Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

مجتمعات الشمال الأقصى في الكاميرون تفتح أبوابها للأشخاص الفارين من الصراع


منظمة الأغذية والزراعة تدعم المجتمعات المحلية المضيفة والنازحين داخليًا لتمكينهم من الحصول على الأغذية وسبل العيش

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

منظمة الأغذية والزراعة تدعم الأمن الغذائي والتغذوي للأشخاص المتضررين من الصراع في الشمال الأقصى في الكاميرون. ©FAO

19/09/2022

فتح السيد Bamadi، الذي يدعوه الناس في مجتمعه تحببًا باسم Barma، أبوابه لأكثر من 200 أسرة منذ عام 2014 عندما بدأت الأزمة في الشمال الأقصى في الكاميرون. وقد فرّ آلاف النازحين داخليًا من أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات المسلحة في مقاطعة لوغون إي شاري، فيما تقوم المجتمعات المحلية المضيفة بتوفير المأوى لهم كما يفعل السيد Barma في منطقة دور، مكاري. وأفضت الصراعات العرقية الأخيرة إلى تفاقم الأوضاع التي كانت مستعرة منذ سنوات، ولا سيما في حوض بحيرة تشاد، ممّا أثّر على مئات الآلاف من العائلات.

وتشارك المجتمعات المحلية المضيفة القدر المحدود الموجود لديها من الأغذية والموارد الطبيعية والخدمات الاجتماعية الأساسية، ممّا أضعف تدريجيًا قدرتها على الصمود، وأحدث اختلالات في نظم الإنتاج وسبل العيش وأوجه التماسك الاجتماعي في المنطقة.

وعلى سبيل المثال، كان السيد Barma، وهو أب لـ 13 طفلًا، يكافح بالفعل لإعالة أسرته كمزارع موسمي. وفي الوقت نفسه، كان يعلم أنه يتعين عليه تقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة.

ويقول السيد Barma "لا يمكننا أن نبقى غير مبالين أمام هذا الوضع. فهؤلاء الأشخاص فقدوا كل شيء ولم يعد لديهم ما يسدّ الرمق. وقد رحّبنا بهم أنا وغيري من الأشخاص في الحي. فكان عليّ أن أفعل شيئًا". وعلى شاكلته، قام أعضاء آخرون في المجتمع المحلي المضيف بإيواء أكثر من 000 30 نازح داخليًا حتى الآن.

تحقيق الاستقرار والتعافي

نفّذت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة، بدعم مالي من صندوق بناء السلام الذي أنشأه الأمين العام للأمم المتحدة، مشروع تحقيق الاستقرار والتعافي في المجتمعات المحلية المتضرّرة من الأزمة الأمنية في الشمال الأقصى في الكاميرون. وبالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، يعمل المشروع على تحسين القدرة على الصمود لدى النازحين داخليًا والعائدين والمجتمعات المحلية المضيفة، ممّن يواجهون انعدام الأمن الغذائي في مقاطعة لوغون إي شاري.

ويقول السيد Barma "أعطتني المنظمة ثلاثة رؤوس من الماعز: أُنثتان وذكر واحد لأغراض التربية. وتلقيت كذلك تدريبًا على إدارة تربية المجترات الصغيرة. فأنا لم أكن أعرف شيئًا على الإطلاق عن هذا النشاط لأني قبل ذلك كنت أكسب قوتي من الزراعة فقط".

وقدّمت المبادرة الدعم إلى 245 أسرة في مجال تربية المجترات الصغيرة في بَلَديتي مكاري وكوسيري في الشمال الأقصى. وجرى توزيع ما مجموعه 735 رأسًا من الماعز، إضافة إلى أكياس العلف وكتل اللعق واللقاحات والعلاجات للمجترات الصغيرة. ووفّرت المنظمة أيضًا التدريب واضطلعت بعملية الرصد في مجال رعاية الحيوانات وصحتها بالشراكة مع الدوائر الفنية المحلية.

ومن خلال هذا المشروع، لا يُحسّن عدد من العائلات حالتها التغذوية من خلال تناول لحوم الماعز الغنية بالبروتينات فقط، بل توفر أيضًا الدخل اللازم لتغطية الاحتياجات اليومية الأساسية.

