Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

حلول الطاقة النظيفة في تنزانيا


دعم قطاع الألبان بمبردات الحليب التي تعمل بالغاز الحيوي

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في بلد لا تملك فيه سوى 11 في المائة من المنازل الريفية في تنزانيا على الكهرباء، تنطوي أجهزة الهضم الغاز الحيوي التي تحول السماد إلى مصدر مستمر للطاقة المتجددة على إمكانات ضخمة لسد الفجوة في الطاقة. © أويكس شرق أفريقيا/زكريا إسرائيل

13/12/2018

يستند قطاع منتجات الألبان في تنزانيا إلى نظم الزراعة التقليدية التي تتكون غالباً من الزراعة على الأراضي الجماعية. وتباع 12 في المائة فقط من 2,5 مليار لتر من الحليب المنتج في تنزانيا كل عام بواسطة تجار الحليب على نطاق ضيق ومراكز التعبئة الجماعي. وما يقرب من 90 في المائة من الأسر الريفية لا تملك الكهرباء. لذلك، عندما يواجه منتجو الألبان مشاكل في توصيل الحليب المسائي، فإن الحليب الخام عادة ما يبقى غير مبرد طوال الليل. ويُفقد ما بين 30 إلى 40 في المائة من الحليب بسبب الحدّ الأدنى من الوصول إلى الأسواق، وسوء ممارسات مناولة الألبان ونقص الطاقة الحديثة لتبريد الحليب والحفاظ عليه.

ويشرح أليساندرو فلاميني، المسؤول عن الموارد الطبيعية في منظمة الأغذية والزراعة قائلاً: "غالباً ما يفسد الحليب المسائي، الذي قد يمثل أكثر من ثلث إجمالي الحليب المنتج خلال النهار، بسبب الافتقار إلى مرافق التبريد".

من خلال الاستثمار في تكنولوجيات الطاقة المستدامة في قطاع الأغذية الزراعية (إنفيستا)، تعمل منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون الوثيق مع مجلس منتجات الألبان التنزاني للتشجيع على استخدام أنظمة تبريد الحليب التي تعمل بأجهزة هضم الغاز الحيوي.

والآن قد تسأل: ما هو هاضم الغاز الحيوي؟

إن أجهزة الهضم الغازية عبارة عن خزانات كبيرة يتم فيها إنتاج الغاز الحيوي بتحلّل المادة العضوية، مثل السماد الطبيعي، من خلال عملية تسمى الهضم اللاهوائي. وتسمى هذه الأجهزة "هاضمة" لأن المواد العضوية تؤكل وتُهضم من قبل البكتيريا لإنتاج الغاز الحيوي.

 وكمنتَج ثانوي مهم، تترك هذه الأجهزة النيتروجين والمعادن الأخرى مثل الفوسفور والبوتاسيوم، التي يمكن نثرها على المحاصيل، مما يقلل الحاجة إلى الأسمدة الكيماوية.

غالباً ما يفقد منتجو الألبان نسبة 30 إلى 40 في المائة من الحليب المنتج بسبب عجزهم على تبريد الحليب والحفاظ عليه. وتعتبر مبردات الحليب التي تعمل بالطاقة الحيوية حلاً لهذه المشكلة. إلى اليسار: ©الفاو/كريستبيل كلارك؛ إلى اليمين: © الفاو/أليساندرو فلاميني

في منزل ماما كاتارينا، تغلي البطاطا على موقد الغاز الحيوي، ولا أثر لأكوام قطع الخشب المرئية خارج معظم المنازل في القرية. فماما كاتارينا تستخدم هاضم الغاز الحيوي منذ عام 2012. وقد أصبحت الآن خبيرة محلياًّ في مجال هضم الغاز الحيوي، وقد ساعدت في تدريب قرويين آخرين. وبفضل هاضم الغاز الحيوي الذي يوفّر وقود الفرن، تحصل على المقدار الكافي من الغاز لطهي ثلاث وجبات في اليوم لأسرة تتكون من ستة أفراد، وهو جزء أساسي من حياتها اليومية.

