Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

آفاق جديدة تقدمها الطحالب إلى صيادي الأسماك من السكان الأصليين في بنما


تساعد منظمة الأغذية والزراعة النساء العاملات في صيد الأسماك على اكتساب مهارات جديدة في خضم تراجع الأرصدة السمكية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

مع تضاؤل الأرصدة السمكية المحلية، نفذت منظمة الأغذية والزراعة برنامجًا في منطقة Guna Yala المأهولة بالسكان الأصليين في بنما من أجل العمل مع النساء على طريقة زراعة الطحالب البحرية وحصدها وتجهيزها كمصدر جديد للدخل. ©FAO/Epimenides Diaz

28/06/2022

تقع عند حدود البحر الكاريبي منطقة ذاتية الحكم في بنما مأهولة منذ قرون بالسكان الأصليين من شعب Guna. وهي تمتد حول الخليج الذي يحمل نفس الاسم وتضم أرخبيلًا مكونًا من قرابة 300 جزيرة. وتوجد في هذه المنطقة بلدة ساحلية تدعى Naranjo Grande، حيث يمثل البحر مصدر الغذاء والعمل والحياة في حد ذاتها.

وهذا هو المكان الذي عاشت فيه Luisa Lopez Hurtado طوال حياتها. وهي من سكان Guna الأصليين، وقد عملت في صيد الأسماك مع عائلتها على شاطئ بنما الشرقي منذ سنين طويلة لا تحصرها ذاكرتها.

وتقول Luisa وهي أم لأربعة أولاد: "لقد ترعرعتُ على ضفاف البحر. وعندما كنت شابة، كنت أرافق والدي في رحلات صيده".

وقد اعتمد شعب Guna لأجيال على الموارد الساحلية والبحرية في حياتهم وسبل عيشهم. لكن حسب Luisa، التي تترأس جمعية Naranjo Grande النسائية، فإنّ الصيادين يواجهون صعوبة متزايدة لتأمين قوتهم اليومي بعدما تضررت الأرصدة المحلية من الأسماك وسرطان البحر بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ. 

وتقول Luisa: "بات إنتاج الأسماك مختلفًا عما كان عليه عندما كنت طفلة. وأصبح عدد الأسماك أقل من السابق، وصار العثور على سرطان البحر أكثر صعوبة بعدما كان يتوفر بكثرة في الماضي". 

وتؤكد على ذلك Maria Dickson، وهي عضو في مجموعة Luisa النسائية وتبلغ 24 عامًا من العمر، حيث تقول: "لقد انخفض الإنتاج انخفاضًا شديدًا. وأعتقد أحيانًا أنهم يصطادون الأسماك وهي لا تزال صغيرة للغاية ولهذا السبب لا يمكنها التكاثر".

وتؤدي النساء دورًا هامًا في مجتمعGuna  حيث ينخرط العديد منهنّ في عملية تنظيف الأسماك وتجهيزها، فضلًا عن العمل في الزراعة والسياحة وإنتاج الحرف اليدوية. إلا أنهنّ يعتمدن في الغالب على الرجال من أجل تأمين دخلهن. 

وقد خلّف تراجع السياحة منذ بداية جائحة كوفيد-19 إلى جانب تضاؤل الأرصدة السمكية أثرًا مدمرًا، مما دفع بالعديد من الأسر، لا سيما الأسر المعيشية التي تترأسها النساء، إلى هوة الفقر.

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة حاليًا على إتاحة فرص جديدة أمام شعب Guna عن طريق مشاركة المهارات المتعلقة بإنتاج الطحالب وتجهيزها. وهناك مبادرة تدريبية جديدة موجهة إلى صيادي الأسماك الساحليين من السكان الأصليين، لا سيما النساء، توفر لهم خيارات من أجل كسب العيش من مصدر مختلف.

ويعمل برنامج منظمة الأغذية والزراعة الرائد، الذي تدعمه إدارة الموارد المائية في بنما وحكومة السكان الأصليين في المنطقة، مع عشرين امرأة وخمسة رجال من أجل تشاطر المعارف بشأن طريقة زراعة الطحالب البحرية وحصدها وتجهيزها بغية تحويلها إلى أنواع تجارية من الصابون والكريمات.

ساعدت منظمة الأغذية والزراعة النساء على إنشاء صندوق طوارئ تناوبي وإدارته ودعمتهن في تنظيم جمعية تعاونية من أجل بيع منتجاتهن القائمة على الطحالب. الصورة إلى اليسار: ©FAO/Epimenides Diaz. الصورة إلى اليمين: ©FAO/Vanessa Olarte.

ويقول Alejandro Flores، كبير المسؤولين الإقليميين في المنظمة عن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، إنّ الأمر يتعلق بزيادة قدرة نساء شعب Guna على الصمود وتعزيز استقلاليتهن.

ويقول Flores: "كان الغرض من سعينا إلى العمل مع منظمة لنساء الشعوب الأصلية هو المساهمة في تمكينهن اقتصاديًا".

وبعد مشاورات مع رابطة Naranjo Grande، تواصلت منظمة الأغذية والزراعة وإدارة الموارد المائية في بنما مع Gracilarias، وهي شركة خاصة متخصصة في الاستزراع المستدام للطحالب البحرية وتصديرها. ووافقت الشركة على تدريب المجموعة من دون مقابل وعلى شراء منتجاتها. 

وفي حين ساعدت Gracilarias على بناء قدرة نساء شعب Guna على تربية الطحالب البحرية، عملت منظمة الأغذية والزراعة مع النساء على إنشاء صندوق تناوبي وإدارته وساعدتهنّ على تنظيم جمعية تعاونية لبيع إنتاجهنّ.

وقام المشاركون بزراعة المحصول الأول من الطحالب الخضراء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وجرى أول حصاد في فبراير/ شباط 2022. وقاموا بتجفيف الطحالب تحت أشعة الشمس وتعلموا كيف يستخلصون الآغار، وهو مادة تشبه الجيلاتين، من داخل الطحالب من أجل صناعة الصابون ومستحضرات التجميل. 

ويقول Flores إنّ الغاية من الصندوق في نهاية المطاف، الذي أنشئ بفضل أرباح هذه الأنشطة الاقتصادية، هي تمويل مشاريع أخرى ودعم الأسر في حالات الطوارئ.

ويضيف Flores: "لا يزال الصندوق في مراحله الأولى، لكنّ النساء المشاركات أحرزن تقدمًا هامًا. فقد قمن بالحصاد مرتين حتى الآن. وهنّ يشعرن حاليًا بقدرتهن أكثر مما مضى وأسهمن بقدر أكبر في دخل أسرهن كي تصبح أكثر استقلالية".

تعلمت نساء السكان الأصليين كيف يجففن الطحالب تحت أشعة الشمس ويستخلصن من داخلها الآغار، وهو مادة تشبه الجيلاتين، من أجل صنع الصابون ومستحضرات التجميل. ©FAO/Vanessa Olarte.

وتقول Maria إنها مبتهجة بسبب المهارات الجديدة التي تعلمتها. "لم أتخيل مطلقًا أنه يمكن استزراع الطحالب؛ كانت تلك مفاجأة بالنسبة إلي". 

"إني متشوقة لكي نصبح قادرين على صنع منتجات وبيعها على النطاق المحلي وللسياح. فذلك سيعين اقتصادنا على نحو كبير، وإنني متأكدة من أنّ هناك تغيرات إيجابية مقبلة في مجتمعنا". 

وتعتبر Gracilarias أنّ المبادرة كانت ناجحة وأنها نموذج يحتذى به ليس فقط بالنسبة إلى مجتمعات النساء في بنما، بل بالنسبة إلى الإقليم بأكمله. 

وإلى جانب المشاركين الأوائل، يتطلع 150 فردًا آخرين من مجتمع Guna إلى المشاركة في المشروع في المستقبل. 

وبالإضافة إلى إنتاج الصابون والكريمات، تقول Gracilarias إنها تأمل في العمل في نهاية المطاف مع نساء شعب Guna على تسويق الأعشاب البحرية المجففة واستخدام مناطق زراعة الأعشاب البحرية كمراكز للسياحة الإيكولوجية بغية تلبية احتياجات الزوار المحليين والأجانب.

ويتزامن المشروع مع السنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية، التي تسلّط الضوء على الدور الهام الذي يؤديه صغار صيادي الأسماك والعاملون في مجال صيد الأسماك ومساهمتهم في استمرارية الحياة وسبل العيش.

وتسعى منظمة الأغذية والزراعة، من خلال الاعتراف بقيمة عمل صغار صيادي الأسماك الحرفيين ومستزرعي الأسماك والعاملين في مجال صيد الأسماك، إلى بناء عالم يجري فيه تمكينهم من أجل تحسين مساهمتهم في رفاه الإنسان والنظم الغذائية الصحية والقضاء على الفقر عن طريق الاستخدام المستدام والمسؤول للموارد البحرية والطبيعية.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: السنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومصايد الأسماك

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: بنما