Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

شباب إثيوبيا يجدون بارقة أمل في ريادة الأعمال الزراعية


قصة أميات أحمد

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

كل عام، تفقد المناطق الريفية نسبة كبيرة من قوتها العاملة بسبب الهجرة. ولحسن الحظ، بإمكان الزراعة توليد فرص العمل التي تشتد الحاجة إليها في مجال التوظيف. © إميلي إنبيرغ باكر

25/05/2018

تعيش أميات أحمد البالغة من العمر 27 عاماً، وابنها البالغ من العمر سنتين، مع والديها في جنوب ولولو، في منطقة أمهرة بإثيوبيا. ومثلها مثل الكثير من الشباب في منطقتها، كانت أميات ترى أن هناك فرص محدودة في كسب الدخل في قريتها، مما أدى إلى قرارها بالهجرة إلى المملكة العربية السعودية.

وتقول أميات عن أولئك الذين ألهموها بالقيام بهذه الخطوة: "لقد شاهدت شبابًا من قريتي يرسلون أموالًا إلى عائلاتهم". "وفكرت أنه بإمكاني فعل الشيء نفسه مع والدي."

لسوء الحظ، لم تؤدّي خطط أميات لمستقبلها في الشرق الأوسط إلى ما كانت تأمله. من أجل الوصول إلى المملكة العربية السعودية، كان عليها المشي على الأقدام لمدّة أيام في الصحراء دون ما يكفي من الطعام أو الماء، في ظلّ سوء معاملة المُتجِرين على طول الطريق. وبعد رحلة صعبة ومحفوفة بالمخاطر، وصلت أخيراً إلى المملكة العربية السعودية، لكنها لم تحظَ بترحيبٍ حارٍّ.

تقول أميات: "لم يكن هناك أي شيء مماّ كنت أتوقع".

أمضت 5 سنوات في المملكة العربية السعودية تعمل كمساعدة منزلية لعائلة محلية. ورغم أن واقعها كان يختلف عما كانت تتخيله في وطنها في إثيوبيا، فقد واصلت أميات عملها من أجل إرسال المال إلى عائلتها. وهكذا فقد حققت حلمها جزئياً: تمكنت من كسب ما يكفي من المال لشراء ثيران لوالدها، وكذلك لإرسال شقيقها الأصغر إلى الجامعة. لكن قبل أن تتمكن من كسب المبلغ اللازم لمساعدة عائلتها في بناء منزل أفضل، اضطرت إلى مغادرة المملكة العربية السعودية بسبب وضعها كمهاجرة غير نظامية.

"كنت أنوي العمل لمدة ثلاث سنوات أخرى لتوفير المال لعائلتي، لكنني اضطررت إلى العودة"، توضح أميات.

وعند عودتها إلى منطقة جنوب وولو، لم يكن لدى أميات أي دخل أو وسيلة لإعالة أسرتها. لكن بمساعدة بعض المسؤولين المحليين، انضمت إلى تعاونية لتربية الدواجن بدأت بدعم من مشروع تنقّل شباب الريف التابع لمنظمة الفاو.

على اليسار: هاجرت أميات في البداية على أمل تزويد عائلتها بما يكفي من الدخل. الآن، انضمت إلى تعاونية دواجن تسمح لها بدعم عائلتها والبقاء في قريتها. © إميلي إنبيرغ باكر على اليمين: تقوم جمعية تعاونيات الدواجن التابعة لشركة أميات بشراء كتاكيت ي

تعتبر منطقة جنوب ولولو في إقليم أمهرة، في إثيوبيا، أحد مجالات التركيز في مشروع المنظمة الذي يستغرق سنتين حول تنقل الشباب والأمن الغذائي والحد من الفقر. وبتمويل من التعاون الإيطالي، بدأ مشروع  تنقّل شباب الريففي عام 2015، وانتهى في شهر شباط/فبراير 2018.

