Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

بناء مستقبل لا غواخيرا، كولومبيا


العمل مبكراً لبناء القدرة على الصمود في المجتمعات على الحدود الكولومبية-الفنزويلية.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تشهد مقاطعة لاغواخيرا الواقعة على حدود كولومبيا مع فنزويلا رياحاً قوية ودرجات حرارة عالية وموجات جفاف قاسية، مما يصعب عملية زراعة وإنتاج الغذاء. ©الفاو/آندريه موريللو

30/12/2019

تجلس ألينا أريتا أمام كوخها الخشبي الواقع قبالة حقل من الفاصولياء. يعتري المزارعة البالغة من العمر 50 عاماً القلق حيال كون التربة جافة جداً وأن الحصاد سيكون سيئاً.

تعيش ألينا مع أولادها الأربعة، و300 عائلة أخرى، في قرية مونتيلارا في مقاطعة لاغواخيرا في كولومبيا، معتمدين على الزراعة وتربية المواشي في سبل عيشهم.

تقعلاغواخيرا في أقصى شمال كولومبيا، على بعد 1000 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة بوغوتا، وهي منطقة جافة وجدباء تتسم بطبيعية صحراوية. والمنطقة معرضة بشكل خاص للجفاف، وبين الأراضي القاحلة والأحوال الجوية القاسية يصعب على سكانها زراعة المحاصيل وتربية المواشي. ونتيجة لذلك، تكون المجتمعات، لا سيما في المناطق الريفية، عرضة لانعدام الأمن الغذائي.

عادت ألينا الكولومبية المولد إلى لاغواخيرا بعد أن قضت 30 عاماً من عمرها في فنزويلا، وتتذكر حياتها هناك، حيث كانت تدير شركة وتعيش بشكل مريح حتى حدوث الأزمة الاقتصادية.

تقول ألينا: "قررنا مغادرة فنزويلا للأسباب التي يعرفها الجميع، بسبب الوضع الاقتصادي الراهن... لذلك عدت الآن إلى كولومبيا".

في السنوات الأخيرة، دفعت الأزمة الاقتصادية في فنزويلا المجاورة أكثر من مليون شخص لعبور الحدود الكولومبية، بما في ذلك 165000 شخص إلى لاغواخيرا، المنطقة الأكثر ضعفاً في البلاد. ويُنهك تدفق المهاجرين الموارد المحدودة أصلاً، مما يضعف الأمن الغذائي.

على اليسار، ألينا أريتا، عائدة كولومبية، تتلقى تدريبًا من برنامج "الإنذار المبكر-العمل المبكر" الذي وضعته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لزيادة إنتاجها الغذائي، مما يجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة آثار الجفاف. إلى اليمين: تلقت المجتمعا

في عام 2018، عندما أشارت تنبؤات الإنذار المبكر إلى وجود احتمال قوي للجفاف في لاغواخيرا وزيادة في أعداد المهاجرين، عملت الفاو للحيلولة دون تدهور الوضع.

وضع فريق "الإنذار المبكر-العمل المبكر" التابع للفاو بالتعاون مع مكتب التمثيل القطري للفاو في كولومبيا برنامجاً لدعم المزارعين وتدريبهم على زيادة إنتاج الغذاء. وفي هذا السياق، يوضح نيكولو لومباردي، أخصائي فريق "الإنذار المبكر-العمل المبكر" لدى الفاو: "نحن نتحدث عن المحاصيل والبذور المقاومة للجفاف، والخدمات البيطرية والأعلاف والعلاج للماشية، والدجاج لإنتاج البيض، وإعادة تأهيل جميع الآبار لإنشاء حقول مجتمعية بقليل جداً من الري لإنتاج مختلف أنواع المحاصيل".

شاركت ألينا في إحدى تدريبات الفاو حيث تعلمت مهارات الزراعة الهامة: كيفية حراثة التربة وزراعة الكسافا والفاصوليا والفاكهة مثل البطيخ. وفي هذا السياق، تقول ألينا: "لقد أعطانا دعم الفاو أملاً جديداً".

