Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

من حالة القلق إلى الرفاه


كيف أصبح الدجاج مصدر أمل للمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمات في الكاميرون

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

ترتسم الابتسامة من جديد على وجوه السكّان المتضرّرين من الأزمة الاجتماعية السياسية في الكاميرون بفضل مصدر أمل جديد لا يخطر على البال: وهو الدجاج ©الفاو/دانيل مفوندو

10/07/2020

تبدأ جاسينتا يومها بحماس بالتوجّه إلى مزرعتها في مدينة بوكوانغو في جنوب غرب الكاميرون. فتستفيق كل صباح وتذهب لتطمئنّ على دجاجها وتطعمه وتملأ جرن المياه له. وتمثل جاسينتا  وهي أم لأربعة أطفال، قدوةً يحتذي بها الكثيرون في حيّها - معجبين بالدجاج الذي تقوم بتربيته وبيعه بكل فخر.

وينجم مشروعها التجاري عن مبادرة المنظمة لمساعدة الفئات الضعيفة من السكان في المناطق الناطقة باللغة الإنكليزية في الكاميرون الذين يواجهون حاليًا أزمة اجتماعية وسياسية. إذ يُكره انعدام الأمن والعنف المتزايد في هذه المناطق السكان على مغادرة منازلهم والنزوح إلى أجزاء أخرى من البلاد. وفي المناطق حيث يعتمد السكان بصورة كبيرة على الزراعة لكسب سبل معيشتهم، أدى تصاعد العنف أيضًا إلى انخفاض كبير في الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

مساعدة المحتاجين

تستضيف جاسينتا، التي عاشت في هذا الجزء من الكاميرون لمدة عشر سنوات، في منزلها 12 نازحًا على المستوى الداخلي وقد هربوا من منازلهم بسبب النزاعات.

وتقول جاسينتا: "بدأ ذلك في عام 2016، حين كانت الأوضاع سيئة جدًا بالنسبة لإخوتنا في البلاد. وبصفتي زوجة رئيس البلدة، قررت العمل للحدّ من معاناتهم. فاستقبلت شخصين اثنين، ثم أربعة أشخاص، أما اليوم فأستضيف 12 شخصًا في منزلي."

وتسعى مبادرة المنظمة في الإقليم بعنوان "مشروع تحسين الأمن الغذائي للفئات السكانية المتضررة" إلى تعزيز سبل العيش والأنشطة الزراعية مثل تريبة الدجاج من أجل تعزيز الأمن الغذائي. ويقدّم هذا المشروع المساعدة للمواطنين النازحين على المستوى الداخلي والمستضيفين واللاجئين والعائدين إلى مناطقهم الأصلية المتضررين من الأزمة في المناطق الجنوبية الغربية والشمالية الغربية في الكاميرون.

وتقول: "أعطتني المنظمة 40 فرخ دجاج (الذي يربّى لإنتاج اللحوم) وجميع المعدات اللازمة والتدريب لتربيته. ونمّت فيّ المنظمة اهتمامًا بهذا النشاط الذي لم أكن أعرف عنه شيئًا. "وبعد أن قمت بعمليّة البيع الأولى، فوجئت بالأرباح التي حققتها وقررت الاستثمار بعد أكثر في هذا المجال".

وقدّمت هذه المبادرة الدعم لألف أسرة معيشية لتربية الدجاج وبيع البيض. ووزّع هذ المشروع الذي تقوده المنظمة بتمويل من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، في سنة 2019 وحدها، 000 10 دجاجة بيّاضة، و000 20 فرخ دجاج و100 طن من علف الدواجن والمعدات لبناء 000 1 وحدة لإنتاج الدواجن. وسرعان ما تحوّل السكّان النازحون والمواطنون الذين يستضيفونهم بفضل توجيهات المنظمة، من مبتدئين في مجال الزراعة إلى مهنيين حقيقيين في مجال تربية المواشي.

وتقول جاسينتا : "لقد بدأت مع 40 فرخًا أعطتني إيّاها المنظمة. وأملك اليوم 600 فرخ دجاج. لقد وسّعت مزرعتي، وأعمالي في ازدهار. ويتيح لي هذا النشاط تسديد أقساط المدارس والتدريب المهني للنازحين الذين هم في رعايتي".

إلى اليسار، ليندا وهي نازحة داخليا، وجاسينتا إلى اليمين، وهي عضو في المجتمع المضيف، وهما تهتمان بالدجاج في إطار مشروع المنظمة في الكاميرون. ©الفاو/دانيل مفوندو

تعزيز سبل العيش والأمن الغذائي

في أوقات النزاع، من الطبيعي أن يترك السكّان منازلهم بحثًا عن مناطق آمنة. فقد انتقلت جويس وهي إحدى النازحات على المستوى الداخلي، من مدينة كاكيه في جنوب غرب الكاميرون إلى مدينة بوكوانغو مع أطفالها الأربعة.

وتفسّر قائلةً: "لقد أصبح من المستحيل العيش في كاكيه. كان هناك إطلاق نار في كل الأوقات. وأصبحت الحياة صعبة للغاية لنا هناك، وخاصة لأطفالي الذين كانوا صغارًا جدًا. لذلك قررت أن أترك كل شيء لأستقر هنا في بوكوانغو".

"ومن خلال الأرباح الناجمة عن بيع البيض، وسعّت أعمالي لتربية الفراخ. وبفضل الفراخ، فإننا نأكل ونبيع الدجاج لتوليد الدخل وإعالة أنفسنا. إنني أشعر بقدر أكبر من الأمان."

يتيح هذا المشروع للأسر توليد الدخل لتغطية احتياجاتها الأساسية ويساعد على منع سوء التغذية، بما أن البيض غنيّ بالمغذيات والبروتين.

وبفضل تمويل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، والدعم الفني الذي توفّره منظمة الأغذية والزراعة، ينتج المستفيدون من المشروع البيض ويبيعونها في الأسواق المحلية. ©الفاو/دانيل مفوندو

أحرز هذا المشروع تقدمًا حقيقيًا في تحسين الأمن الغذائي للنازحين على المستوى الداخلي والمجتمعات المضيفة لهم. في الواقع، لقد كان ناجحًا لدرجة أنه سيدعم 250 1 أسرة إضافية عن طريق إنتاج البيض لأغراض التسويق، وتربية الدواجن على الأراضي وبيع منتجاتها لتحقيق الربح. وستركّز المرحلة المقبلة بوجه خاص على شمل الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين سيشكلّون 10 في المائة من المستفيدين.

ويمثّل النزوح الداخلي سببًا رئيسيًا للجوع وانعدام الأمن الغذائي للكثيرين في جميع أنحاء العالم. وتهدف مشاريع المنظمة المماثلة لهذا المشروع، إلى الحد من عبء النزاعات من خلال تمكين السكان المتضررين والمجتمعات المضيفة وتحسين سبل العيش من خلال الانتفاع على نحو أفضل بالموارد الزراعية. ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ينبغي لنا العمل للحد من النزاعات ودعم المجتمعات المحلية الريفية في هذه المناطق لتكون أكثر قدرة على الصمود، وأكثر اعتمادًا على ذاتها، حتى في أصعب الظروف. 

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني:الملامح القطرية: الكاميرون

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة في الكاميرون (باللغة الفرنسية)

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة في حالات الطوارئ