ويضيف السيد Barma قائلًا "اليوم، بفضل الدعم المقدّم من المنظمة، يوجد في مزرعتي الصغيرة 15 رأسًا من الماعز، وهي واحدة من المزارع النموذجية الست في مقاطعة لوغون إي شاري. وهذا مصدر فخر لي لأن الناس يقصدوني من أماكن أخرى للتدرب معي والتعلم من تجربتي وطريقة تنظيم مزرعتي."

قدّم المشروع 10 هكتارات من الأراضي وبئرًا تعمل على الطاقة الشمسية للنازحين داخليًا والمجتمعات المحلية المضيفة لهم لكي يتمكنوا من زراعة المنتجات الغذائية لبيعها واستخدامها المنزلي. ©FAO

بناء القدرة على الصمود من خلال البستنة لأغراض التسويق

تمّ في إطار هذا المشروع تزويد 134 من النازحين داخليًا وأعضاء المجتمعات المحلية المضيفة لهم بمساحة 10 هكتارات من الأراضي لزراعة الفاكهة والخضروات الخاصة بهم. وتنتج المجتمعات المحلية الآن البصل والجزر وعنب الثعلب والطماطم والملفوف والفلفل والبامية. وتُروى الحقول يوميًا من بئر تعمل بالطاقة الشمسية أُنشئت خصيصًا لهذا الاستخدام. ونظرًا إلى كون هذا النشاط جديدًا بالنسبة إلى البعض، فقد أشرفت المنظمة في المدارس الحقلية للمزارعين على التدريب على هذه التكنولوجيا التي تعمل على الطاقة الشمسية.

وتستهلك العائلات محاصيل هذه الحقول مباشرة أو تُباع في الأسواق المحلية. ويسمح لها الدخل الناتج عن هذه المبيعات بالحصول على طعام لا تقوم هي بإنتاجه، ممّا يمكّنها من تنويع وجباتها وتحقيق التوازن بينها.

ويقول السيد Djingui Souga Leonard، مسؤول المنظمة المعني بالمشروع "منذ زراعة هذه الحقول، تمكّنت الأسر المعيشية من إطعام نفسها بطريقة صحية ومتنوعة. وتُنقل المحاصيل المخصصة للبيع إلى السوق المحلي. وهذا يسمح للمستفيدين بتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال ما يجنونه من أرباح بفضل المبيعات".

من خلال مساعدة المجتمعات المحلية على زراعة المحاصيل، يدعم المشروع الأسر من خلال تأمين أغذية ودخل وسبل عيش أكثر ثباتًا. وبالنسبة إلى السيد Ali Mahamat (أعلاه)، يعني ذلك القدرة على التوقف عن الاحتطاب من أجل كسب لقمة العيش، وهي مهمة محفوفة بالمخاطر لمن في سنّه. ©FAO

يشارك فرد آخر من أفراد المجتمع المحلي في مشروع المنظمة وهو السيد Ali Mahamat الذي اعتاد على الاحتطاب من أجل التدفئة وبيع الحطب للأسر المعيشية. وفي عمر 62 عامًا، كان السيد Ali يخاطر بشدة عند قيامه بهذا النشاط، لكنه كان يفعل ذلك لإطعام أسرته.

أما زراعة المحاصيل التي يقوم بها فقد خفّضت عن كاهله العمل البدني المضني المطلوب منه. ويشرح قائلًا "لقد حرّرتني المنظمة من هذا العمل الشاق من خلال دعمي في الزراعة. وبفضل الأرباح التي جنيتها من بيع البصل، بات بإمكاني إطعام أسرتي جيدًا، وإكساء أطفالي ورعايتهم عندما يصابون بمرض ما."

ويؤدي العنف وانعدام الأمن إلى نزوح الأشخاص، ممّا يضعهم والمجتمعات المحلية المضيفة لهم في أوضاع هشة. وتعمل المنظمة مع الشركاء لدعم المتضررين من الصراع والمجتمعات المحلية المضيفة لهم من أجل زيادة اعتمادهم على أنفسهم وتعزيز قدرتهم على الصمود.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطلاع على المزيد

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: الكاميرون

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في الكاميرون

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة

المطبوع: Operationalizing pathways to sustaining peace in the context of Agenda 2030  [متاح باللغة الإنكليزية فقط]

المطبوع: نحو حلول دائمة