Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

فرصة لحياة جديدة للأشخاص المشردين داخليًا في موزامبيق


العائلات المشردة داخليًا من منطقة كابو ديلغادو غير المستقرة في البلاد تنال فرصة لبدء حياة جديدة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

بعد أن اضطر السيد Ali إلى الفرار من منزله في مقاطعة كابو ديلغادو في موزامبيق، تمكّن من استئناف كسب معيشته بمساعدة من منظمة الأغذية والزراعة وشركائها. ©FAO/Fábio de Sousa

15/02/2023

حين اضطر السيد Ali  إلى الفرار من منزله في مقاطعة كابو ديلغادو الواقعة في أقصى شمال موزامبيق، ساوره الإحباط والحزن لأسباب عدة، ليس أقلّها اضطراره إلى هجر موسم حصاد وفير في أعقاب موسم أمطار واعد.  

وتنعم تلك المنطقة بمناظر طبيعية خلابة، من شواطئ المحيط الهندي النقيّة إلى الجبال الفائقة الجمال، ولكن الحياة الآمنة لسكانها البالغ عددهم 2.3 ملايين نسمة قد تقوّضت على مدى الأعوام الستة الماضية جرّاء عنف الجماعات المسلحة غير الحكومية.

وكان السيد Ali وزوجته Florinda وأطفالهما الخمسة في عداد أكثر من مليون (1) شخص شُرّدوا من ديارهم، ويعتمدون الآن على الدعم المقدّم من منظمة الأغذية والزراعة وشركائها لمساعدتهم على استئناف كسب معيشتهم.

وبعد أن كانت عائلة السيد Ali قادرة على إعالة نفسها من خلال زراعة الذرة والبازلاء في مزرعته التي امتدت على مساحة هكتارين في قرية ناماندي، لم يكن أمامها من خيار آخر سوى ترك كل شيء خلفها حين هاجم المتمرّدون القرية، مضرمين النار في أغلب المنازل. فتوجهت العائلة إلى مقاطعة مونتيبويز المجاورة. ويقول Ali بحسرة أنه لدى الوصول إليها: "شعرت بالامتنان لأنّنا نجونا سالمين، ولكن ساورني شعور باليأس بشأن مستقبلنا ومصيرنا."

وقد تمكّن أحد أقرباء Ali الذي يسكن هناك والذي قدم المأوى والمأكل للعائلة من تلبية احتياجاتهم الأساسية؛ غير أن Ali شعر بإحباط شديد لرؤية العبء الكبير الملقى على كاهل قريبه لاضطراره إلى إعالة أسرتين.

أعطت السلطات المحلية لـ Ali قطعة أرض وزودته المنظمة برزمة لوازم للزراعة، تضم بذور خضروات وأدوات زراعية، حتى يتمكن من استئناف ممارسة الزراعة فيتمكن من توفير الغذاء لأسرته. ©FAO/Fábio de Sousa

دعم الأسر المشردة

سرعان ما خصصت السلطات المحلية للسيد Ali وعائلته قطعة أرض مساحتها 0.5 هكتارات لكي يمارس الزراعة فيها. ثم زودته منظمة الأغذية والزراعة برزمة من لوازم الزراعة لتمكينه من العودة إلى الإنتاج. وعلى غرار العديد من الأشخاص المشردين داخليًا، تلقى Ali من منظمة الأغذية والزراعة ما يكفي من بذور خضروات وأدوات زراعية لإنتاج كافٍ لعائلته لمدة ستة أشهر.

وهذه المساعدات، التي توفّرها المنظمة في شمال موزامبيق في إطار خطتها للاستجابة لسبل المعيشة الزراعية، تدعم الأشخاص المشردين داخليًا والمجتمعات المضيفة بالمعدات والتدريب لزيادة دخلهم وتنويعه، ولضمان حصولهم على الأطعمة المغذية ولتحسين أنماطهم الغذائية. 

ويتألف أكثر من 80 في المائة من سكّان كابو ديلغادو من صغار المزارعين المعتمدين على الزراعة لكسب معيشتهم؛ وعلى هذا، فقد تسبّب العنف والصراع في المنطقة بخسائر هائلة، ليس فقط في سلامتهم ورفاههم، وإنما في سبل معيشتهم وتغذيتهم كذلك.

وفي حين تدعم المنظمة الأشخاص المشردين داخليًا، فهي تساند أيضًا المجتمعات المضيفة لتشجيع الإدماج الاجتماعي وإرساء بيئة سلمية والحد من الضغط على الموارد الطبيعية.

حياة جديدة

يصف Ali المساعدة التي تلقاها بأنها منحته "فرصة لبدء حياة جديدة". ويقول بتأثر: "أدت الأرض والبذور والأدوات والدعم الفني كلها دورًا كبيرًا في إيصالي إلى حيث أنا اليوم". والآن بات بوسعه بكل راحة أن يوفر الغذاء لأسرته وأن يبيع الفائض من المنتجات الزراعية لشراء ضروريات أخرى كالأدوية.

ويردف قائلاً: "بدأت ببيع منتوجات مزرعتي الجديدة" مضيفًا "أنّ البصل والملفوف يحققان أسعارًا ممتازة لأن جودتهما أفضل من المتاح حاليًا في الأسواق."

يفخر Ali بالمحاصيل العالية الجودة التي تمكّن من إنتاجها، وهو يبيع الفائض منها ليتمكن من شراء ضروريات كالأدوية. ©FAO/Fábio de Sousa

كما تلقى Ali دعمًا فنيًا بشأن محاصيله من البامية واليقطين وأنواع الفاصوليا من الموظفين الفنيين في المنظمة الذين يعودون مرارًا إلى الميدان للتحقق من التقدم الذي يحرزه المشاركون في المشروع. وفي نظر Ali، الذي يتذكر جيدًا الأسماء والوجوه على السواء، أصبح هؤلاء من الوجوه المألوفة التي يسعده اللقاء بها تكرارًا.

ويقول السيد Dario Cipolla، ممثل المنظمة بالنيابة في موزامبيق: "إن منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع شركائنا من الحكومات المحلية، تحدث فارقًا في حياة العديد من الأشخاص المشردين داخليًا مثل Ali وعائلته. ولكن حجم التشرد الداخلي وسط العنف في كابو ديلغادو لا يزال يهدد سبل معيشة أسر أخرى، وهو يتطلب منا زيادة جهودنا لدعم المجتمعات المضيفة والأشخاص المشردين داخليًا حين يسعون إلى النهوض في محيط غير مألوف لهم".

وAli خير دليل على أن الأشخاص المشردين داخليًا قادرون على كسب قوتهم بأنفسهم إذا ما توفر لهم الدعم المناسب الذي يساعدهم في توليد سبل للمعيشة، ويسهّل اندماجهم في المجتمعات المضيفة. وفي ظل الصراع الذي أسفر عن تشريد أكثر من مليون (1) شخص حتى الآن، وإمكان ارتفاع عدد المشردين بشكل كبير، تدعو المنظمة وشركاؤها المحليون البلدان إلى تقديم دعم إضافي حتى تتمكن المنظمة من مواصلة توفير المساعدة إلى أكثر من 000 967 شخص مشرد داخليًا في عام 2023.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: موزامبيق

المطبوع:خطة الاستجابة لأزمة السبل المعيشية الزراعية في شمالي موزامبيق للفترة 2021-2023

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في المنظمة

قصة: الأسر المشردة داخليًا في موزامبيق تلقى حفاوة الاستقبال وفرصةً جديدةً في مجال الزراعة