Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

أقفاص عائمة وكنوز مخبأة: التربية الذكية للأسماك في غينيا بيساو


شباب صغار يضعون تربية الأسماك على الخارطة الاقتصادية لغينيا بيساو

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

أسماك مستزرعة طازجة في غينيا بيساو حيث تُدرّب الفاو شباباً كانوا عاطلين عن العمل على تربية الأحياء المائية.
©FAO/Mamadou Sene

15/02/2018

تشتمل غينيا بيساو، البلد الواقع في غرب أفريقيا، على 88 جزيرة ومجموعة من الحدائق الوطنية. ويعتمد معظم سكان هذا البلد ، الذين يعيشون فيما يشبه حديقة نباتية ثرية،  و هم حوالي 80 في المائه على الزراعة للبقاء على قيد الحياة.

لكن المزارعين يكافحون لإنتاج ما يكفي لإطعام عائلاتهم طوال العام، كما أن عدم الاستقرار السياسي وعدم انتظام هطول الأمطار وأسعار الغذاء المتقلبة فاقمت الوضع السيء.

ويعيش أكثر من ثلثي السكان تحت خط الفقر. ولا يجد حوالي 10 في المائة من السكان طعاماً كافياً لحياة صحية سليمة، ويرتفع هذا الرقم في بعض مناطق البلاد ليصل إلى 50 في المائة.

ونتيجة لذلك، من الشائع هجرة السكان إلى المدن الكبيرة أو الدول المجاورة، أو أوروبا.

كيف تربي الأسماك

في قرية بيتشه في أقصى شرق غينيا بيساو، تعلّم 15 شاباً جديداً للتو شيئاً جديداً، وهو تربية الأسماك في أقفاص عائمة. وتعلّم خمسون آخرون تقريباً كيفية إعاشة أنفسهم عن طريق زراعة وبيع نبات الكسافا.

قبل الالتحاق بهذا التدريب الذي تدعمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، كان هناك عامل مشترك واحد بين هؤلاء الشباب، ألا وهو البطالة.

شباب يعملون في مزرعة السمك في شرق غينيا بيساو.
©FAO/Mamadou Sene

ورغم أن نهر كوروبال قريب من هنا، لم يمارس القرويون الصيد إلاّ على نطاق محدود، بما يكفي لعيشهم. ولم يتوفر لأي منهم لا المعارف ولا المهارات ولا الوسائل لممارسة تربية الأحياء البحرية.

لكن كان لدى الشباب الحماس، وبدعم من الفاو أقاموا ثلاثة مواقع وضعوا فيها 45 قفصاً عائماً استعداداً لتربية الأسماك.

 قدمت الفاو كل ما يلزم: مواد البناء والشباك والأدوات والعصيات وعلف السمك، ورافقت الشباب على مدى ستة أشهر، وهو الوقت اللازم لنمو العصيات إلى أسماك كاملة وصحية.

وفيما كانت الفاو تعمل على تزويد الشباب بالعصيات وعلف الأسماك، كانوا هم يبنون الأقفاص ويرسونها في النهر. بعد ذلك ملأوا كل قفص ب 2,000 عصية في عمل دقيق تطلب الانتقال بحذر من لوح خشبي لآخر على القفص العائم.

وخلال الأشهر الستة اللاحقة، كانوا يطعمون الأسماك ثلاث مرات في اليوم ويراقبون الأقفاص بشكل متواصل لإبعاد السحالي والطيور وينظفون الشباك ويراقبون مستوى المياه.

وكانوا كل شهر يقومون بوزن الأسماك للتأكد من أنها تنمو بالسرعة الصحيحة، وتعديل الأعلاف.

وعندما حل موسم الحصاد، كان الطلب على السمك البلطي الصحي كبيراً. في السابق، كان يأتي هذا السمك من العاصمة، كان مرتفع السعر والحصول عليه غير مريح.

شبان مع الأسماك التي انتجوها للتو. إنهم يحصدون حوالي 45 طن من السمك سنوياً.
©FAO/Mamadou Sene

وبالتالي أعرب القرويون عن تقديرهم للسمك الجديد اللذيذ وطلبوا المزيد منه، مما شجع الشباب على مواصلة العمل. بعد ذلك استثمر الشبان جزءاً من المال الذي جنوه في شراء عصيات وعلف أسماك للدورة التالية.

في كل دورة يزرع الشباب حوالي 90,000 سمكة أو حوالي 22.5 طن من السمك. ويبلغ مجمل الكمية في العام الواحد 45 طناً.

كما قام الشبان ببناء مفرّخ لتوفير العصيات محلياً في المستقبل. وأدى ذلك إلى خلق فرص وظيفية للمزيد من القرويين.

قال فاتو، أحد الشباب المشاركين: "كنا نعيش في العاصمة، لكننا نريد أن نبقى هنا الآن بعد أن رأينا هذا النجاح. نجني دخلاً أكبر هنا، ونعيش حياة أفضل من حياتنا في العاصمة، حيث تكاليف المعيشة مرتفعة هناك".

مبادرتا الأسماك والكسافا جعلت الناس هناك ينظرون إلى الحياة في قريتهم بطريقة مختلفة. فأولئك الذين كانوا يحلمون ب "الهروب" من القرية بدأوا يرون فوائد البقاء فيها.

وقال عباس إمبالو، المشارك في مبادرة زراعة الكسافا: "تخليت عن فكرة الهجرة عندما بدأ المشروع. وقد عاد بعض أصدقائنا الذين حاولوا الهجرة إلى أوروبا وانضموا إلى المشروع".

Floating cages, hidden treasures: smart fish farming in Guinea-Bissau
روابط تتعلق بالموضوع

ماذا بعد؟

يحرص مربو السمك الشباب على تعزيز معرفتهم ومواصلة التعلم من تجاربهم وتوفير بعض المال لتوسيع مزارعهم السمكية.

وإذا ما توفرت الأموال، فإن الفاو تهدف إلى تدريب المزيد من الشباب في مجال تربية الأحياء البحرية في غينيا بيساو والمنطقة، وتأسيس تعاونيات بهدف إدامة مبادرات تربية الأسماك.

وحتى الآن، وبدعم من صندوق أمانة التضامن الأفريقي للأمن الغذائي، دربت الفاو 150 شاباً على تربية الأسماك في ستة بلدان في غرب أفريقيا.

المزيد عن مبادرات الفاو لتربية الأحياء البحرية.