Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الوقود بدلاً من النار: من حرق نفايات المحاصيل إلى الطاقة الحيوية


إيجاد استخدامات مستدامة لنفايات المحاصيل في الهند وحول العالم

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يشعر العديد من المزارعين بعدم وجود خيار آخر سوى حرق بقايا محاصيلهم من أجل التخلص منها، ولكن يمكن للحلول المبتكرة أن تحول هذه البقايا إلى طاقة مستدامة لفائدة المجتمعات

© CIAT/Neil Palmer

07/09/2020

ما هي المشكلة؟ المشكلة هي حرق بقايا المحاصيل. على الرغم من أن حرق البقايا يسبب مجموعة من المشاكل الصحية ويزيد بشكل كبير مستويات التلوث، لكنه ممارسة شائعة في الهند والعديد من البلدان الأخرى حول العالم. وما هو الحل؟ الحل هو تحويل بقايا المحاصيل إلى شيء مفيد، مثل الطاقة الحيوية.

والمشكلة حجمها كبير. ففي أواخر سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول تقريباً، تشير التقديرات إلى أن المزارعين في مناطق بنجاب وهاريانا وراجستان وأوتار براديش في الهند يحرقون ما يبلغ 35 مليون طن من نفايات المحاصيل بعد الحصاد. وفي غياب حلول الجمع أو النقل أو التخزين المناسب، فإن حرق ما تبقى من المحصول يمثل بالفعل الخيار الوحيد الصالح بالنسبة إلى أغلب المزارعين. وقد زادت هذه الممارسة في الهند في السنوات الأخيرة مع استخدام الحصادات الدرّاسة، وهي آلات تحصد الحبوب وترمي القش.

ولكن حرق البقايا يؤثر سلبياً على التربة والتنوع البيولوجي والهواء. وفي كل شتاء، ترتفع مستويات التلوث ويخيم الضباب الدخاني الكثيف على نيودلهي. ويعود السبب في ذلك بشكل كبير إلى حرق قش الأرز، إضافة إلى الدخان الصادر عن عوادم وسائل النقل الكثيفة، وإشعال النيران المكشوفة من أجل الطهي أو حرق القمامة من أجل التدفئة.

من منتجات النفايات إلى الطاقة النظيفة

إن الأرز هو أكثر المحاصيل شيوعاً في الهند، ولكن حالما تُنزع حبوب الأرز من السويقة، يبقى باقي النبتة مهملاً في العادة – وهو ما يعني إتلاف قسم كبير من النبتة نفسها. ولكن بقايا المحاصيل هذه يمكن استخدامها فعلياً من أجل إنتاج الطاقة والوقود الحيوي. والطلب العالمي على الأشكال الحديثة للطاقة، ولا سيما الوقود الحيوي السائل، آخذ في النمو بشكل سريع، ويدفع هذا الطلب الشواغل البيئية وأسعار النفط المتقلبة.

ومع اتساع نطاق المشكلة، لجأت الهند إلى منظمة الأغذية والزراعة التي تقدم الآن الدعم الفني من أجل إعداد سلسلة إمداد لبقايا المحاصيل، كي يصبح من الممكن جمع قش الأرز وتخزينه وتحويله إلى منتجات أخرى. وعلى سبيل المثال، يمكن للقوالب والحبّات المصنوعة من قش الأرز أن تحل بشكل جزئي محل الفحم في محطات الطاقة الحرارية. ويمكن أيضاً استخدام قش الأرز من أجل إنتاج الغاز الحيوي المضغوط الذي من الممكن أن يحل محل الغاز الطبيعي المستخدم في وقود النقل. وهناك أيضاً إمكانية لخلط الإيثانول المصنّع من قش الأرز مع البترول. وتعطي هذه البدائل للمزارعين حوافز اقتصادية ليبتعدوا عن حرق نفايات المحاصيل، وتساهم في تحقيق هدف الحكومة المتمثل في مضاعفة دخول المزارعين.

وتقيّم المنظمة حالياً أصلح الأشكال الاقتصادية للطاقة الحيوية التي يمكن إنتاجها، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً احتمالية خفض انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل اعتماد البلد على الفحم واستيراد النفط.

يشكل حرق بقايا المحاصيل أحد أسباب الضباب الدخاني في نيودلهي. الصورة في اليمين أعلاه commons.wikimedia.org/Sumita Roy Dutta© الصورة في اليسار أعلاه commons.wikipedia.org/Jaskarn SH SD©

جني المنافع

تزوّد المنظمة، بفضل نهج الطاقة الحيوية والأمن الغذائي الذي تعتمده، البلدان بتوجيهات وأدوات ودعم من أجل تنفيذ استراتيجيات الطاقة الحيوية بطريقة مستدامة وبأقل أثر على البيئة.