ما الذي يجعل من الغاز الحيوي لدى ماما كاتارينا بهذه الدرجة من الفعالية؟

تضحك ماما كاتارينا، قائلة "أنا أقتصر على اتّباع القواعد" مضيفة أن جهاز الهضم لم يحتج أبداً إلى الإصلاحات.

إنها جدّ صارمة بشأن اتباع الممارسات للحفاظ على تشغيله بشكل فعال: فهي تبقيه على ارتفاع قليل بحيث لا تغمره المياه خلال موسم الأمطار. وتعرضه لأشعة الشمس للحفاظ على دفء الهاضم. وتستخدمه بالقرب من المطبخ لتقليل تكلفة خط الغاز، لكن بعيداً عن أي بئر للشرب لمنع تلوث المياه، وأخيراً، تضمن أن المنطقة خالية من الأشجار أو النباتات التي يمكن أن تتسلل جذورها إلى الهضم وتسبب الضرر.

وفي بلد لا تتمتع فيه سوى 11 في المائة من المنازل الريفية في تنزانيا بالحصول على الكهرباء، ينطوي هاضم الغاز الحيوي، الذي يحوّل السماد إلى مصدر مستمر من الطاقة المتجددة، على إمكانات ضخمة لملء فجوة الطاقة. وهو مصدر للطاقة جذاب بشكل خاص في بلد يوفر فيه قطاع الثروة الحيوانية سبل العيش بالنسبة لـ37 في المائة من الأسر الريفية البالغ عددها 1,68 مليون نسمة، ويمتلك ثالث أكبر مجموعة من الماشية في أفريقيا.

ماما كاتارينا تستخدم هاضم الغاز الحيوي منذ عام 2012. وقد أصبحت الآن خبيرة محلياًّ في مجال هضم الغاز الحيوي، وقد ساعدت في تدريب قرويين آخرين. وبفضل هاضم الغاز الحيوي الذي يوفّر وقود الفرن، تحصل على المقدار الكافي من الغاز لطهي ثلاث وجبات في اليوم لأسرة تتكون من ستة أفراد. ©الفاو/كريستبيل كلارك

كيف يحافظ على برودة الحليب؟

يستخدم احتراق الغاز الحيوي لتوليد الطاقة لمبرد الحليب. ويتم تخزين هذه الطاقة في نظام تخزين مدمج مبتكر خلال النهار ويقوم بشحن النظام لدورة تبريد الحليب. ويمكن لتكنولوجيا الغاز الحيوي تبريد علبتي حليب تصل سعتها إلى 5 لترات لكل منهما.

 وتتضمّن فوائد الهاضم بالنسبة للمزارعين التنزانيين ثلاثة جوانب: غاز الطهي، والأسمدة للأرض وإيرادات إضافية من مبيعات الحليب.

بالطلب على الحليب ومنتجات الألبان، الذي تشير التقديرات إلى أنه سيبلغ أكثر من الضعف بحلول عام 2020، ونسبة من الأسر الريفية العالية التي تعيشون دون كهرباء، يمكن للهاضم الغاز الحيوي توفير حل لطاقة فعالة ونظيفة للعائلات في تنزانيا.

ويدعم مشروع إنفيستا التابع للمنظمة (الفاو) نُهُجاً مبتكرة ومستدامة للتعجيل باستخدام حلول الطاقة النظيفة في الأعمال التجارية والزراعية وزيادة الأمن الغذائي في البلدان النامية والمناطق الناشئة، مما يساعد على خلق عالم أكثر استدامة وخال من الجوع.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على المزيد من المعلومات

 مشروع إنفيستا    

تكاليف وفوائد تكنولوجيات الطاقة النظيفة في سلاسل قيمة الحليب والخضروات والأرز

 منظمة الأغذية والزراعة في تنزانيا