Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تغيّر المناخ يزيد من تهديده للصحة النباتية من خلال طرق خمس


تزايد تفشي أمراض النباتات وآفاتها بسبب تغير المناخ

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

النباتات مسؤولة عن 98 في المائة من الأكسجين الذي نتنفسه كما تشكّل 80 في المائة من كمية السعرات الحرارية التي نستهلكها. وابتداء من هذا العام، يخصص يوم الثاني عشر من مايو/أيار كيوم دولي للصحة النباتية كفرصة للتوعية بصورة اتخاذ إجراءات للحفاظ على سلامة النبات. ©FAO/Sven Torfinn

12/05/2022

النبات هو أفضل صديق للبشر وحليفهم الرئيسي في الحياة على كوكب الأرض. فالنبات مسؤول عن 98 في المائة من الأكسجين الذي نتنفسه، كما يمثّل 80 في المائة من كمية السعرات الحرارية التي نستهلكها يوميًا. بيد أننا كثيرًا ما نعتبره تحصيلًا حاصلًا فلا ندرك أهمية الحفاظ على صحته. 

كل سنة نفقد نسبة تصل إلى 40 في المائة من المحاصيل الغذائية بسبب الآفات والأمراض النباتية. ويُلحق هذا الفاقد في كل من الغلة والدخل، أثرًا مدمرًا على أشد المجتمعات فقرًا التي تعتمد على الزراعة في كسب معيشتها.

ولا تعترف الآفات والأمراض النباتية بحدود الدول. ففي عالمٍ يتّسم بالعولمة والترابط الشديدين، ليس من المستغرب أن تتمكن الآفات والأمراض من الانتقال إلى مناطق جديدة أو الاستيطان فيها. ويعمل تغير المناخ على مفاقمة هذا التفشي حيث يولّد ظروفًا مواتية لهذه الآفات ولبقاء أمراض نباتية محددة في مناطق جديدة. فعلى سبيل المثال، سبق لتغير المناخ أن ساهم في توسيع نطاق عوائل آفات معينة أو انتشارها مثل سوسة النخيل الحمراء، ودودة الحشد الخريفية،وذبابة الفاكهة، والجراد الصحراويومثقاب الدردار الزمردي. وتشكل أي زيادة في الآفات تهديدًا كبيرًا للبيئة، لأن الآفات وخاصة الآفات الغازية، قد تتسبب في خسارة كبيرة في التنوع البيولوجي. ولا تقل الأمراض النباتية عنها تدميرًا، إذ تعيث فسادًا في المحاصيل وتنتقص من دخل المزارعين بنسبة كبيرة.

ما هي إذًا بعض أكثر الأمراض النباتية غزوًا وكيف يساهم تغير المناخ في انتشارها؟ 

ترد في ما يلي خمسة فقط من الأمراض النباتية المتزايدة الخطورة التي تهدد الصحة النباتية:

1)            اللفحة المتأخرة للبطاطس

اللفحة المتأخرة مرض يهاجم البطاطس والطماطم ويسببه فطر من نوع Phytophthora infestans . في الطماطم، يسبب المرض تقرحات على الأوراق والسويقات والسيقان، فيما يصيب الفساد بصيلات البطاطس حتى عمق 15 ميليمترًا. ويتسم الفطر بقدرة عالية على التكيف مع الظروف المتغيرة، مفضّلا المواسم الدافئة والرطبة. ويتسبب تغير المناخ بتهيئة ظروف مؤاتية لهذا الفطر في أوقات وأماكن مختلفة عن ذي قبل. فعلى سبيل المثال، في جمهورية مصر العربية، يؤدي تزايد الحرارة والرطوبة في المناخ إلى انتشار أوبئة اللفحة المتأخرة للبطاطس، الأمر الذي يسمح للمُمرض بالتراكم في مراحل مبكرة من موسم الزراعة.

2)            صدأ شجرة البن

يؤثر هذا المرض الفطري، المعروف أيضًا باسم Hemileia vastatrix، على أوراق شجرة البن. فهو يبدأ بالظهور كبقع صفراء ليتحول من ثم إلى مسحوق أصفر-برتقالي ينتشر بسهولة إلى شجرات البن الأخرى. ويمثل صدأ شجرة البن أحد أكبر التحديات التي يواجهها الإنتاج العالمي للبن لأن المرض قادر على التكيف مع مختلف المناخات. ويبدو أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يساعد في خفض فترة حضانة المُمرض، ما يعني أن عددًا أكبر من الأجيال قد ينمو في الموسم الزراعي.

