Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

قلب يخفق في مجال الأعمال: تحوّلت النساء المزارعات إلى صاحبات مشاريع في رواندا


تدابير الحماية الاجتماعية تعزز المهارات والثقة لدى المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

باهتمامها بالأعمال، لم تكن كريستين تحتاج إلاّ إلى رأس المال وقليلًا من الثقة لكي تحوّل بستان الخضر إلى تجارة مربحة ©الفاو/تيوبيستا موتيسي

28/02/2019

كريستين موشيميريمانا هي مزارعة في مقاطعة روبافو في رواندا. ومثلها يعدّ سكان هذه المقاطعة في رواندا، من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. فالتربة هنا خصبة، لكن معظم المزارعين يفتقرون إلى البذور والأسمدة والممارسات الزراعية الجيدة. وبالتالي توجد في المنطقة أعلى معدّلات سوء التغذية في البلد.

في البداية، زرعت كريستين بعض المحاصيل مثل الفاصوليا والذرة، ومعظمها لأجل إطعام عائلتها، لكنها لم تكن كافية. كما أنها كانت تعيل عائلتها من خلال العمل لبعض الوقت في مزارع الآخرين، وكانت تحصل على أجر هزيل. واضطر اثنان من أطفال كريستين إلى مغادرة المدرسة الثانوية. إذ لم تكن قادرة على تحمّل تكاليف المواد المدرسية وإن كانا يتابعان دراستهما في مدارس حكومية.

في عام 2017، تم اختيار كريستين كمشاركة في مشروع الحماية الاجتماعية لمنظمة الأغذية والزراعة. وكجزء من التدريب، تلقّت مجموعة استهلالية  من الموارد تتضمّن شتلات الأفوكادو، وبذور الخضر وماعزين اثنين. وبالإضافة إلى ذلك، تلقت تدريباً على الممارسات الزراعية الجيدة لإنتاج الخضر وتربية الحيوانات الصغيرة من خلال المدرسة القروية لتعليم أساليب الزراعة والحياة، التي شملت أيضاً التدريب على الأعمال التجارية الزراعية والتغذية والمساواة بين الجنسين ومحو الأمية المالية.

وبهذه المعلومات والمدخلات الجديدة، زرعت كريستين الشتلات وفي الحصاد الأول، حلت أكثر بكثير مما يمكن أن تستهلكه عائلتها. فتغير موقفها من زراعة الخضروات.

"من قبل، كنت عاجزة عن تحمل تكلفة الأسمدة. فأعطاني الماعز التي تلقيته سمادًا عضويًا، استخدمته في بستاني، وأدركت أنه يؤدّي إلى زيادة الغلّة. وبِعتُ بعض الخضروات الإضافية، وفي الأشهر الثلاثة التالية، كنت أقوم بالحصاد مرة أخرى ... وقد كان ذلك مذهلاً! ”تقول كريستين بإثارة.

نما حصادها من مجرد 20 كرنباً إلى أكثر من 500، كله من حديقتها.

"لقد أضفت الجزر والشمندر والباذنجان. وبتقنيات الزراعة المحسّنة، أستطيع القيام بالزراعة التجارية. وفي الموسم المقبل، أخطط لزراعة الخضروات على قطعة أكبر من الأرض"، تضيف كريستين.

كانت تعدّ كريستين واحدة من 600 مشارك في المدارس القروية لتعليم أساليب الزراعة والحياة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة. تعلمت كل مجموعة الممارسات الجيدة للزراعة بالإضافة إلى بعض المهارات الهامة الأخرى، مثل محو الأمية المالية. ©الفاو/تيوبيستا موتيسي

نُظم 600 مشارك في المشروع في خمسة مدارس قروية لتعليم أساليب الزراعة والحياة. بدأت كل مجموعة مبادرة الادّخار والقروض التي من خلالها تقوم الأسر بتوفير الأموال بشكل جماعي كل أسبوع. ساهم كل من أعضاء مجموعة كريستين بـ 400 فرنك رواندي (حوالي 0,46 دولار أمريكي) في الأسبوع. وزوّدت منظمة الأغذية والزراعة كل مجموعة بمبلغ استهلالي قدره 300 ألف فرنك رواندي  (335 دولار أمريكي).

