Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الفواكه والخضروات: القوة الخارقة وراء أبطال الأغذية في أذربيجان


إعادة بناء المشاريع التجارية والمجتمعات المحلية بفضل الابتكار والعزم

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
07/09/2021

قبل عام من مواجهة البلاد لجائحة كوفيد-19، أطلقت السيدة Tahmina Isayeva من مقاطعة زاكاتالا في شمال غرب أذربيجان، مشروعًا تجاريًا صغيرًا لتجفيف الفواكه في مطبخها.

وتقول في هذا الصدد: "بدايةً، كنت أمارس حفظ الفواكه عبر تجفيفها على سبيل الهواية. فكنّا نرتب الفواكه على صينية التجفيف، ونباعد بينها لتوزيع الهواء بشكل جيد، ثم نضع الصينية تحت أشعة الشمس لبضعة أيام. ومع أن هذه الطريقة تقليدية إلّا أن العملية طويلة. 

وقد بدأ الأمر على ما يرام، وأصبح معارفي أول المستهلكين لإنتاجي. وفي عام واحد، أنتجت حوالي 300 كيلوغرام من الفواكه المجففة. ولم يكن الأمر سهلًا إذ اضطلعت بكامل عملية التجهيز بمفردي – فكنت أقطف التفاح والخوخ والتين من بستاننا أو أشتري الفواكه من السوق".

وفي عام 2019، قام مركز الموارد للنساء في زاكاتالا بمنح السيدة Tahmina آلةً لتجفيف الفواكه من أجل تعزيز أعمالها. ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك، ضربت الجائحة البلاد. وعلى الرغم من أن الوضع طرح تحديات أمام ربحية أعمالها، فقد استغلت ذلك الوقت كفرصة لدراسة تقنيات جديدة والارتقاء بإنتاجها إلى مستوى أعلى. وقد أصبحت الآن أول منتجة تجارية للفواكه المجففة في قريتها.

وهي تقول في هذا الشأن: "شكّلت الجائحة تحديًا كبيرًا لنشاطي التجاري إذ تضاءلت قدرة الناس على الدفع. ولكنني لم أُحبط. وبدلًا من ذلك، رحت أبحث عن نصائح لتحسين أعمالي، وبدأت في إعداد عملية الإنتاج بمشاركة نساء أخريات. كما أنني أخطط للحصول على شهادة جودة لمنتجاتي من أجل زيادة المبيعات".

زراعة الفواكه والخضروات

تشكل الفواكه والخضروات جزءًا كبيرًا من ثقافة أذربيجان واقتصادها. فإن المناخ المتنوع في البلاد يسمح بتوافر المنتجات الطازجة على مدار العام. ويتم الاحتفال بالعديد من هذه الفواكه والخضروات من خلال مهرجانات الحصاد المحلية التي تسلط الضوء على أهميتها بالنسبة إلى المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني.

ووفقًا للجنة الإحصاء الرسمية في أذربيجان، فإن الصادرات من الفواكه والخضروات في عام 2020 بلغت 607.7 ملايين دولار أمريكي، وقد شكّلت ثلث إجمالي صادرات البلاد غير النفطية العام الماضي. كما تشكّل الفواكه جزءًا من ثقافة الشاي التقليدية في أذربيجان. فإن الشاي يقدم دائمًا للزوار، في أي ساعة من اليوم، مصحوبًا بالفواكه المجففة والمكسرات فضلًا عن العديد من أنواع المربى المنزلي الصنع.

الابتكار في التقاليد

للفواكه والخضروات أهمية خاصة بالنسبة إلى مُزارع أذربيجاني شاب آخر، هو السيد Jalal Alakbarov من منطقة ساموخ في شمال غرب أذربيجان.

وقد عملت أسرته في هذا المجال لسنوات عديدة، معتمدةً في الأغلب على أساليب الإنتاج التقليدية. ولكن كونه من الجيل الجديد راح يسعى إلى الابتكار بواسطة التقنيات والتكنولوجيات الجديدة لتحسين أعمال الأسرة. 