يؤدي تغير المناخ إلى مفاقمة تفشي الآفات النباتية مثل دودة الحشد الخريفية (الجهة اليسرى العليا) والأمراض مثل Xylella fastidiosa (الجهة اليمنى السفلى). الصورة اليسرى/العليا: ©FAO/Tamiru Legesse الصورة اليمنى/السفلى: ©FAO/Thaer Yaseen

3)            مرض ذبول الموز

هو مرض فطري قاتل سببه فطر تنقله التربة من نوع Fusarium oxysporum TR4. يتسلل الفطر إلى نبتة الموز عبر جذورها، فيمنع وصول الماء والمواد المغذية إلى خلايا النبتة، ما يؤدي تدريجيًا إلى تدمير أوراقها. وفي النهاية، يؤدي هذا المرض إلى موت النبتة. ويمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة، فضلًا عن تطرف الظواهر البيئية مثل الأعاصير، وكلاهما من الآثار الشائعة لتغير المناخ، إلى زيادة احتمال ظهور هذا المرض. 

4)            آفة Xylella fastidiosa

Xylella fastidiosa هي بكتيريا تنتقل بواسطة أنواع عديدة من الحشرات المصاصة للنسغ مثل الحشرات النطاطة، وتصيب العديد من المحاصيل المهمة اقتصاديًا، مثل الكرمة والحمضيات والزيتون واللوز والدراق والبن ونبتات الزينة والنبتات الحرجية. وتعيق البكتريا قدرة العائل على امتصاص الماء، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى جفاف داخلي. وهذه الآفة شائعة بالدرجة الأولى في الأمريكتين وأوروبا الجنوبية والشرق الأدنى، ولكنها قادرة على التوسع إلى مناطق خارج مجال تفشيها الحالي. ويمكن أن تؤدي الزيادة في أعداد الحشرات الناقلة للآفة إلى توسع حاد في تفشي هذا المرض.

5)            البياض الزغبي في العنب

إن البياض الزغبي، الناتج عن فطر Plasmopara viticola هو مرض فطري بالغ الخطورة يصيب العنب وقد يتسبب بخسائر فادحة في المحاصيل. يهاجم المُمرض الأجزاء الخضراء من الكرمة، خصوصًا الأوراق، فيوقع فيها إصابات خشنة الملمس مائلة إلى الصفرة، أو زيتية القوام بين عروقها. ويساعد ارتفاع حرارة الهواء على ظهور المرض. ويتزايد خطر تفشي الأشكال الحادة للبياض الزغبي حين يؤدي تغير المناخ إلى تغيّر درجات الحرارة في العديد من المناطق.

من الصعب القضاء على الآفات والأمراض النباتية لدى توطنها ولذا فإن الوقاية هي الحل الأكثر فعالية. ©FAO/Petterik Wiggers

حين تتوطن الآفات والأمراض النباتية يصعب استئصالها، ويتطلب القيام بذلك قدرًا كبيرًا من المال والوقت. ولذا فإنّ اعتماد الاستراتيجيات الوقائية هو أكثر الحلول فعالية. وبغية زيادة الوعي بأهمية صحة النباتات وحمايتها، قامت منظمة الأغذية والزراعة وأمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات بنشر المراجعة العلمية لتأثير تغير المناخ على الآفات النباتية وهو مطبوع يقدّم معلومات أساسية شاملة عن أثر تغير المناخ على صحة النباتات، ويتضمن توصيات بشأن التدابير الرامية إلى منع المخاطر. 

واعتبارًا من هذا العام، عيّنت منظمة الأغذية والزراعة والأمم المتحدة يوم 12 مايو/أيار يومًا دوليًا للصحة النباتية. وهي فرصة لفهم أهمية صحة النباتات ومنع أمراضها وزيادة الوعي بضرورة اتخاذ إجراءات في هذا الصدد. النباتات تمنح البشر الكثير من دون أن تطلب أي شيء في المقابل سوى أن نحميها. وقد آن الأوان لنرد لها الجميل.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

موقع إلكتروني: اليوم الدولي للصحة النباتية، 12 مايو/ أيار

مطبوع: المراجعة العلمية لتأثير تغير المناخ على الآفات النباتية

قصة: حوار مع مناصري الصحة النباتية

قصة: النباتات: أنت مدين لهم بحياتك