وإلى جانب مؤسسة آيوغ الوطنية لتحويل الهند، وهي هيئة حكومية مركزية تنسق إعداد السياسات في الوزارات، ووزارة الزراعة ورفاه المزارعين، يستخدم فريق خبراء الطاقة المستدامة في المنظمة أدوات مشروع الطاقة الحيوية والأمن الغذائي من أجل تحديد الآلات التي يمكن أن تحصد البقايا المنتجة في ولاية بنجاب وتجمعها وتفرغها وتخزنها.

وقد حلّلت المنظمة كل مرحلة من سلسلة الإمداد وأجرت دراسات استقصائية في ولاية بنجاب وهاريانا من أجل سماع آراء المزارعين عن الطريقة الأفضل لإزالة بقايا المحاصيل، وتقدير مدى اهتمامهم وتوقعاتهم من المشروع.

ومع وضع نموذج تجاري فعال ووجود الحوافز السياساتية، سيقدر المزارعون على جميع البقايا وبيعها بشكل أفضل. وبدعم سياساتي وفني من المنظمة، يمكن للحكومة الهندية استكشاف إنشاء محطات للغاز الحيوي بغية استخدام القش ودعوة الشركات الخاصة إلى القيام بالأمر ذاته. وأعربت الوزارات الحكومية عن اهتمامها بإنتاج الإيثانول والغاز الحيوي المضغوط والحبّات المجففة بوصفها مصادر جديدة للطاقة.

ويقول السيد Manas Puri، خبير الطاقة المستدامة الذي يقود الفريق الهند: "فور إعداد البنية التحتية، يمكن أن يجلب استخدام بقايا المحاصيل من أجل الطاقة الحيوية منافع اقتصادية للمزارعين الذي سيتمكنون من بيع القش إلى القطاع الخاص، وهو ما سينوع تدفق الدخل لديهم ويقلل تلوث الهواء في الوقت ذاته. ومن الرئيسي ألّا ننظر إلى بقايا المحاصيل كنفايات بل كمصدر قيمة يمكن استخدامها لأغراض إنتاجية متعددة".

يمكن تحويل بقايا محاصيل الأرز إلى غاز حيوي مضغوط وإيثانول، وهو شكل من أشكال الطاقة جديد وأكثر استدامة

© FAO/Giulio Napolitano

الاقتراب من تحقيق مستقبل أكثر استدامة

تلتزم المنظمة، والدول الأعضاء فيها، بالوفاء بالالتزامات المناخية التي تعهدت بها البلدان عن طريق تحديد حلول الطاقة المتجددة المستدامة والصالحة. ويشرح السيد Tomio Shichiri، ممثل المنظمة في الهند: "يمكن تحويل ما تبلغ نسبته 30 في المائة من بقايا الأرز إلى طاقة حيوية، وحالما يتم تجربة ذلك واختباره في بنجاب وهاريانا، يمكن أن يكون لدينا نموذج لبقية الهند، دون أن يقتصر ذلك على استخدام الأرز بل كذلك بقايا المحاصيل الأخرى مثل رؤوس قصب السكر".

وليس من الممكن إنكار أن الاستخدامات المستدامة لبقايا المحاصيل من أجل الطاقة النظيفة لن تقلل فقط الاعتماد على مصادر الكربون الأخرى، بل ستخفف أيضاً من الآثار المناخية، وتزيد من دخول المزارعين، وتقلل المخاطر الصحية التي يسببها تدهور جودة الهواء، وتحسن جودة التربة والتنوع البيولوجي فيها، وتساعد بذلك البلد على تحقيق أهداف اتفاقية التنوع البيولوجي. ويمكن للطاقة النظيفة أن تدعم التنمية، مع حماية كوكبنا وموارده القيمة في الوقت ذاته. ويمكن أن يساعد استخدام منتجات النفايات مثل بقايا المحاصيل على تحويل القطاع الزراعي إلى حليف للبيئة والمزارعين الذين يمكن أن يستفيدوا من المصادر الجديدة للدخل والطاقة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

منشور المنظمة: نهج المنظمة للطاقة الحيوية والأمن الغذائي- دليل التنفيذ (متاح باللغة الإنكليزية فقط)

منشور المنظمة: مشروع الطاقة الحيوية والأمن الغذائي: دراسات الحالة القطرية (متاح باللغة الإنكليزية فقط)

الموقع الإلكتروني للمنظمة: الطاقة (متاح باللغة الإنكليزية فقط)

الموقع الإلكتروني للمنظمة: منظمة الأغذية والزراعة في الهند (متاح باللغة الإنكليزية فقط).