Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

منتجات الشيا تعزّز سبل كسب العيش لنساء غانا


تقدم المنتجات المستدامة دخلًا واعدًا وبديلًا مجديًا عن قطع الأشجار

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

كان التدريب الذي قدّمته منظمة الأغذية والزراعة بمثابة نقطة تحول في أعمال Rita في مجال زراعة الشيا. والآن أصبحت Rita مناصرةً لنساء الريف وربة عمل لهنّ، حيث تدأب على تعزيز سبل العيش المستدامة القادرة على التعويض عن إزالة الغابات في منطقتها. ©KANBAOCU/Clifford Amoah Adagenera

29/01/2021

تقول Rita Adibamoli Abarjawe، وهي أم عزباء في التاسعة والعشرين من العمر من مقاطعة كاسينا نانكانا في غانا: "كنت في الثالثة تقريبًا حين فقدت أمي. وأنا لم أعرفها حتى. وخلال نشأتي عانيت الكثير من الإجهاد ومن الأزمات المالية. فحتى الحصول على القوت كان في بعض الأحيان تحديًا كبيرا".

وبعد وفاة والدتها، ربيت Rita على يدي والدها وزوجته، وكلاهما من صغار المزارعين. ولكن مع تقدم والدها وزوجته في السن لم يعد بوسعهما ممارسة الزراعة، فأنيطت بـRita مسؤولية إعالة الأسرة وهي في سن الرابعة والعشرين. وتوجب عليها كذلك رعاية ابنتها البالغة ثلاثة أعوام وشقيقها مع أطفاله.

وبهدف كسب العيش، بدأت بمساعدة زوجة والدها في إنتاج زبدة الشيا. علمًا أن صنع زبدة الشيا من المهارات المتوارثة من جيل إلى آخر في معظم الأحيان، ومن الشائع للمزارعات أن يصنعن منتجات الشيا لاستخدامها في أسرهن ولدرّ الدخل. ولكن بالنسبة إلى Rita، أكسبها الانخراط في هذا المجال معرفةً وزخمًا حملاها على إطلاق مشروع تجاري جديد استحال مصدرًا قيمًا للرزق بالنسبة إلى أسرتها. 

المشاريع التجارية الصغيرة في مجال صناعة الصابون

بعد أن تعلمت Rita المبادئ الأساسية لهذه الصنعة، سرعان ما انضمت إلى تعاونية محلية. واختارت التعاونية Rita لحضور دورة تدريبية على صناعة الصابون من تنظيم تعاونية كاسينا نانكانا لأشجار الباأوباب (KANBAOCU)، وهي منظمة محلية لمنتجات الغابات تعمل في سلاسل القيمة الخاصة بأشجار الباأوباب والشيا. وبتمويل من مرفق الغابات والمزارع التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، تمكنت الدورة التدريبية من تنمية مهارات الشباب في صناعة صابون الشيا وتشجيع النساء الشابات على خوض مجال تنظيم المشاريع التجارية.

وساعد المرفق أعضاء التعاونية على تحسين استدامة مشروع الشيا التجاري من خلال إجراء تقييم للمخاطر المناخية، وتنفيذ أنشطة التكيف المناخي مثل زراعة الأشجار، ونظم الزراعة الحرجية التي تعنى بالأشجار والمحاصيل والثروة الحيوانية، والتسميد العضوي لتحسين خصوبة التربة واحتباس الرطوبة فيها، وتنويع المحاصيل بحيث تشمل الأصناف المقاومة للجفاف.

وقد عقدت الدورة التدريبية على صناعة الصابون وسط انتشار الجائحة. وحين بدأت القيود على التنقل بالانحسار عمدت Rita وغيرها من المتدربين إلى إطلاق مشاريعهم التجارية الخاصة بهم. فبدأت ببيع منتجاتها لمتاجر التجزئة والأسر المعيشية وفي الأسواق المحلية حين عاودت هذه الأخيرة عملها.

وتقول Rita: "ساعدتني الدورة التدريبية في توفير مصدر للدخل في خضم جائحة كوفيد-19. وقد التحقت بالدورة التدريبية لأنني كنت بحاجة إلى إعداد نفسي ودعم أسرتي، ودفع الرسوم المدرسية لطفلتي".

استهلت Rita مشروعها بمبلغ 68 دولارًا أمريكيًا من مدخراتها، ولكن بعد أقل من شهرين، حققت سيدة الأعمال الشابة هذه أرباحًا لا يستهان بها.

فتقول: "يثبت ذلك وجود فرص تجارية يمكن تسخيرها، خاصة للنساء الشابات. والآن يتلخص هدفي في صنع منتجات تجميل عالية الجودة من الشيا ومن الباأوباب لكل من الأسواق المحلية والدولية".