حوالي 71 في المائة من سكان إثيوبيا هم دون سن الثلاثين، مما يجعلها دولة تتجاوز فيها القوى العاملة المحتملة فرص خلق الوظائف. ونتيجة لذلك، هناك نقص في الفرص المتاحة أمام الشباب لكسب العيش في مدنهم، مما يدفعهم إلى الهجرة إلى بلدان أخرى على أمل العثور على عمل لائق. وقد عالج هذا المشروع مباشرة العوامل الرئيسية السلبية لهجرة الشباب الريفي في تونس وإثيوبيا، مع تسخير إمكانات حركات الهجرة.

وبمساعدة أصحاب المصلحة الوطنيين، قدم مشروع تنقّل شباب الريفللشباب التدريب والمعدات، وساعدهم على إطلاق أعمالهم الزراعية الصغيرة الخاصة وبالتالي توليد بدائل مربحة للهجرة. وفي الوقت الذي تعمل فيه منظمة الأغذية والزراعة إلى جانب الشباب في المناطق الريفية، من خلال هذا المشروع، تقوم بتعزيز محو الأمية في المجال المالي، ورفع الوعي حول مخاطر الهجرة غير النظامية. وساعدت كل هذه الجهود في تعزيز عمالة الشباب وريادة الأعمال الزراعية في المناطق التونسية والإثيوبية مع ارتفاع معدلات الهجرة إلى الخارج.

ومن بين النتائج الإيجابية للمشروع، تعاونية تربية الدواجن التي انضمت إليها أميات بعد عودتها إلى قريتها. إذ يشتري أعضاء الجمعية التعاونية دجاجًا يبلغ عمره يومًا واحدًا ويربونه لمدة 45 يومًا ثم يبيعونه للمجتمعات المحلية. وبنمو الأرباح، يتقاسمها الأعضاء فيما بينهم.

يمكن أن تختار أميات البقاء مع ابنها في قريتها بدلاً من الهجرة الآن، حيث ساعد مشروع تنقل الشباب التابع للمنظمة على خلق فرص جديدة للمبادرات الزراعية. © إميلي إنبيرغ باكر

واليوم، بعد أن استقرت في منطقة جنوب وولو، تعود أميات بأفكارها إلى الرحلة التي سمحت لها بخلق مستقبل اقتصادي مستقر لنفسها ولأسرتها، وهو وضع لا يستلزم الفراق.

"أرى مستقبلي في أعمال تربية الدواجن لدينا. لدي ابن جميل، لا أريد أن أتركه" ، تقول أميات بابتسامة.

منح مشروع تنقل الشباب للمزارعين وأصحاب المشاريع الشباب الأمل والثقة في قدرتهم على العمل والإنتاجية في مجتمعاتهم المحلية. وقد تم ذلك من خلال مواجهة قضايا مثل الوصول المحدود إلى الأراضي، والائتمان، والسوق، والتدريب التقني، والتي يمكن أن تتسبب جميعها في انعدام أمل بصفة عامّة في المستقبل في الشباب الذين لا يرون بالفعل الزراعة باعتبارها فرصة جذابة. وعلاوة على ذلك، أقام المشروع علاقات شراكة مع السلطات الإدارية المحلية، ومؤسسات التدريب والمجتمعات الريفية، مما ساهم في تطوير هؤلاء الشباب للشعور بالملكية والمشاركة على المستوى المحلي.

كما عمل المشروع على رفع مستوى الوعي حول مخاطر الهجرة غير النظامية. ويمكن للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة أن تعزز التنمية وتوفر فوائد لبلدان المنشأ والعبور والمقصد.

لا تنوي أميات حاليا مغادرة أعمال الدواجن الآخذة في التوسع والتي أصبحت جزءاً منها، لكنها تعترف بأن "تحديات الحياة الضخمة يمكن أن تدفع بالناس إلى الهجرة" وتضيف "إذا كان عليّ الرحيل مرة أخرى، فسأفعل ذلك بطريقة نظامية".

يساعد مشروع تنقل الشباب على إيجاد حلول مستدامة للبطالة المحلية، وضمان أن الهجرة ليست الخيار الوحيد القابل للتطبيق. والآن، يتمتع الشباب مثل أميات بالوصول إلى الموارد التي تسمح لهم باختيار البقاء مع أُسَرهم والعثور على وظائف لائقة لمستقبل آمن في مناطقهم الأصلية.

للتعمّق في الموضوع: