Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تكوين صورة مكتملة عن الحالة السائدة في رصد الغابات في باراغواي


الخبراء المحليون يدرسون ديناميات إزالة الغابات، مستعينين بأدوات الاستشعار عن بعد التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

قام المسح العالمي للغابات بواسطة الاستشعار عن بُعد الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بالعمل مع الخبراء المحليين المعنيين بصون الغابات من أجل تفسير صور الأقمار الاصطناعية وفهم التغيرات الملحوظة في الغابات واستخدامها في باراغواي. ©FAO/Katherin Patricia Insfrán Chena

29/05/2023

تحظى مكافحة إزالة الغابات في باراغواي بدعم من مصدر غير متوقع، وهو: أحدث التكنولوجيا والبيانات من الفضاء، بالاقتران مع خبرة الناشطين المحليين في مجال صون الغابات.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) قد نظمت في عام 2019 دورة تدريبية لمدة أسبوع واحد في مدينة أسونسيون عاصمة باراغواي، شارك فيها عشرون خبيرًا دوليًا ومحليًا، مثل السيدة Katherin Patricia Insfrán Chena.

وكانت حلقة العمل هذه جزءًا من المسح العالمي للغابات بواسطة الاستشعار عن بعد، وهو دراسة رائدة أعدتها المنظمة بالتعاون مع مركز البحوث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية موّلها الاتحاد الأوروبي والمبادرة الدولية للمناخ والغابات التي أطلقها النرويج. وتمثل هدف المسح العالمي في تحسين فهم الاتجاهات الملحوظة في مناطق الغابات ودوافع إزالة الغابات عن طريق الجمع بين الخبرات المحلية وأحدث البيانات المستقاة من الأقمار الاصطناعية.

وقد انطوى جزء من عمل المسح على الاستفادة من الأدوات الحديثة مثل نظام Collect Earth Online، وهو برنامج حاسوبي مفتوح المصدر لعرض صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة وتفسيرها، من تصميم المنظمة بمشاركة شركة غوغل والإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) ومجموعة المعلوماتية الفضائية لجامعة سان فرانسيسكو وبرنامج SilvaCarbon ودائرة الغابات في الولايات المتحدة الأمريكية. وباستخدام هذا المسح وأدوات أخرى، تمكنت المنظمة، وما يزيد على 800 خبير محلي من 126 بلدًا وإقليمًا، من تحليل 000 400 عينة من بيانات الأقمار الاصطناعية العالمية.

وبالرغم من التطورات الكبيرة في مجال الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية وتحليلها، لا تزال المعرفة الميدانية باستخدامات الأراضي المحلية ضرورية لتحديد التغيرات بصورة صحيحة باستخدام منتجات الاستشعار عن بعد. وهنا يبرز بوضوح الفهم المعمق الذي تتمتع به السيدة Patricia للمناظر الطبيعية في بلدها.

صور الاستشعار عن بعد تظهر التغيرات في استخدام الغابات والأراضي بين عامي 2002 و2008 في جزء من إل شاكو (El Chaco)، باراغواي. ©2023 Maxar Technologie, Google Earth

وساعدت السيدة Patricia، بصفتها إحدى المشاركات في المسح العالمي حيث كانت تعمل آنذاك في فريق الاستشعار عن بعد التابع للمعهد الوطني للغابات، في تفسير عينات المسح المأخوذة من باراغواي، وهو بلد يعاني من تاريخ طويل من إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي لأغراض الأنشطة المتعلقة بالثروة الحيوانية والزراعة.

وبغية فهم هذه التغيرات فهمًا أفضل، قامت السيدة Patricia والمشاركون الآخرون بزيارة قطع أراضي محددة في إل شاكو (El Chaco)، وهو إقليم مكوّن من غابات جافة وسافانا وشجيرات ومراعٍ وأراضٍ رطبة، تشكّل نسبة تقارب 60 في المائة من مساحة باراغواي. كما يعتبر الإقليم مركزًا للتنمية الاقتصادية القائمة بصورة أساسية على تربية الثروة الحيوانية من أجل إنتاج اللحوم.

وكشفت السيدة Patricia وفريقها، أثناء هذه الزيارة، عن آثار تربية المواشي على الغابات والمراعي. وكان من الصعب تفسير بيانات الأقمار الاصطناعية بشكل صحيح وتحديد التغيرات في استخدام الأراضي، بسبب خصائص الغطاء النباتي وكثافة الأشجار التي تؤثر على الانعكاس الملتقط عبر صور الأقمار الاصطناعية. غير أنّ السيدة Patricia وخمسة خبراء آخرين من باراغواي استخدموا الأدوات والمنهجيات التي وفرتها المنظمة في حلقة العمل من أجل تجاوز هذه المشاكل الفنية.

