Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

اللعب من أجل السلام في الصومال


الشابات والشباب يلجؤون إلى التكنولوجيا من أجل توطيد السلام

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

كان على المجتمعات المحلية في جنوب الصومال أن تتعايش مع تزايد ندرة الموارد الطبيعية. وقد أدى ذلك، مصحوبًا بنقص الخدمات الأساسية، إلى مفاقمة مستويات العوز وزاد من احتمال نشوب النزاعات. ©FAO

02/05/2023

يربط بين مدينتي بوفو وشلانبود الواقعتين جنوب الصومال طريق قصير إلا أنه محفوف بالمخاطر يمتدّ على سبعة كيلومترات. إلّا أنّ هذه المنطقة الزراعية التي كانت مزدهرة فيما مضى وتنتج الفواكه والخضار للإقليم شهدت عقودًا من النزاع وانعدام الاستقرار. وقد تأثرت هذه المنطقة، شأنها شأن معظم مناطق البلاد، تأثرًا شديدًا بموجة الجفاف المستمرة. وكان على المجتمعين المحليين التعايش مع تزايد ندرة الموارد الطبيعية التي يستمدان منها سبل العيش. وقد أدى ذلك، إلى جانب نقص الخدمات الأساسية ومحدودية المساعدات الخارجية، إلى مفاقمة مستويات العوز وزاد من احتمال نشوب النزاعات.

وقد رأت السيدة QureshoAbdirizak، وهي زعيمة شابة نشأت في مدينة شلانبود، بأمّ عينها اشتعال فتيل النزاع بين المجتمعين، ما أضعف الروابط الاجتماعية التي كانت تضمّ المجتمعين المحليين معًا. فقد باتت النزاعات على موارد المياه وقنوات الري والوصول إلى المناطق الزراعية توسّع الشرخ بين المجتمعين المتجاورين.

وقالت السيدة Quresho: "يمكننا أن نرى طفلين ينتميان إلى القريتين المتنازعتين يلعبان كرة القدم سويًا، لكن إذا بقي الحال على ما هو عليه فسيودي بهما إلى الاشتباك مع بعضهما حين يصبحان بالغين".

وهي منتسبة إلى حركة تضم شابات وشبابًا من قريتي بوفو وشلانبود يجمعهم هدف مشترك يتمثل في تحقيق مستقبل يعمّ فيه السلام والأمن الغذائي.

ولهذا السبب، وباتباع نهج مبتكر من أجل تسوية النزاعات، اجتمعت السيدة Quresho وشباب آخرون للمشاركة في "يوم اللعب"، حيث يستخدمون تطبيق لعبة إلكترونية على الهاتف الذكي من أجل تحديد أولويات الاستثمار في البنية التحتية الحاسمة الأهمية التي من شأنها أن تعزز السلام والإنتاجية. وتعتبر الحلول الملموسة في هذه المنطقة من الصومال أمرًا بالغ الأهمية. إذ إنّ جسر مشاة قابل للاستخدام من شأنه أن يحقق السلام؛ ونهرًا لا يمكن عبوره من شأنه أن يسبب الانقسامات.

وكان حدث "يوم اللعب" جزءًا من مشروع مبتكر لبناء السلام نفذته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والمنظمة الدولية للهجرة، بالشراكة مع حكومة ولاية جنوب غرب الصومال وبتمويل من صندوق بناء السلام الذي أنشأه الأمين العام للأمم المتحدة.

تعمل فرق مشتركة من المجتمعين المحليين المتنازعين يدًا بيد من أجل كسب النقاط في تطبيق "Play for Peace" عن طريق الهاتف الذكي. ويتسنى للفريق الفائز اقتراح البنية التحتية التي ستُسند إليها أولوية الإصلاح من قبل المشروع المشترك بين المنظمة ومنظمة الهجرة الدولي

اللعب من أجل السلام

في اليوم المخصص للعب، كان يجري تشكيل مجموعات متنوعة من الشباب المنتمين إلى قريتي بوفو وشلانبود معًا من أجل التنافس ضد بعضهم البعض عن طريق اللعب في تطبيق الهاتف المحمول "Play for Peace"، الذي صممته شركة Shaqodoon شريكة المنظمة في التنفيذ.

وقالت السيدة أحلام محمد، منسقة التكنولوجيا لأغراض التنمية في شركة Shaqodoon: "يتعين على المشاركين العمل معًا من أجل التقدم في مراحل اللعبة – ويجب عليهم التحدث إلى بعضهم وتعلم المزيد عن بعضهم البعض. وكلما زاد حديثهم سويًا، كلما اقتربوا من الفوز عن طريق التعاون".

وكان الهدف من ذلك تشجيع المنافسة الممتعة والسليمة بين مجموعات الشباب المختلطة.

وقالت السيدة Quresho: "كنا في "يوم اللعب" نعمل ضمن مجموعات من أجل تشجيع التفاعل بين المجتمعين المحليين، من خلال إيجاد الحلول للمشاكل المتعلقة بالتنقل بين القريتين بأمان وحرية".

وقالت السيدة أحلام: "إنّ الناحية الإيجابية للألعاب هي أنها تجمع عناصر مثل العمل الجماعي والمنافسة وهي عناصر تتناسب تمامًا مع بناء السلام. فهي تجمع الناس سويًا من أجل تحقيق هدف مشترك".

