطاهية الزراعة الإيكولوجية في كل ركن من أركان مطعمها، بما في ذلك استخدام الأصباغ النباتية الطبيعية لزي طاقم العمل.

وتؤمن السيدة Bela Gil بأن المطاعم والطهاة يتحملون المسؤولية الاجتماعية عندما يتعلق الأمر باستخدام المكونات المستدامة والموسمية والمحلية. فعلى سبيل المثال، تستخدم في قائمتها النباتية المكسرات والبذور والبقول العضوية المحلية، التي يتطلب إنتاجها كمية أقل من المياه مقارنة بالأغذية الأخرى.

وتؤمن برفع مستوى وعي المستهلك بشأن الأنماط الغذائية الصحية، وتحدّ في الوقت نفسه من هدر الأغذية في وصفاتها من خلال إعادة استخدام بقايا الطعام، لأن تقليل هدر الأغذية يُفضي في نهاية إلى تقليل هدر المياه.

ويوسّع أبطال المياه هؤلاء الآفاق، كلٌّ في مجاله، ويدفعون بالجميع في كل مكان إلى أن يكونوا على قدر من الوعي بشأن توفير المياه في جميع أوجه حياتهم. وهم ليسوا وحدهم. إذ يبادر كذلك الطهاة من جميع أنحاء العالم وغيرهم من الأفراد على نطاق العالم إلى اتخاذ إجراءات في مجال المياه لمراعاة الموارد التي يستخدمونها.

عملكم من أجل المياه يُمكن أن يبدأ اليوم. بادروا الآن إلى التعهّد بالحدّ من هدر المياه والأغذية في حياتكم!

المياه هي الحياة؛ المياه هي الغذاء. إنها قوة دافعة للناس والاقتصادات والطبيعة وأساس نظمنا الغذائية. ولكن هذا المورد الثمين محدود. ومع اقتراب يوم الأغذية العالمي، الذي سيُعقد في 16 أكتوبر/تشرين الأول، نغتنم هذه الفرصة لكي نشكر #أبطال_الأغذية الذين يتخذون #إجراءات بشأن المياه لإدارتها بحكمة مع توفير الأغذية لنا حاضرًا ومستقبلًا – من دون ترك أي أحد خلف الركب.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: يوم الأغذية العالمي

الموقع الإلكتروني: أبطال الأغذية هم أبطال المياه

الموقع الإلكتروني: عمل منظمة الأغذية والزراعة في مجالي الأراضي والمياه