وفي حين تُزرع الخضروات تقليديًا في حقول مفتوحة، فإن الجيل الجديد راح يستخدم الدفيئات. والحقيقة أن الدفيئات تتحكم بالإنتاج بشكل أفضل مقارنة بالحقول المفتوحة فتؤدي بالتالي إلى غلات أعلى وجودة أفضل واستخدام أفضل للمدخلات. 

وفي السنوات العشر الأخيرة، تمكن السيد Jalal من توسيع نطاق زراعته، فأنتج الطماطم والفراولة في دفيئات.

ويقول: "لقد اكتسبت خبرات جديدة، من زراعة المحاصيل إلى مكافحة الآفات. ومن خلال هذه المكاسب حققت زيادة في محصول مزرعتي وربحها"، مشيرًا إلى أنه يتقاسم الآن مع مزارعين آخرين معارفه هذه التي اكتسب جزءًا منها عبر التدريب الميداني الذي تقدمه منظمة الأغذية والزراعة. ويضيف: "إن الإنسان لا يعيش بمعزل عن محيطه. وهكذا، دعم أحدنا الآخر لا سيما خلال الجائحة الأخيرة."

إنّ السيد Isa Aliyev، وهو من منطقة زاكاتالا أيضًا، منتج ناجح آخر للفواكه، وهو متخصص في المربى المنزلي الصنع المستخرج من الفراولة والإجاص والكرز وحتى من وردة الشاي. ولكن زبائنه يتهافتون بشكل خاص على مربى الجوز الأخضر.

وقد يكون من قبيل المصادفة أن تكون القشرة الخارجية لثمرة الجوز شبيهة بدماغ صغير، ولكن الأبحاث تشير إلى أن هذا النوع من الجوز قد يكون مفيدًا لعقل الإنسان. فالجوز يوفّر الدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن، وهناك العديد من الطرق لاستخدامه في الأطباق، بما في ذلك المربى الأذربيجاني الذي أتقن السيد Isa صنعه. 

ويصف السيد Isa الأمر قائلًا: "هذا هو عملنا الرئيسي. إنه عمل مربح للغاية، ولكنه في الوقت نفسه يعتبر عملية معقدة تستغرق وقتًا طويلا حقًّا، إذ نحتاج إلى 15 يومًا لكي يصبح منتجًا جاهزًا للبيع".

لصنع هذا المربى ينبغي قطاف الجوز قبل أن تنمو قشرته الداخلية الصلبة حينما لا يزال لبه الأخضر فاتح اللون وسهل القطع. تُنقع ثمار الجوز المقشّرة في ماء اللايم لمدة 10 أيام وتُغسل بشكل متكرر للتخلص من مرارة طعم الجوز غير الناضج. ثم تُطهى أربع مرات في شراب السكر، مع إضافة كبش القرنفل أو الهال إلى القدر. فيتحول لون الجوز الأخضر إلى لون خشبي بني داكن، ويكتسب نكهة غنية تشبه نكهة القيقب أو التمر.

ويقول السيد Isa: "على الرغم من اضطرارنا خلال الجائحة إلى خفض الإنتاج خمس مرات مع تراجع القوة الشرائية للمستهلكين، فإننا لم نستسلم. يقدّم الشاي في أذربيجان تقليديًا مصحوبًا بالمربى، ولذا سيعود الطلب على منتجاتنا من جديد."

اتصل كلّ من السيدة Tahmina والسيد Jalal والسيد Isa بمنظمة الأغذية والزراعة رغبةً منهم في تحسين ممارساتهم وأعمالهم التجارية، فشاركوا في مشاريع مختلفة عبر أنحاء البلد. ومن مشاريع منظمة الأغذية والزراعة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي مساعدة المجتمعات المحلية في الترويج لمنتجات المزارعين على مستوى العالم، وتهيئة فرص للسياحة الزراعية تستقطب السياح الأجانب.

وفي أذربيجان وسائر البلدان في العالم، تركز منظمة الأغذية والزراعة على تزويد المزارعين الأسريين بالتدريب والتقنيات اللازمة لتحسين إنتاجهم والوصول إلى المزيد من الأسواق وضمان أمنهم الغذائي والتغذوي.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني:الملامح القطرية: أذربيجان

الموقع الإلكتروني:السنة الدولية للفواكه والخضروات