Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تقنية نووية تقي من حالة طارئة سببها انتشار ذبابة الفاكهة في المكسيك


كيف استخدمت منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تقنية الحشرة العقيمة من أجل وقف الخسائر في الأغذية وسبل العيش

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تعتبر ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط واحدة من أكثر الآفات الحشرية فتكًا في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن يؤدي انتشارها إلى فرض قيود تجارية صارمة تنجم عنها عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة. وبالرغم من القضاء على ذباب فاكهة البحر الأبيض المتوسط في المكسيك في فترة الثمانينات من القرن الماضي، إلا أنها ظهرت مؤخرًا في ولاية كوليما. ©Joint FAO/IAEA Centre

17/06/2022

انتشرت مؤخرًا ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط، المعروفة أيضًا باسم ذبابة المتوسط (medfly)، في ولاية كوليما المكسيكية، وكانت تلك أنباء سيئة للغاية. وكانت هذه الآفة الضارية قد قُضي عليها في المكسيك في فترة الثمانينات من القرن الماضي بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ لكنّ الحشرات لا تقف عند حدود. ولسوء الحظ، فإنّ تغير المناخ واتساع التجارة والسفر الدولي يساعدان على انتشار الآفات، وقد عادت مجددًا إلى هذه الولاية الهامة من الناحية البستانية، وباتت تهدد بتخريب الصناعة وسبل عيش المزارعين.

ولحسن الحظ، كانت المكسيك ومنظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية مهيئين لمواجهة هذا السيناريو.

وقد استجاب المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية للتقنيات النووية في الأغذية والزراعة، مستندًا إلى السنوات السابقة التي قضاها في مساعدة المكسيك، لطلب حكومة المكسيك وساعد السلطات الوطنية المعنية بحماية النباتات في إعداد وتنفيذ خطة عمل طارئة تستخدم تقنية الحشرة العقيمة بغية احتواء هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها.

وتستخدم هذه التقنية النووية أشعة غاما من أجل تعريض ذكور ذبابة المتوسط للإشعاع وبالتالي إصابتها بالعقم، من دون التأثير على نشاطها الجنسي لمنعها من توليد نسل جديد. وتجري تربيتها وجعلها عقيمة وإطلاقها في الطبيعة كي تتكاثر مع الإناث، مما يحد من أعدادها في غضون أشهر قليلة. وتعدّ تقنية الحشرة العقيمة أكثر طرق مكافحة الآفات مراعاة للبيئة.

وقالت Maritza Juarez Duran، مديرة برنامج ذبابة الفاكهة الوطني في الإدارة الوطنية للصحة وسلامة الغذاء وجودته في المكسيك (SENASICA): "في الماضي كانت ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط تشكل تهديدًا كبيرًا لقطاع البستنة في المكسيك، وقد أعددنا برامج واسعة النطاق من أجل دحرها واحتواء انتشارها على طول حدودنا الجنوبية".

"وقد دُقّ ناقوس الخطر عند الكشف عن هذه الآفة في كوليما في أبريل/ نيسان 2021، وهي تقع على بُعد 300 1 كيلومتر من أقرب المجموعات البرية الموجودة في ولاية شياباس، في المنطقة الحدودية بين المكسيك وغواتيمالا، وإننا نثمّن دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة في مساعدتنا على السيطرة عليها."

الصورة إلى اليمين: اللجنة الاستشارية التقنية المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تفحص الشحنات والسفن السياحية في مرفأ مانزانيلو بحثًا عن نواقل ذبابة المتوسط. ©DGSV Senasica الصورة إلى اليسار: استطاعت المكسيك بفضل إرشادات منظ

ذبابة لها عواقبها

تعتبر ذبابة المتوسط (Ceratitis capitata) واحدة من الآفات الحشرية الأكثر فتكًا في جميع أنحاء العالم. وهي تضع بيوضها في الفاكهة والخضار وبعد أن تفقس البيوض تتغذى اليرقات على اللب. وإنّ إبقاء البساتين والحدائق خالية من الذباب هو شرط مسبق للتصدير في العديد من البلدان. وفي حال تفشي ذبابة المتوسط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فرض قيود حجرية صارمة على تجارة الفاكهة والخضار تنجم عنها عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة على البلد المصدّر. وإنّ الوسائل البديلة التقليدية مكلفة، على غرار بعض وسائل معالجة المحاصيل بعد حصادها، وتفسد عادة جودة المحاصيل، مما يضر بقدرة المنتجات المصدّرة على المنافسة.