مشاريع صديقة للبيئة

ليس العمل في مجال الشيا مفيدًا لسبل معيشة النساء فقط وإنما للبيئة أيضًا.  وكانت غانا قد خسرت حوالي ربع الغطاء الحرجي لديها بين عامي 1990 و2005، ولا تزال إزالة الغابات تتسارع بنسبة 1.89 في المائة سنويًا. ويقوم كل من المرفق والتعاونية بالمساعدة في حل هذه المشكل عبر تشجيع المجتمعات المحلية على الابتعاد عن قطع أشجار الباأوباب والشيا لاستخراج الفحم والمنتجات الخشبية، وتزويدهم بطريقة مختلفة وأكثر استدامة لاستعمال هذه الموارد القيّمة.

وإن منتجات Rita مصنوعة من الفواكه أو المكسرات أو الثمار القرنية أو زيوت البذور لأشجار الشيا والباأوباب، وبما أنه ينبغي للأشجار أن تكون سليمةً وقوية لتوفير هذه الفواكه والمكسرات، تتعزز ضرورة حمايتها وتشجيع إمدادات أكثر استدامة من المواد الخام.

وبعد أن أصبحت Rita اليوم مناصرة قوية لتعميم سبل المعيشة المستدامة لصالح نساء الأرياف والحد من قطع أشجار الباأوباب والشيا من دون حسيب أو رقيب، استخدمت المدخرات التي جنتها من مشروعها التجاري لكي تعقد دورة تدريبية، بتيسير من التعاونية، لمدة يومين حول صناعة الصابون، لنفسها ولغيرها من أعضاء التعاونية. كان هدفها تعزيز أعمالها من خلال تعلم المزيد عن صنع منتجات الشِيا الأخرى، مثل الشامبو، كما دعت أعضاء آخرين في المجموعة لتمكينهم من المشاركة وبناء قدراتهم أيضًا.

توسيع القدرات التجارية للمجتمعات المحلية

يعدّ الافتقار إلى رأس المال من العراقيل الرئيسية التي تمنع النساء وصغار المزارعين من إطلاق مشاريع تجارية محلية أو الاستثمار في مزارعهم. وبتمويل من منظمة الأغذية والزراعة، علّمت تعاونية KANBAOCU أعضاءها جدوى إنشاء اتحاد ائتماني ورفعت مستوى الوعي باتحادات الادخار والقروض في القرى. فذهب الأعضاء إلى تأسيس اتحاد ائتماني تعاوني تستطيع فيه المجموعات والأفراد الوصول إلى حسابات للادخار. كما يمكن للأعضاء تقديم طلبات للحصول على قروض تعرف باسم الائتمان والتعليم، ما يعني أنهم يحصّلون التعليم الأساسي بشأن خطط الادخار واستخدام الأموال لغايات إنتاجية. ومن خلال المشاركة في شبكة الاتحاد الائتماني، تحسّنت قدرة الأعضاء على الوصول إلى التمويل اللازم للاستثمارات في الزراعة، وأصبح بإمكانهم تجنب ارتفاع أسعار الفائدة لدى بعض البنوك الأخرى. أما عضويتهم في التعاونية واتحادهم الائتماني فيتيحان لهم وصولًا أسهل إلى العروض المالية الحكومية المتصلة بكوفيد-19 والتمويلات المتدنية الفوائد لتوسيع أعمالهم.

سبل عيش أفضل لكوكب أفضل

إن الدخل الإضافي الذي درّته مشاريع الشيا الجديدة على Rita قد ساعد عائلتها بشكل كبير، ولكن أكثر ما يسرّها هي التعليقات الإيجابية من الشراة الذين يشيدون بصابونها إذ يساعد في تلطيف الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما. وهي تأمل الآن توسيع أعمالها والحصول على ماكينات لتقطيع الصابون بما أنها تقوم بتقطيعه في الوقت الراهن يدويًا. وفي نهاية المطاف، تريد أن تنمّي أعمالها حتى تتمكن من توظيف المزيد من الناس من مجتمعها مع إمكانية بيع المنتجات للأسواق الدولية.

يهدف مرفق الغابات والمزارع، وهو عبارة عن شراكة استهلت في عام 2012 بين منظمة الأغذية والزراعة، والمعهد الدولي للبيئة والتنمية، والاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، واتحاد AgriCord، إلى تعزيز الزراعة الريفية والمنظمات النسائية وحماية المناظر الطبيعية المحلية. ومن خلال تعزيز سبل العيش المستدامة وزيادة قدرة المجتمعات المحلية على الصمود بمواجهة تغير المناخ، يعمل المرفق على بناء مستقبل أكثر ثراءً ورفقًا بالبيئة.

 

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: مرفق الغابات والمزارع

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: غانا