وقالت السيدة Patricia "لقد تعلمنا كيفية استخدام السلاسل الزمنية والأنماط المكانية من أجل تحليل استخدامات الأراضي حين تتعسر الرؤية في الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية".

قرارات مبنية على العلوم

أجري المسح العالمي بواسطة الاستشعار عن بعد في السياق الأوسع لتقرير تقييم الموارد الحراجية في العالم الذي أصدرته المنظمة في عام 2020. وأظهر المسح العالمي الجديد بواسطة الاستشعار عن بعد أنّ التوسع الزراعي، بما في ذلك الأراضي الزراعية ورعي الماشية، هو الدافع المباشر وراء نسبة 90 في المائة تقريبًا من إزالة الغابات في العالم، ممّا يؤكّد على الحاجة إلى العلوم وشبكات الخبراء لتوجيه التغيرات المستقبلية في صون الغابات واستخدام الأراضي وتشكيل معالمها. كما أبرز المسح أنه ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لدعم الممارسات الزراعية المستدامة من أجل تجنب إزالة الغابات.

يفيد المسح العالمي بواسطة الاستشعار عن بعد أنّ رعي الماشية كان مسؤولًا عن إزالة نحو ثلاثة أرباع الغابات في أمريكا الجنوبية بين عامي 2000 و2018. ©FAO/Adolfo Kindgard

ولم يكتف المسح بالكشف عن أرقام جديدة تتعلق بأسباب التغيرات في استخدام الأراضي وإزالة الغابات فحسب، بل قام أيضًا ببناء قدرة الخبراء الوطنيين على تحليل صور الاستشعار عن بعد بصريًا من أجل رصد التغيرات في الغابات واستخدامات الأراضي.

وبفضل التعاون الدولي والإقليمي، بات تقاسم المعارف والخبرات الجديدة يمكّن البلدان من متابعة تطور حالة من الحالات عن كثب، وهو ما من شأنه أن يحسن العمليات الوطنية لرصد الغابات وإدارتها المستدامة على المدى الطويل. ومن خلال إشراك الأخصائيين المحليين والاعتراف بأهمية خبراتهم، شكّل المسح نقلة نوعية فعلية في رصد الغابات.

ويوضح التقرير القطري المعدّ في إطار تقييم الموارد الحراجية لعام 2020 ارتفاع معدل صافي فقدان الغابات في باراغواي بين عامي 1990 و2020، حيث تم فقدان 347 ألف هكتار من الغابات سنويًا بين عامي 2010 و2020، فأصبح البلد يحتل المرتبة السادسة من حيث فقدان مساحة الغابات في ذلك العقد من الزمن.

روابط تتعلق بالموضوع

وتوفر الغابات خدمات هامة للنظام الإيكولوجي، مثل صون التنوع البيولوجي واحتجاز الكربون وحماية التربة والمياه، بالإضافة إلى إتاحة فرص كسب عيش ريفية من الأخشاب والمنتجات الحرجية والسياحة الإيكولوجية.

ومن هذا المنطلق، فإنّ رصد الغابات لا غنى عنه من أجل فهم إزالة الغابات والأسباب الكامنة وراءها. وغالبًا ما يكون استخدام الغابات بصورة غير المستدامة مرتبطًا بالفقر والزراعة غير المستدامة. ووواقع الأمر أن فقدان الغابات والتغير في استخدام الأراضي، في باراغواي، يرتبطان أيضًا بأنشطة الكفاف (بما فيها قطع الأخشاب وإنتاج الفحم) وإنتاج المحاصيل غير المشروعة.

وفي حين أنّ التكنولوجيات والمنهجيات الجديدة تسد الفجوة الموجودة في رصد آثار هذه الأنشطة على البيئة، فإنّ استراتيجيات تعويض السكان المحتاجين ضرورية للتخفيف من حدة الضغط على الغابات. وتقوم المنظمة، اعترافًا منها بذلك، بمساعدة الحكومات على معالجة هذه الحقائق من أجل دعم احتياجات المجتمعات المحلية بموازاة حماية غاباتها الوطنية.

 

للمزيد من المعلومات

مطبوع: تقرير المسح بواسطة الاستشعار عن بعد في إطار تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2020 [باللغة الإنكليزية]

قصة تفاعلية: استكشاف غاباتنا – رؤية الغابات العالمية من منظور جديد [باللغة الإنكليزية]

رسم بياني: اكتشافات المسح بواسطة الاستشعار عن بعد الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة [باللغة الإنكليزية]

بيان صحفي: تقرير رئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة يبيّن أنّ إزالة الغابات في العالم آخذة في التباطؤ، فيما لا تزال الغابات الاستوائية المطيرة مهددةً

تقرير رقمي: تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2020