واستطاعت المكسيك، باستخدام تقنية الحشرة العقيمة تلك، أن تقضي على الذبابة ضمن حدودها في عام 1982. بيد أنّ الذبابة تستطيع بسهولة عبور الحدود من المناطق الموبوءة، ما يحتّم على الدول أن تظل متيقظة تحسبًا لتوغلها في أراضيها.

وتحتل المكسيك المرتبة السابعة على قائمة أكبر البلدان المصدرة للمنتجات الزراعية في العالم ولذلك فإنّ بقاءها خالية من ذبابة المتوسط هو أمر غاية في الأهمية بالنسبة إلى هذا البلد. وفي حالة التفشي في كوليما، أظهرت السجلات أنّ الذبابة ألحقت أضرارًا باللوز الاستوائي وبعض الفواكه الأخرى في المناطق الحضرية، مما عرّض المحاصيل الزراعية للخطر مثل المانجو والجوافة والبابايا والتين والبرتقال والجريب فروت الزهري اللون والكارامبولا. وتقدّر المكسيك قيمة إنتاجها من المحاصيل البستانية المصدّرة سنويًا بما يربو على 9.4 ملايين دولار أمريكي. وقد تلحق أضرار بذلك كله ما لم تجر السيطرة على تفشي ذبابة المتوسط.

وقد توجه Walther Enkerlin Hoeflich إلى كوليما في أبريل/ نيسان 2021، وهو عالم حشرات يعمل مع منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في دعم برامج السيطرة على ذبابة المتوسط في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وقاد لجنة من الخبراء للتأكد من أنّ السلطات المكسيكية قد نفذت أنشطتها تماشيًا مع المعايير الدولية وبغية التوصية بإجراءات من أجل تحسين العملية.

وقال Enkerlin Hoeflich: "كانت استجابة المكسيك لتفشي ذبابة المتوسط في كوليما سريعة ومهنية وفعالة. ولديها تقنيون يتمتعون بالخبرة في تطبيق تقنية الحشرة العقيمة بفضل التعاون الطويل العهد بين المكسيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة في استخدام هذه التقنية".

ساعدت منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية المكسيك في تصميم منشأة جديدة من أجل تربية الذباب لديها القدرة على إنتاج مليار ذبابة عقيمة في الأسبوع. وأثبتت هذه المنشأة أهميتها الحيوية في احتواء التفشي الحالي في كوليما والقضاء على الآفة. ©DGSV Senasica

ساعدت منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية البلاد في تصميم منشأة جديدة من أجل تربية الذباب، لديها القدرة على إنتاج مليار ذبابة عقيمة في الأسبوع. وتعدّ هذه المنشأة التي افتُتحت في عام 2021 ثاني أكبر منشأة في العالم. وقد جرى حتى الآن إنتاج 1.2 مليار ذبابة ذكر عقيمة في المنشأة وأطلقت في مناطق كوليما التي تنتشر فيها الذبابة. وقد أوصت اللجنة التي تترأسها بصورة مشتركة منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بمواصلة إطلاق الذباب العقيم حتى يونيو/ حزيران 2022 بغية القضاء على أي بؤر متبقية لتلك الآفة.

وقال Enkerlin Hoeflich: "تسير عملية كوليما حسب الخطة وإنّ حالة التفشي تحت السيطرة في الوقت الراهن. وسنواصل العمل مع المكسيك بغية ضمان الحفاظ على سلامة سبل عيش المزارعين من هذه الآفة الفتاكة".

ويعمل المركز المشترك على زيادة تعاونه مع المكسيك وعلى تطوير تكنولوجيا تقنية الحشرة العقيمة عن طريق البحث والتطوير وكذلك توفير المشورة التقنية لتطبيقها.

ويعدّ استخدام الحلول النووية في مكافحة الآفات مجالًا واحدًا فحسب من مجالات عمل المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويعمل هذا البرنامج المشترك على تطوير ودعم استخدام التكنولوجيا النووية والتكنولوجيا المتعلقة بها على نحو آمن ومناسب في مجال الأغذية والزراعة، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي واستدامة التنمية الزراعية في جميع أرجاء العالم.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات: