Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

توطيد الأواصر الاجتماعية في سياق العمل في باميان، أفغانستان


النساء العاملات في مجال تربية الماشية يطوّرن مهاراتهن وعلاقاتهن بالمجتمع المحلي على حدّ سواء.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

إن القطيع الذي حصلت عليه Khadija في إطار مشروع منظمة الأغذية والزراعة يشكل مصدرًا للرزق بالنسبة إليها وإلى عائلتها، كما أنه قد ساعدها على الارتباط بالأوساط النسائية في مجتمعها المحلي. FAO/Rahman Shadan©

23/02/2021

تقع منطقة باميان في وسط أفغانستان، وتحديدًا في منتصف ما كان يعرف بطريق الحرير. وهي كانت نقطة استراحة استراتيجية للمسافرين والتجار. وكانت باميان ملتقى للثقافات، كما أنها كانت ذات يوم مركزًا للديانة البوذية، ولكنها أصبحت اليوم تشتهر أكثر بجبالها المهيبة، وببساتين الفاكهة الخصبة وبأراضيها الزراعية الواسعة، وبمراعيها الوفيرة.
 وإن العديد من السكان الذين يعيشون في هذه المنطقة، مثل Khadija Hashemi، يعملون في تربية الأغنام والماعز.

وفيما يضطلع الرجال بمعظم أعمال الزراعة، تعنى النساء بالثروة الحيوانية. إلّا أن هذا العمل يميل إلى أن يكون نشاطًا انفراديًا إذ ليس من المعهود للنساء في أفغانستان أن يعملن معًا بصورة جماعية. ويهدف أحد المشاريع الذي يعرف باسم "مشروع أمن الغذاء وسبل العيش للأسر" (المشروع) والذي تموّله الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، إلى تغيير هذا الواقع عبر جمع شمل النساء وتعزيز معارفهن وزيادة مدخولهن، ليس فقط لصالح أسرهنّ وإنما لصالح مجتمعهنّ بأسره.

وتشارك النساء العاملات في تربية الماشية في لقاءات جماعية حيث يوطّدن علاقاتهن الاجتماعية فيتبادلن الآراء خلال تلك اللقاءات ويشاركن الخبرات ويتعلمن تقنيات جديدة، ويبقين على اتصال بأقاربهن أو أحبائهن.

يتمتع وادي باميان بتاريخ رائع وبمناظر طبيعية جميلة وبمراع وفيرة ما يسمح للعديد من النساء المحليات بتربية الماشية لتوفير الغذاء لأسرهن. الصورة اليسرى/العليا. FAO/Freshta Ghani Right/bottom: ©FAO/Rahman Shadan©

قصة Khadija

تعيش Khadija مع زوجها وأطفالها في قرية بارجوياك في وادي باميان. كانت أسرتها تعتمد على دخل زوجها المزارع، ولكن ذلك الدخل لم يتمكن من تغطية حتى الاحتياجات الأساسية لهذه الأسرة المكوّنة من عشرة أفراد. ومع أن Khadija كانت تتمتع ببعض الخبرة في رعي المواشي، إلّا أنها لم تكن كافية لتحسين أوضاع أسرتها - إلى أن تلقت الدعم من خلال المشروع.

فقد وفّر المشروع لـ Khadija ولنحو 200 1 أسرة أخرى في باميان نعجتين مرضعتين وحَمَلين اثنين و140 كيلوغرامًا من مختلف أنواع الأعلاف. كما وفّر المشروع تدريبًا على تحسين إدارة الثروة الحيوانية، وإعداد الأعلاف المغذية، وتحديد الأمراض الشائعة للثروة الحيوانية ومعالجتها، بما في ذلك التلقيح.

حسّ الانتماء إلى المجتمع

بالنسبة إلى النساء، يتمثل أحد أهم أبعاد المشروع في مجموعات التدريب على تربية الأغنام التي شكّلها المشروع
والتي قامت النساء بإدارتها بأنفسهن. وتشكّل Khadija مع 13 امرأة المجموعة الخاصة بقريتها، وهن يجتمعن مرتين
في الشهر لمناقشة مواضيع مثل تربية الأغنام وتغذيتها، ومعالجة الأمراض الشائعة، والتلقيح، وإنتاج الحليب الآمن. ويرأس الاجتماع أحد العاملين في منظمة الأغذية والزراعة، ولكن النساء أنفسهن يقمن بتبادل الآراء والمعارف ويساعدن بعضهن البعض على تحسين أساليبهن الزراعية. وقد عزز المشروع حسًا حقيقيًا بالانتماء إلى المجتمع.

فتقول Khadija: "أشارك بكلّ حماس في لقاءات المجموعة لأنها تساعدني في بناء علاقة قوية مع النساء الأخريات
في مجتمعنا. وبصفتي عضو في هذه المجموعة، لديّ فرصة لتبادل تجاربي مع غيري من النساء، وتعلّم تقنيات جديدة بشأن تحسين إدارة الثروة الحيوانية".

تستخرج Khadija حاليًا عدة لترات من الحليب في اليوم من ماشيتها، وقد أصبح الآن بوسعها بيع هذا الحليب للحصول على دخل إضافي أو تجهيز الحليب بطرق مأمونة وتحويله إلى لبن لتغذية أطفالها. FAO/Rahman Shadan©

الارتقاء بمستوى المعارف

وفّر المشروع دورات تدريبية ومعدات لازمة للارتقاء بمعارف النساء في مجال الثروة الحيوانية إلى مستوى أعلى، فضلًا
عن تحسين قيمة منتجات الحليب التي يصنعنها. وقد جرى تزويد كل امرأة بحزمة أدوات للتجهيز المنزلي لمنتجات الحليب،
بما في ذلك آلة يدوية لتجهيز اللبن أو لتمخيضه، ووعاء لجمع الحليب وأداة لتجفيف اللبن. واستُكمل ذلك بتدريب نفذه خبير في صناعة منتجات الحليب من منظمة الأغذية والزراعة. وركّزت حلقات العمل على الإنتاج المأمون للحليب، ومراقبة جودة الحليب الخام، وتجهيز منتجات الحليب. وقبل ذلك كانت النساء يصنعن منتجات الحليب ويجهزنها بواسطة جلود الحيوانات التي كانت غالبًا ملوثة بالحشرات والجراثيم. والآن أصبحت النساء قادرات على صنع منتجات آمنة وعالية الجودة وجذابة للمشترين، وبالتالي زيادة دخلهن.

وتقول Khadija بكل فخر: "أحصل الآن على خمسة أو ستة لترات من الحليب كل يوم. وأنا أستخدم الحليب للاستهلاك المنزلي وأبيع الفائض منه إلى الجيران، وهذا مصدر عظيم للدخل. أما المال الذي أكسبه من خلال بيع الحليب فأنفقه على تعليم أطفالي وعلى النفقات اليومية للأسرة".

تؤدي النساء دورًا هامًا في الزراعة الأسرية، ولكن كثيرًا ما يتم التغاضي عن مساهماتهنّ. وفي أفغانستان، بوسع دعم دور المرأة في إدارة الثروة الحيوانية وتزويدها بموارد أفضل أن يحسّن التغذية والدخل لأجلها ولأجل أسرتها ومجتمعها. وتدعم المنظمة النساء في مجال الزراعة عبر زيادة فرص حصولهن على الموارد وتوفير التدريب لتحسين مهاراتهن، ما يخلق قطاعًا زراعيًا أكثر مساواة وفعالية على مستوى العالم.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: أفغانستان

القصة: امرأة رائدة صاحبة مشروع تجاري تقود نموّ سوق الزعفران في أفغانستان