أخذت كريستين قرضًا من المجموعة وبدأت نشاطًا تجاريًا صغيرًا لبيع الفواكه والخضروات في سوق على جانب الطريق السريع الرئيسي.

"لقد تحسّن عملي تدريجياً. إذ تبلغ الأرباح أكثر من ضعف الأجر الذي اعتدت الحصول عليه للعمل طوال اليوم. وقد توقفت عن الزراعة لأشخاص آخرين وأستطيع الآن الحصول على نفس المبلغ من المال الذي اعتدت أن أكسبه من زراعة مزارع الناس، مع قدر أقل بكثير من العمل!” تقول كريستين بابتسامة.

"لطالما كان لدي شغف للأعمال، لكن لم يكن لدي رأس المال أو حتى المهارات، بل ولم أكن واثقة بنفسي بما يكفي للخوض في التجربة. من خلال التدريب، تم تشجيعنا على دخول مجال الأعمال"، تقول كريستين.

بالإضافة إلى الدخل الإضافي، فإن الزيادة في محاصيل الخضر يعني تغذية أفضل لعائلتها: "فتناول الخضر في وجبة أمر لم نكن نفكر فيه أبداً. كنا نظن أن ذلك يقتصر على الأُسَر الثرية. أقوم الآن بإطعام أطفالي الستة بنظام غذائي متوازن بخضار في كل وجبة"، تقول كريستين.

سيباستيان وهو يساعد كريستين في التعرف على الأعشاب الضارة في جزرها. ©الفاو/تيوبيستا موتيسي

يقوم سيباستيان نزابانيتا، وهو أحد متطوعي الإرشاد الحكومي للحماية الاجتماعية، بالمتابعة مع جميع المشاركين في المشروع من مجموعة كريستين. وفي كل أسبوع يقف على أرض كريستين ويتأكد من أن حديقتها ومواشيها بصحة جيدة.

"ساعدني سيباستيان جدا. فهو ينصحني بشأن نوع الخضار التي ينبغي زراعتها والممارسات الزراعية الجيدة التي من شأنها زيادة الإنتاجية. كما أنه يشاطرني تجارب المزارعين الآخرين"، تقول كريستين.

لقد تم تدريب سيباستيان من قبل منظمة الأغذية والزراعة في إطار المشروع لتوفير دعم المدارس القروية لتعليم أساليب الزراعة والحياة للمشاركين أثناء وبعد تنفيذ المشروع لضمان استدامته. وقد لاحظ تغييراً في عقلية المشاركين في المشروع "من قبل كانوا يرفضون القيام بأشياء معينة. على سبيل المثال، قد تطلب منهم زرع بذرتين في حفرة، وبدلاً من ذلك يزرعون أربع بذور لأن هذا ما اعتادوا عليه"، يقول سيباستيان.

عاد أطفال كريستين إلى المدرسة الآن، وهي متفائلة بأن معرفتها الجديدة وممارساتها المتغيرة قد حسّنت حياتها وحياة أطفالها.

تعدّ تدابير الحماية الاجتماعية من الأمور الأساسية للحدّ من الفقر والجوع، لا سيّما في المناطق الريفية. وفي مقاطعات روبافو ونيابيهو وروليندو وكيكنكي في رواندا، تدعم المنظمة البرامج الزراعية للحماية الاجتماعية التي تسمح للمزارعين الفقراء والريفيين بتعزيز قدرتهم على إدارة المخاطر، والانخراط في المزيد من الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية وخلق مستقبل خالٍ من الجوع.

روابط تتعلق بالموضوع

للتعمّق في الموضوع:

• موقع الإنترنت: منظمة الأغذية والزراعة في رواندا

• موقع الإنترنت: منصة مدارس المزارعين الحقلية العالمية

• منشور: الممارسات الزراعية الجيدة للمزارعين الأسريين (بالإنكليزية فقط)