Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

بطل شاب ينقذ أرواح الحيوانات ويحافظ على سبل عيش البشر


يضمن مشروع مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي أن جودة الخدمات البيطرية في طاجيكستان تحمي سبل العيش

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

اختار عبد الرشيد بوبوجونوف، وهو طبيب بيطري شاب في طاجيكستان، هذه المهنة لأن الأطباء البيطريين يساعدون في إنقاذ الأرواح كل يوم، مما يجعلهم أبطال ليس فقط بالنسبة للحيوانات ولكن أيضًا لأصحابها. ©الفاو/بونافشا أزيموفا

21/01/2020

إن مهنة الطبيب البيطري ليست دائما مهنة سهلة، بالتأكيد يواجه الطبيب البيطري تحديات فريدة من نوعها، لكن مكافآت المهنة وفيرة. ولن يرضَ أطباء الحيوانات بأية مهنة أخرى، إذ لا يشبه يومُ غيرَه من الأيام بالنسبة لهؤلاء الأطباء البيطريين. فهم يقومون بفحص أنواع مختلفة من الحيوانات، ومشاهدة مجموعة متنوعة من الإصابات والحالات واستخدام العديد من أدوات التشخيص لتحديد أفضل خطط العمل. لكن اكتساب الأطباء البيطريين الشباب مجموعة واسعة من الخبرة قد يستغرق سنوات من الممارسة.

في العام الماضي، نظمت المنظمة، بتعاون وثيق مع رابطة الأطباء البيطريين في طاجيكستان، دورة تدريبية لمدة 10 أيام تهدف إلى التطوير المهني الشامل للممارسين البيطريين في جميع أنحاء البلاد. وكانت هذه الدورة التدريبية جزءًا من أحد مشاريع منظمة الأغذية والزراعة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى دعم وزارة الزراعة والخدمات البيطرية في تحسين صياغة السياسات في طاجيكستان.

وكانت الدورة التدريبية تتألف من أجزاء نظرية وأخرى عملية تجري في العيادات والمزارع. وبسرعة وسّعت الدورة من معرفة الممارسين البيطريين، وهي معرفة التي قد تستغرق سنوات عديدة للتطور في هذا المجال، وزوّدتهم بالمهارات والأدوات اللازمة للوقاية من الأمراض الحيوانية واكتشافها والاستجابة لها بسرعة وفعالية.

ومن بين هؤلاء المستفيدين من التدريب الطبيب البيطري الشاب عبد الرشيد بوبوجونوف. ويعمل هذا الخريّج البالغ من العمر 24 عامًا في الجامعة الطاجيكية الزراعية في الجزء الشمالي من طاجيكستان، في مقاطعة بوبوجون جافوروف في منطقة سوغد، حيث يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة.

بتمويل من الاتحاد الأوروبي، نظمت الفاو ورابطة الأطباء البيطريين في طاجيكستان دورة تدريبية لمدة 10 أيام للممارسين البيطريين في جميع أنحاء البلد لضمان مواكبة مهاراتهم المهنية مع تطورات الصناعة. ©الفاو/بونافشا أزيموفا

"لماذا اخترت أن أكون طبيب بيطري؟ قد يبدو هذا غريباً للغاية، لكن الأطباء البيطريين هم أشخاص مهمون ومحترمون في المجتمع الطاجيكي، خاصةً في المناطق الريفية. وسبب أهميتهم هو أنه ينقذون يوميا حياة العديد من الماشية، مما يحمي صحة ورفاهية كل من الحيوانات والناس. فهم ليسوا أبطالًا بالنسبة للحيوانات فقط، بل بالنسبة للناس أيضًا ".

في الوقت الحاضر، أحدثت التغييرات السريعة والحاجة إلى مهارات حديثة وجدّ متطورة مطالب جديدة بالنسبة للأطباء البيطريين لضمان مواكبة مهاراتهم المهنية ما يحدث في هذه الصناعة. وخلال الدورة، تمت مراعاة احتياجات ومتطلبات الخدمات البيطرية بناءً على السياقات المحلية المحددة، مما جعل التدريب أكثر صلة بفرادى الأطباء البيطريين.

وأضاف عبد الرشيد: "بما أن الثروة الحيوانية تمثل قيمة كبيرة للأسر الريفية الطاجيكية، فإن توقعات المجتمعات مرتفعة للغاية ومتنوعة في الوقت نفسه".

"بحضور هذه الدورة، عززت معرفتي ومهاراتي التي حسنت بالتأكيد الخدمة التي أقوم بتقديمها في هذا المجال. وأعتقد أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تقلل من الفقر في الأرياف من خلال تعزيز سلامة المنتجات الحيوانية للاستهلاك المحلي والتجارة، وكذلك بتقليل خسائر الثروة الحيوانية."

