المساعدة في حالات الطوارئ تساند مربّي الماشية الأفغان على مواجهة الأوضاع الصعبة

04/11/2022

يمكن لزيارة السوق المحلية أن تكون تجربة مربكة بالنسبة إلى السيدة Zulaikha وهي مربية ماشية على نطاق صغير في مقاطعة سامانغان في شمال أفغانستان وأرملة تبلغ من العمر 48 عامًا. إذ تبدو عاجزة حتى عن تحمّل كلفة الأشياء اليومية التي تحتاجها لأسرتها المؤلفة من ستة أفراد.

وتتحسّر السيدة Zulaikha قائلة: "حتى الصابون سعره 50 أفغاني (أي 0.60 دولارًا أمريكيًا، وكيس الطحين باهظ الثمن أيضًا. من أين سأجنى هذا المال؟"

وليست السيدة Zulaikha وحدها في هذه الحالة. فعلى غرار الكثير من صغار مربّي الماشية وصغار المزارعين في جميع أنحاء أفغانستان، تضررت سبل عيشها بفعل موجات الجفاف الشديدة التي تزامنت مع جائحة كوفيد-19 وغياب أي توقعات اقتصادية واعدة في الماضي القريب.

ومنذ أن فقدت السيدة Zulaikha زوجها بعد حادث سير، أصبحت تعيل وحدها أطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام وثلاثة عشر عامًا إلى جانب والدها المسنّ. ويشكّل الدخل الذي تدرّه البقرة الوحيدة والخراف الستة التي تملكها كل ما يمكنها الاعتماد عليه.

وتقع مقاطعة "حضرت سلطان" التي تعيش فيها الأسرة على بُعد نحو 20 كيلومترًا من مدينة أيبك الرئيسية، وهي من بين أكثر مناطق المقاطعة اكتظاظًا بالسكان. وفي ظل التحديات الاقتصادية الواسعة التي تواجهها المنطقة، فإن الأسر المعيشية التي تعيلها نساء هي الأكثر تضررًا بسبب عدم تمكنها من الوصول إلى الأسواق المحلية وغيرها من القيود المفروضة على مشاركة المرأة في المجتمع.

وتقول السيدة Zulaikha: "لم يكن لدينا الكثير. كانت مواشيّ تعاني من نقص الوزن ولا تنتج إلا القليل من الحليب. وكانت ظروفنا رديئة للغاية".

وبدأت الأمور تتحسن بعد أن قدّمت لها منظمة الأغذية والزراعة المساعدة في حالات الطوارئ المخصصة لمواشيها بهدف تعزيز صحة حيواناتها وزيادة إمكانية حصول أسرتها على الأغذية المغذية من خلال تحسين إنتاج الألبان.

وتقول إنّ وضع أسرتها لكان أصعب من ذلك لولا هذا الدعم الحيويّ من المنظمة.

تساعد المنظمة مربّي الماشية والرعاة في جميع أنحاء أفغانستان، ولا سيما الأسر التي تعيلها نساء، لحماية حيواناتهم من خلال الأعلاف المركزة والتدريب والمساعدة النقدية والدعم البيطري، لكي يتمكن الرعاة من الحفاظ على صحة حيواناتهم وإنتاجيتها خلال فصل الشتاء.

ولولا المساعدة المقدمة في الوقت المناسب بتمويل من السويد والتي وصلت إلى نحو 000 56 شخص، لكان الكثيرون، بمن فيهم السيدة Zulaikha، سيجبرون على بيع مواشيهم بسبب عدم تمكنهم من تحمّل تكاليف الأعلاف، ولكانوا خسروا بالتالي مصدر دخلهم الوحيد لتوفير الطعام على موائد أسرهم.

وتقول السيدة Zulaikha: "حصلت على كيسين اثنين من الأعلاف الحيوانية من منظمة الأغذية والزراعة، ما ساهم في زيادة وزن حيواناتي وإنتاج المزيد من الحليب. ولولا هذه المساعدة، لكان عليّ أن أبيع بقرتي لإعالة أسرتي".

وبات بإمكان السيدة Zulaikha، بفضل تحسّن حالة حيواناتها الجسدية والصحية، أن تبيع الحليب واللبن في السوق المحلية وتشتري الضرورات اليومية لأسرتها. فليس الأمر بالسهل أبدًا ويمثل الارتفاع الحاد في الأسعار مصدر قلق مستمر. ولكن، بفضل مساعدة المنظمة، تمكّنت السيدة Zulaikha والكثير من المواطنين الأفغان من البقاء على قيد الحياة خلال بضعة أشهر كانت صعبة للغاية، وهم اليوم في وضع أقوى لمواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تلوح في الأفق.

في يناير/كانون الثاني 2022، قدّم مصرف التنمية الآسيوي مساهمة قدرها 65 مليون دولار أمريكي لعمليات المنظمة الرامية إلى حفز الأمن الغذائي ودعم سبل عيش المجتمعات المحلية الريفية في أفغانستان. غير أنّ المساعدة لسبل العيش تمثل عنصرًا واحدًا فقط من مجمل عناصر الدعم التي تقدمها المنظمة إلى البلاد. ففي يونيو/حزيران 2022، رحّبت المنظمة بمساهمة غير مسبوقة قيمتها 150 مليون دولار أمريكي مقدمة من البنك الدولي هدفت إلى تعزيز إنتاج القمح ودعم إصلاح نظم الريّ وتحسينها.

وسوف تستخدم مساهمة قدّمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة 80 مليون دولار أمريكي في مشاريع في ثماني مقاطعات في أفغانستان بهدف دعم الإنتاج المحلي للأغذية، واستحداث فرص العمل والدخل والمساعدة على إنعاش الأسواق الريفية المحلية المضطربة. وبموازاة ذلك، ستقدم مساهمة من وكالة التعاون الدولي اليابانية بقيمة 14 مليون دولار أمريكي المساعدة الإنسانية المباشرة لأكثر من 000 550 شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في 11 من مقاطعات أفغانستان البالغ عددها 34 مقاطعة. وستوفّر هذه المساعدة أيضًا الدعم لمزارعي القمح ومربّي الماشية، وستساعد الأسر على إنتاج الأغذية المغذية وإعادة تأهيل البنية التحتية لنظم الريّ. كما ساعدت حكومة كلّ من كوريا والكويت في تمويل استجابة المنظمة في البلاد.

ويقول السيد Richard Trenchard، ممثل المنظمة في أفغانستان: "من خلال مساعدة صغار المزارعين الذين يربون الماشية، بما يشمل الراعيات النساء بصفة خاصة، على إبقاء حيواناتهم في حالة جسدية وصحية أفضل، يمكننا أن نزيد قدرة الأفغان على الصمود وقدرتهم على مواجهة أي صدمات في المستقبل المنظور الذي بات من الواضح أنه سيكون حافلاً بالصعاب".

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: أفغانستان

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة: أفغانستان

قصة: يوميات عامل في مجال المساعدة الإنسانية في أفغانستان: العمل في السرّاء والضرّاء

مدوّنة: يوميّات من أفغانستان [باللغة الإنكليزية]