متدربة أخرى لدى الفاو، فيديليا بانا، معلمة ومزارعة وزعيمة مجتمعية في غويابال، وهي قرية تواجه تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها قرية مونتيلارا. . © الفاو/جاستين تيكسيير

على بعد 125 كيلومتراً شمال شرق مونتيلارا، تعاني قرية غويابال في مقاطعة لاغواخيرا من ظروف مناخية مماثلة، ويستقبل مجتمعها كذلك زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين. عاشت فيديليا بانا البالغة من العمر 61 عاماً جل عمرها هنا وشهدت العديد من حالات الجفاف الشديدة في حياتها. واليوم، مع الأدوات والبذور التي تقدمها الفاو، تمكنت الزعيمة المجتمعية من زراعة حقل ملفوف مزدهر. وأصبح بمقدور أصحاب الثروة الحيوانية المحليين الآن توفير الرعاية البيطرية الأساسية لحيواناتهم بفضل التدريب الذي قدمته المنظمة.

تقول فيديليا: "لم نكن نعرف كيف نعالج الحيوانات. لكن مسؤول الفاو البيطري الذي أتى إلى هنا علمنا كيفية معالجتها وقدم لنا علف الحيوانات، فزاد وزنها وأصبحت بصحة جيدة جداً، حيث باتت تأكل وتشرب كميات كافية الآن".

وشاركت مجموعات عرقية مختلفة في التدريب في غويابال بما في ذلك شعب وايو، أكبر مجموعة من السكان الأصليين في البلاد، إلى جانب المنحدرين من أصول أفريقية والمهاجرين الفنزويليين. وساعدت نشاطات العمل المبكر التي قامت بها الفاو في تعزيز التماسك الاجتماعي بين هذه الفئات المختلفة، وخفضت التوترات التي يمكن أن تنشأ في المناطق الأفقر في ظل تزايد المنافسة على الوظائف، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتدفق المهاجرين. وساعدت الفاو من خلال زيادة الفرص وتعزيز الأمن الغذائي في تحسين سبل عيش الأفراد في جميع أنحاء المجتمع، مما أدى إلى تخفيف الآثار الأسوأ المترتبة على الأزمة.

لقد كان الطريق طويلاً، ولكن بالنسبة إلى ألينا أريتا، يبدو مستقبل لاغواخيرا واعداً.

تقول ألينا في هذا السياق: "لقد شهدنا العديد من النجاحات والإخفاقات، ولكنني على الأقل مع عائلتي. لقد تمكنا من تحقيق شيء قد يبدو ضئيلاً بالنسبة للبعض، ولكنه كافٍ بالنسبة إلينا. وبفضل الوكالات التابعة للأمم المتحدة مثل الفاو، بالإضافة إلى اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي، والتي قامت بنشاطات أخرى في المجتمع لمساعدتنا، أصبح الكولومبيون مثلي والمهاجرون الفنزويليون يشعرون باطمئنان أكبر في هذا الجزء من الحدود".

ينقذ العمل المبكر الأرواح وسبل المعيشة، ويخفف الضغط على الموارد الإنسانية المستنزفة ويمنح المجتمعات الفرصة لحماية نفسها لتكون أكثر قدرة على الصمود في المستقبل. ويمكن أن يساعد العمل المبكر والقدرة على الصمود في منع حدوث المشكلات وتقريبنا من المستقبل الأفضل الذي تنشده أهداف التنمية المستدامة.

روابط تتعلق بالموضوع

اكتشف المزيد:

منشور: كولومبيا: تأثير الإنذار المبكر-العمل المبكر

مقطع صوتي: بناء القدرة على الصمود على الحدود الكولومبية

موقع الكتروني: الفاو في كولومبيا (متاح باللغة الاسبانية فقط)

موقع الكتروني: الملامح القطرية لدى المنظمة: كولومبيا