عند الانتهاء من التدريب، تلقى الممارسون الشباب مجموعات بدء التشغيل التي تتألف من الملابس الخاصة والأدوات البيطرية للعمل مع الحيوانات في المناطق الريفية، من أجل جعل وظائفهم أكثر كفاءة وإنتاجية. كما أنشئت شبكة بين المشاركين في الدورة التدريبية، تسنح لهم الآن الاتصال ببعضهم البعض لتبادل الدروس المستفادة ومناقشة التحديات والفرص التي صودفت أثناء ممارستهم.

من عدّة جوانب، يشبه الطبيب البيطري طبيب الأطفال. إذ مثلها مثل الرضّع والأطفال الصغار، لا يمكن للحيوانات أن تخبر الطبيب عماّ بها، ويجب الحصول على ملف سوابق صحية من البالغين. وعندما تنشأ مشاكل صحية، يشخص الأطباء البيطريون المشاكل ويعالجون الحيوانات. وقد تشمل العلاجات العديد من الإجراءات المختلفة، بما في ذلك تقنيات إنقاذ الحياة في حالات الطوارئ، أو وصف الأدوية، أو جبر الكسور، أو الولادة، أو إجراء العمليات الجراحية، أو تقديم المشورة للمالك بشأن إطعام الحيوان ورعايته.

يتلقى عبد الرشيد مكالمات هاتفية في أي وقت من النهار أو الليل من قرويين بحاجة إلى مساعدته لعلاج حيواناتهم المريضة. ويعد الحصول على خدمات بيطرية جيدة أمرًا ضروريًا لسكان الريف لضمان صحة وإنتاجية الماشية. ©الفاو/بونافشا أزيموفا

لكن  صفة البطل ترافقها مجموعة من التحديات. بعد سنوات من العمل الدؤوب، أُرهق عبد الرشيد. أثناء سعيه لتحقيق حلمه الوظيفي، كان هناك الكثير من الناس ممن ينطقون بكلام محبط. فتعلم أنه مهما قاله الآخرون أو مهما بدت الفكرة جنوني، أهمّ شيء الأكثر هو أن يؤمن المرء بنفسه وألاّ يتوانى عن ذلك. قرر أنه سيحاول ويخفق بدلاً من أن لا يحاول على الإطلاق.

كان هناك الكثير من الرافضين عندما بدأت حياتي المهنية كطبيب بيطري. شكك بعض القرويين والعملاء في مهاراتي ومعرفتي وتجربتي بسبب صغَر سنّي - حتى أن بعضهم سخروا مني. قالوا: "أنت أصغر من أن تنقذ ماشيتنا. يتذكر عبد الرشيد بابتسامة: "من الصعب الاعتماد عليك". "يمكن أن تكون السلبية سامّة إذا سمحت لها بالتحكم في أحلامي بأن أكون مؤهلاً وكفوءًا؛ فرفضت الهزيمة. واستخدمت سلبية الناس كلقاح - أعدني لجميع التحديات الماثلة اممانا. وببطء، وشيئاً فشيئاً، بدأ الناس يؤمنون بي ويقدّرون الخدمات التي أقدّمها لأفراد المجتمع. "

ولا يعمل عبد الرشيد حسب جدول زمني، فهو يتلقى مكالمات هاتفية في أي وقت من النهار أو الليل. يتصل به القرويون لمعالجة مواشيهم، وحتى لطلب المشورة بشأن التغذية السليمة ونظام الحصص الغذائية والمأوى وغير ذلك من القضايا العامة المتعلقة بالحيوانات. إن ضمان جودة الخدمات البيطرية أمر بالغ الأهمية، والوصول إلى هذه الخدمات أمر مهم للغاية بالنسبة للسكان المحليين في القرى لضمان صحة وإنتاجية الثروة الحيوانية.

"لدي بالفعل توقعات كبيرة تجاه مهنتي التي اخترتها. من المهم جدًا بالنسبة لي الحفاظ على ثقة المجتمع وتقديره للخدمات البيطرية. وأضاف عبد الرشيد: "لا أريد التوقف عند ما أحرزته من تقدم، وسأمضي قُدُماً".

إن المهارات والقدرات والرغبة في إحداث فرق موجودة في كل مجتمع. وبدعم هذه المواهب، تساعد المنظمة وشركاؤها في تمكين المجتمعات من تحسين سبل عيشهم وضمان أمنهم الغذائي، وهما خطوتان حاسمتان لتحقيق عالم خالٍ من الجوع والفقر.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على مزيد من المعلومات: