Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

من المزرعة إلى طاولة المدرسة


في قيرغيزستان، يمكّن برنامج تجريبي للمنظمة المزارعين المحليين من توفير الغذاء لوجبات أطفال المدارس

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في قيرغيزستان، تربط المنظمة المزارعين المحليين بالبرنامج الوطني للتغذية المدرسية من أجل تعزيز الأمن الغذائي والحدّ من سوء التغذية ودعم الاقتصادات المحلية.©سيفي/رستم إلياسوف

23/04/2019

منذ عام 2006، تعدّ الوجبات المقدمة إلى المدارس إحدى استراتيجيات قيرغيزستان لمكافحة انعدام الأمن الغذائي. وكان المستفيدون الرئيسيون تقليديًا هم الطلاب الذين يتلقون وجبة إفطار ساخنة يوميًا. لكن اليوم، يستكشف برنامج تجريبي لمنظمة الأغذية والزراعة كيف يمكن لهذا المخطط تحسين حياة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة أيضًا.

 على الرغم من أن المزارعين يشكّلون أكثر من ربع القوى العاملة في قيرغيزستان، إلا أن الكثير منهم يواجهون عقبات أمام النمو والتنمية. كما يواجه المزارعون الأفراد صعوبةً في تلبية حجم الاحتياجات الذي تتطلبه بعض العقود، وقد يفتقرون إلى الموارد اللازمة للحصول على شهادات الجودة لمنتجاتهم. وبغياب العقود، إضافةً إلى سوء مرافق التخزين، يعني أن على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة قضاء مزيد من الوقت في إيجاد المشترين - ثم بيع منتجاتهم في سوق تمّ إغراقه. يقول المزارع عزمت بوسكاييف، الذي يزرع الخضروات والحبوب والبرسيم: "في الخريف، تنخفض أسعار المنتجات". "وهذا يعني خسائر يتكبّدها المزارع". 

في الوقت نفسه، تكافح بعض المدارس للعثور على إمدادات ثابتة من المنتجات العالية الجودة التي تحتاجها لإطعام أطفالها. ففي الفترة ما بين 2016-2017 وحدها، احتاجت المدارس داخل منطقة كيمين إلى 9.2 طن من البطاطس، و 4,2 طن من الجزر و 2,6 طن من البصل - ناهيك عن الإضافات من الملفوف، والفلفل الحلو، والطماطم، والخيار، والفجل، والبنجر، والثوم. وتقول غالينا شاكون، مديرة مدرسة في كيمن: "ليس لدينا مستودعات في المدرسة، لذا يتعين علينا شراء المنتجات شيئًا فشيئًا".

إلى اليسار: حتى وقت قريب، كانت قيرغيزستان تفتقر إلى آلية مريحة وجيدة التنظيم وفعالة وسليمة اقتصاديًا للتعاون بين المزارعين والمدارس المحلية. ©الفاو. إلى اليمين: يضم المركز اللوجستي ثلاثة مرافق تخزين لحفظ البطاطس والخضروات وغيرها من المنتجات. هذه هي الخطوة

ولمعالجة هذه القضايا، تعمل المنظمة على تطوير مركز لوجستي في كيمن كجزء من برنامج رائد لربط المزارعين المحليين ببرنامج التغذية المدرسية الوطني في قيرغيزستان. ويمكن للمركز اللوجستي، الذي تم تجهيزه بالمختبرات ومرافق التخزين، التصديق على المنتجات المحلية وشرائها وتخزينها قبل بيعها وتسليمها إلى المدارس القريبة. ونتيجة لذلك، يسدّ المركز اللوجستي فجوة رئيسية: عجز المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة عن الوصول إلى الشهادة التي تحتاجها المنتجات من أجل تقديمها في المدارس - أو شحنها إلى أماكن أخرى. 

يعد المشروع الرائد جزءًا من مشروع المنظمة "تطوير القدرات لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية في بلدان مختارة من القوقاز وآسيا الوسطى". تم إطلاقه في عام 2016 بتمويل من الاتحاد الروسي، ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الأمن الغذائي والحدّ من جميع أشكال سوء التغذية في أرمينيا وقيرغيزستان وطاجيكستان. والهدف العام هنا هو زيادة فعالية العملية الكاملة لتنظيم التغذية المدرسية من خلال المساهمة في تطوير سلاسل القيمة المستدامة. 

على الرغم من أن البرنامج الرائد في قيرغيزستان لا يخدم إلاّ 29 مدرسة، إلا أن نجاحه يمكن أن يكون نموذجًا للمبادرات الأخرى في جميع أنحاء البلد. وحتى وقت قريب، كانت قيرغيزستان تفتقر إلى آلية فعالة لتمكين التعاون بين المزارعين والمدارس. لكن نظرًا لأن المطاعم المدرسية تحتاج إلى خضروات عالية الجودة على مدار العام تقريبًا، فقد يصبح برنامج التغذية المدرسية الوطني في قيرغيزستان سوقًا مستدامًا لمبيعات المزارعين المحليين - حيث يتم توفير الغذاء للأطفال وفي نفس الوقت تعزيز الاقتصادات المحلية.

تعد الوجبات المنتظمة والصحية ضرورية للأطفال لضمان حصولهم على الطاقة التي يحتاجونها للنمو والتعلم واللعب. ©سيفي/رستم إلياسوف

في إحدى المدارس المشاركة في مدينة أورلوفكا في مقاطعة كيمن، تشعر مديرة المدرسة شاكون بالارتياح. إذ إن المدرسة اعتادت على مواجهة التحديات – فقد وجب تحويل فصل الكيمياء غير المستخدم إلى كافيتيريا من أجل تأهيل المدرسة للبرنامج الوطني للتغذية المدرسية -لكن العثور على ما يكفي من الغذاء لإطعام 333 من تلاميذ المدارس الابتدائية يوميًا كان يمثل مصدر قلق دائم. واليوم، يساعد المركز اللوجستي في تخفيف الضغط. وتقول المديرة: "نحن جميعًا نتعاون مع مركز اللوجستيات لأنه بالتأكيد سيفيد أطفالنا". 

تدرك مديرة مدرسة شاكون أن نمو أطفالها يعتمد على التغذية السليمة. إن الوصول إلى الغذاء الصحي يعزز عادات الأكل الجيدة، ويدعم صحة الأطفال ويمنح التلاميذ الطاقة اللازمة للعمل المدرسي. لكن توفير الغذاء الجيد للأطفال ليس مجرد وظيفة في المدرسة؛ إذ يتطلب تعزيز الوجبات المدرسية المغذية تعاون جميع أفراد المجتمع. وكما يوضح هذا البرنامج الرائد، يمكن أن تستفيد من ذلك مجتمعات بأكملها أيضًا. 

بالعمل مع السلطات لربط المزارعين ببرامج التغذية المدرسية، تمنح المنظمة الأطفال بداية صحية في الحياة وتحسّن سبل عيش المزارعين، وكل ذلك جزء من الهدف العالمي لتحقيق عالم خالٍ من الجوع. 

روابط تتعلق بالموضوع

للتعمّق في الموضوع:

 تنمية القدرات لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية

 الغذاء والتغذية المدرسيان

 نبذة عن البلد: قيرغيزستان

 المنشور: قوة الوحدة: المدارس والمزارعون يساعدون بعضهم البعض