ويقوم الفريق الفائز بعدها بانتقاء مواقع ليجري إصلاحها عن طريق المشروع المشترك. وبما أنّ المياه هي في أغلب الأحيان مصدر خلاف بين المجتمعين، فقد كانت إعادة تأهيل القناة إحدى أهم أولويات الشباب.

وقد رأى القرويون الآخرون أنّ التفاعل بين شباب المجتمعين كان يمثل بالفعل خطوة نحو بناء مستقبل ينعم بقدر أكبر من السلام.

وقالت السيدة Salado Ali، وهي زعيمة شابة من قرية بوفو: "لقد تمكنت بالفعل من تكوين الكثير من الصداقات الجديدة هنا. وإذا ذهبت إلى قرية شلانبود غدًا فسأصادف الأصدقاء الذين تعرفت عليهم هنا، ولن أكون غريبة. وقد تبادلنا أرقام الهاتف وأصبحنا على علاقة طيبة. لقد كان يومنا رائعًا".

من شأن إصلاحات البنية التحتية أن تغير مجرى الأمور بالنسبة إلى المجتمعين وأن تعزز بقدر أكبر جهود بناء السلام التي أطلقتها اللعبة. ©FAO

تمكين المرأة من أجل بناء السلام

قالت السيدة أحلام إنّ رؤية نساء يتزعمن بعض المجموعات ويعلّمن الآخرين كيف يلعبون اللعبة ويتخذن القرارات كان أمرًا يدعو إلى التفاؤل. وأضافت قائلة: "لقد كان مشهد قيادة النساء لبعض المجموعات في يوم اللعب أمرًا ملهمًا للآخرين بحق – لا سيما للشابات والفتيات الأخريات. ومن شأن ذلك أن يغير مجرى الحياة حين يطبق على أرض الواقع".

وتتسم ثقافة الصومال بكونها ذكورية إلى حد كبير وتستند إلى نظام عشائري. وتسود في البلاد أوجه عدم المساواة بين الجنسين بشكل كبير، مما يضعه في المرتبة الرابعة قبل الأخيرة عالميًا بالنسبة إلى حالة النساء.

وغالبًا ما تكون المرأة مستبعدة من عملية صنع القرار السياسي، وتحظى المرأة الريفية على وجه الخصوص بقدر محدود من التعلم والموارد. ويفضي هذا الحال إلى تراجع إنتاج الأغذية في المجتمعات الريفية.

وتقول السيدة ديمة عبد الكريم، المسؤولة عن مشروع القدرة على الصمود التابع للمنظمة: "لقد جرى استضعاف المرأة واستبعادها في هذه المجتمعات على مر التاريخ، بيد أنها قامت بتنظيم نفسها في مجموعات عبر جميع الأنساب العشائرية من أجل الدفاع عن احتياجات أسرها. ويستند هذا المشروع إلى ذلك التطور الجديد في الأحداث".

وأردفت قائلة: "ويعتبر جانب اللجوء إلى الألعاب أحد عناصر "تعزيز العمل الشامل في مشروع بناء السلام" الذي نريد من خلاله أن نرى التزاحم على الموارد ينقلب إلى تشاطر سلمي لها، حيث تؤدي الشابات والشباب على حد سواء دورًا محوريًا في تحسين التماسك الاجتماعي".

اللعبة التي غيرت مجرى الأمور

تقول السيدة ديمة إنّ التغير الحقيقي في مجرى الأمور سيحدث عندما يرى الزعماء والزعيمات الشباب أنّ جهود بناء السلام التي بذلوها تتحول إلى نتائج ملموسة تتمثل في إصلاح البنية التحتية.

وقالت السيدة ديمة: "نقوم حاليًا بتنفيذ استثمارات في البنية التحتية بدعم من صندوق بناء السلام بغية تنفيذ نتائج "يوم اللعب".

وبالنسبة إلى الزعيمتين الشابتين، السيدة Quresho والسيدة Salado، فإنّ نتائج المشاركة في يوم اللعب بدأت بالفعل تحدث التغيير المرجو. فقد بات القرويون الآن يستخدمون طريقًا يربط بين القريتين بعدما كانوا يتجنبوه في ما مضى. وهم ينقلون منتجاتهم ويبيعونها في ما بينهم، ويتشاطرون منشأة طبية تقع على مقربة من قرية شلانبود.

وقالت السيدة Quresho: "نحن نريد أن ننهي التوتر بين المجتمعين وأن نصبح موحدين لكي نواجه التحديات معًا".

وقد أظهر نهج "يوم اللعب" أهميته في تمكين الشباب مثل السيدة Quresho من المشاركة في عمليات صنع القرار ضمن المجتمع المحلي.

وهناك إمكانية لاستخدام أدوات الألعاب هذه في عمليات بناء السلام أو مبادرات الزراعة الذكية مناخيًا أو تحسين نظم الإنذار المبكر لدى المجتمعات المحلية في أرجاء الصومال كافة وفي العالم أجمع.

Somalia | Gaming for Peace: The young women embracing technology to promote peace in Somalia
روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية في منظمة الأغذية والزراعة: الصومال

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع لمنظمة الأغذية والزراعة: الصومال

قصة: قرارات صعبة للأسر المتضررة من موجات الجفاف في المناطق الريفية في الصومال

مطبوع: الملامح الوطنية الجنسانية المتعلقة بقضايا الجنسين والتنمية الريفية – الصومال

صور: ألبوم صور اللعب من أجل السلام