Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الزراعة الأسرية تزدهر في جبال فنزويلا


تساعد البذور والأدوات العائلات على تحسين أمنها الغذائي واكتفائها الذاتي وسط الأزمات المستمرة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تعيش Eliana مع عائلتها في بلدة زراعية فنزويلية نائية، وهم يعتمدون على حديقتهم للحصول على الغذاء والدخل خلال فترات الجفاف والأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19. ©FAO/Rohnal Valderrey

05/03/2021

للوصول من وإلى بلدة Caspo يمكنك إمّا ركوب دراجة نارية أو المشي سيرًا على الأقدام. هاتان هما وسيلتا النقل الرئيسيتان اللتان يستخدمهما سكان هذا البلدة الجبلية الصغيرة في المنطقة الوسطى الغربية من فنزويلا. ويشكل الطريق الترابي الذي يمرّ عبر الجبال الرابط الوحيد بين هذه البلدة الزراعية النائية والمدينة الأكبر التالية، أي Sanare، على بعد حوالي 20 كيلومترًا. وإن نبتات البن وفيرة هنا، ولكن المنازل بعيدة عن بعضها جدًا.

وتعيش Eliana Alvarado في هذه البلدة في ولاية Lara مع زوجها Pablo Márquez وابنيهما Santiago،
الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، وMoisés، أربع سنوات.

وقد بلغتEliana  مؤخرًا الثلاثين من العمر. وهي في منتصف برنامج شهادة جامعية، وتطمح لأن تصبح معلمة، ولكنها تعمل في الزراعة منذ صغرها.

وتقول: "أنا وPablo نزرع أرضنا لإطعام عائلتنا. ونبيع أيضًا بعض منتجاتنا أو نقايضها مع الجيران. هنا في Caspo، نعمل في مجال البن منذ فترة طويلة، ولكن ذلك حصاد لا يحدث إلّا مرة واحدة في السنة. ولهذا السبب، لدينا أيضًا قطعة أرض صغيرة مزروعة بمحاصيل أخرى".

وكانت Eliana وعائلتها يعتمدون على بيع الأغذية من حديقتهم وعلى الدخل من قطف محاصيل الآخرين. ولكن ذلك يغطي فقط حوالي 50 في المائة من احتياجاتهم، وكانت عائلتها تعتمد على الحكومة لتأمين ما تبقى من احتياجاتهم. وكانوا يستخدمون كل أموالهم فقط لتغطية احتياجاتهم الأساسية، وخاصة الأغذية.

يوفر المشروع المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والمديرية العامة للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، البذور والأدوات والمساعدة الفنية لمساعدة Eliana والمزارعين الآخرين في ولاية Lara على زيادة إنتاجهم، وتعزيز أمنهم الغذائي والتغذ

تعزيز الإنتاج

عائلة Eliana هي جزء من مجموعة مؤلفة من 387 عائلة من ولاية Lara، تستفيد من مشروع لمنظمة الأغذية والزراعة يهدف إلى زيادة إنتاج الزراعة الأسرية.

وتمول المديرية العامة للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي هذه المبادرة التي تعزز القدرة
على الصمود لدى العائلات التي تكافح من أجل تلبية احتياجاتها. ويوفر المشروع المدخلات الزراعية، مثل البذور والأدوات والمساعدة الفنية لتحسين سبل العيش وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي والتغذوي.

وتتذكر Eliana عندما وصلوا إلى منزلها لأول مرة في يونيو/حزيران 2019، وتقول: "أخبرني أحد الجيران أن منظمة الأغذية والزراعة تزور المنازل في Caspo. ثم وصل أحد الخبراء الفنيين إلى مزرعتي ليسأل عن احتياجات المجتمع. وانتهزت الفرصة لأخبره أن أكثر ما احتاجه هو البذور. نحن نحب العمل، ولكننا نواجه دائمًا صعوبة في شراء البذور".

وهذا من الأشياء التي قامت بها منظمة الأغذية والزراعة: توزيع بذور الخضروات. وتضيف Eliana أن بعض هذه البذور، مثل الطماطم، كانت جديدة بالنسبة إلى عائلتها التي لم يكن لديها خبرة في زراعتها لأن هذه البذور "باهظة الثمن
ولم يكن بإمكاننا شراؤها".

ويُعد تنويع إنتاج المحاصيل ليشمل المزيد من الخضروات الطازجة وتحسين النمط الغذائي لدى العائلات هدفًا أساسيًا للمشروع، خاصة في خضم جائحة كوفيد-19 حيث يصعب الحصول على الأغذية الطازجة.

لم تجد Eliana من خلال هذا الإنتاج حرفة تشترك فيها مع زوجها فحسب، بل وجدت أيضًا طريقة حياة وتقليدًا تنقلهما إلى ولديها.

وتوضح أن حبهم للنباتات والزراعة هو أمر "نغرسه في أطفالنا، يومًا بعد يوم، لكي يتعلموا أنه من خلال الزراعة يمكنهم إطعام أنفسهم والعيش بطريقة صحية. ولقد علمتهما أن يفتخرا بحقيقة أنه يمكننا أن نأكل النباتات التي نزرعها
في حديقتنا، وأنها صحية وخالية من مبيدات الآفات والمواد الأخرى".

أدى المشروع إلى تنويع المحاصيل المزروعة وإدخال المزيد من الخضروات في المزيج وبالتالي في النظم الغذائية. وكانت العديد من بذور الخضروات باهظة الثمن بالنسبة إلى العائلات في الماضي. ©FAO/Rohnal Valderrey

التحديات الكبيرة

تواجه فنزويلا حالة من انعدام الأمن الغذائي المتزايد وسط حالة طوارئ اقتصادية طال أمدها. وبالإضافة إلى ذلك، تشهد بلدة Caspo فترة جفاف طويلة منذ عام 2016. وقد انخفض الإنتاج الغذائي في ولاية Lara في موسم الحصاد لعام 2019 بنحو 45 في المائة بسبب ظاهرة النينيو التي تشهدها فنزويلا، ويعزى بذلك بشكل أساسي إلى النقص في المياه.
ثم جاء تفشي كوفيد-19 في مارس/آذار 2020. وقد أدى ذلك إلى إعاقة وصول الأسر إلى الغذاء بسبب الاختلالات في سلسلة الإمدادات الغذائية المحلية، والندرة الحادة في الوقود، واستمرار انخفاض قيمة العملة المحلية. 

ويشعر المزارعون الأسريون في Caspo بالأثر على أنشطتهم اليومية، حتى في جبالهم النائية. وتقول Eliana "من الصعب جدًا الحصول على الأسمدة، لذلك نحاول زراعة محاصيل غير مكلفة". وتضيف: "لدينا مشكلة نقص المياه أيضًا".

وإدراكًا منها للتحديات العديدة التي تواجهها المجتمعات المحلية، تقدم منظمة الأغذية والزراعة أيضًا الدعم الفني لتحسين عمليات زرع البذور والحصاد. وبالمثل، يعمل مشروع المنظمة مع المجتمع المحلي والخبراء لتعزيز عادات غذائية أفضل، وتعزيز سبل العيش في نفس الوقت، وإنقاذ المعرفة الزراعية التقليدية لدى المزارعين الفنزويليين.

وتقول Eliana "إنها نعمة عظيمة أن منظمة الأغذية والزراعة أتت إلى هنا وترغب في العمل معنا في هذا المشروع،
حتى نتمكن، كعائلات، من المضي قدمًا في منازلنا وبجهودنا".

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: فنزويلا

القصة: النساء القيّمات على محمية إيماتاكا الحرجية في فنزويلا