Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الزراعة تفتح الأبواب للشباب


قصة محمد، ويمام وزينتمام

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

71 في المائة من سكان إثيوبيا هم دون سن الثلاثين. ويصعب أكثر فأكثر إيجاد فرص العمل، لذا يهاجر الكثير من الشباب إلى أماكن أخرى يحثاً عن العمل. © الفاو/تاميرو ليجيس

18/01/2018

يقطن يمام، البالغ من العمر 28 عاماً، في كالو في منطقة أمهارا بشمال إثيوبيا.

لكن، ينتقل العديد من الشباب من هذه المنطقة في إثيوبيا إلى الشرق الأوسط باحثين عن عمل وعن حياة أفضل. لأن حجم فرص العمل في البلد لا يتناسب مع نموه. إذ إن 71 في المائة من سكان إثيوبيا هم دون سنّ الثلاثين، وكثير منهم يفتقرون إلى فرص العيش الكريم.

"كنت معتمدا على والدي، ولم أكن أكسب ما يكفي لرعاية زوجتي وطفلتي. فهاجرت لكي أعُول أسرتي"، يقول يمام.

قرر يمام الذهاب إلى المملكة العربية السعودية حيث كانت تعيش شقيقته.

ولم تكن رحلته، إلى ما كان من المفترض أن تكون حياة أفضل، رحلة سهلة:

"مَشيتُ في الصحراء لعدّة أيام للوصول إلى جيبوتي. ثم أَقَلتُ زَورقاً صغيرا إلى اليمن. وكان هناك الكثير من الأشخاص على القارب. وعشت الكثير من المعاناة على الطريق ... الناس يموتون من الإرهاق والعطش في الصحراء. ومشينا بصعوبة إذ كانت أقدامنا قرحة.

وتعرّضنا للمعاملة السيئة من قبل المتّاجرين بالبشر. وإن اشتكينا من الظروف، كانوا يضربوننا. وعندما وصلنا إلى اليمن، اختطفنا المتّاجرون المسلَّحون وطلبوا منا دفع مبالغ مالية. وعندما رفضت ضربوني. كنت أنزف دماً ... ودفعَت أختي التي كانت تعيش في السعودية فِدية لإطلاق سراحي".

يمام علي (يسار) ومحمد سيد (يمين) يزرعان الملفوف والمحاصيل الأخرى كجزء من مشروع المنظمة في مجال تنقل الشباب الريفي، مما يتيح للناس خيار العمل في بلدانهم. © الفاو/تاميرو ليجيس

ووصل يمام أخيرا إلى المملكة العربية السعودية وعمل راعيا. وبعد بضعة أشهر، تم اعتقاله وترحيله إلى إثيوبيا.

وفي قريته، كان عليه أن يعتمد على والديه من أجل لقمة العيش.

م يكن يمام هو الوحيد الذي يواجه قرارا صعبا بشأن البقاء أو المغادرة. فقد كان على محمد سيد وزينتمام آدم أيضا أن يقرّرا ما إذا كانا سيعتمدان على والديهما من أجل البقاء أو الهجرة إلى أماكن أخرى بحثا عن عمل.

وعندما بدأ مشروع التنقل الريفي للشباب الذي تدعمه منظمة الأغذية والزراعة في المنطقة، أصبح لديهم خيار آخر : العمل في الزراعة في وطنهم. وكجزء من هذا المشروع، اختار محمد ويمام المشاركة في مبادرات البستنة. وإلى جانب الشباب الآخرين، شرعوا في زراعة الملفوف والبصل وفاصوليا الماش على قطع الأراضي التي توفرها الإدارة المحلية.

وتلقى يمام وزملائه البذور، والأدوات الزراعية، فضلا عن التدريب في مجال البستنة وعلى أفضل الممارسات الزراعية. كما تلقّوا الدعم لإنشاء وتشغيل دار حضانة.

"أنا سعيد بالعمل في بلدي. أنا أعمل على تغيير حياتي "، يقول يمام.

انضمت زينيتمام آدم أيضا إلى مشروع المنظمة في مجال التنقل بين الشباب الريفيين، وتلقت تدريبا على تربية الماشية لمساعدتها، و10 دورات تدريبية أخرى للبدء في مشروع تجاري. © الفاو/تاميرو ليجيس

كانت زينيتمام آدم البالغة من العمر 22 عاما، وهي أيضا جزء من مشروع تنقُّل الشباب الريفي، واحدة من مجموعة 11 شخصا تلقوا تدريبا على تربية الماشية. وقد مُنِحوا 18 ثورٍ لبدء مشروعهم، وهي مؤسسة سلاّم لتسمين الماشية.

تزوّجت في سنّ الثامنة عشرة ولها الآن ابن يبلغ من العمر سنتين، وكانت تستعد للهجرة، مثل العديد من الفتيات الأخريات في قريتها.

"كنت على وشك الهجرة للعثور على عمل والحصول على دخل. ثمّ غيرت رأيي وانضمَمت إلى هذه المبادرة للعمل وتغيير حياتي".

روابط تتعلق بالموضوع

وتخطط هذه المجموعة  المتكوّنة من 11 شخص لتوسيع وتنويع أعمالها. وتأمل زينتمام أن تبدأ مشروع تربية الدواجن الخاص بها. كما أن لدى محمد خطط لأعمال البستنة. وستبدأ المجموعة في بيع الخضراوات في السوق المحلية، لكن على المدى الطويل، تأمل في تقديم منتجاتهما إلى أسواق أخرى أيضا.

وأضاف محمد: "نريد أن نطوّر أعمالنا ونكون نموذجا للشباب الآخرين في منطقتنا".

ويروّج مشروع تنقل الشباب الريفي لاستراتيجيات ابتكارية للتنمية الريفية لتوفير فرص العمل وفرص إنشاء المشاريع لشباب الريف من أجل معالجة أسباب الهجرة المنكوبة. وهذا المشروع ممكن بفضل دعم التعاون الإنمائي الإيطالي. وتساعد المنظمة، إلى جانب شركائها الكرام، على جعل الهجرة خيارا.