Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تكافح النساء الريفيات في واحة إيرانية لإنقاذ قريتهن وسبل عيشهن


يتصدى القرويون لزحف الكثبان الرملية وتدهور الأراضي لبناء سبل عيش قادرة على الصمود

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تزحف الكثبان الرملية في قرية رستم أباد، وهي واحة في جنوب شرق جمهورية إيران الإسلامية، على المنازل والحدائق. ويتصدى القرويون لهذه المشكلة من خلال مشروع تدعمه منظمة الأغذية والزراعة، من خلال أنشطة إعادة تأهيل الأراضي مثل زراعة الأشجار والشجيرات المقاومة للجفاف. ©FAO/Amir Khaleghiyan

29/04/2021

يحاصر زحف الكثبان الرملية الأراضي على الجانب الشرقي من قرية رستم أباد حيث تعيش عائلة Kobra Palangi. وتقول Kobra بقلق: "إذا لم نوقف حركة الرمال، فإن الكثبان الرملية ستدفن أشجار نخيل التمور التي أملكها". وقرية رستم أباد هي إحدى الواحات العديدة المنتشرة في الجزء الشرقي من محافظة كرمان في جنوب شرق جمهورية إيران الإسلامية.

وعلى مدى العامين الماضيين، شكلت موجات الجفاف غير المسبوقة، الناجمة بشكل أساسي عن تغير المناخ، تهديدًا خطيرًا على القرية. وتعني حالات الجفاف هذه، بالإضافة إلى الرعي الجائر وسوء إدارة الأراضي وعدم كفاية الغطاء النباتي، أن هذه المنطقة تواجه مخاطر جسيمة تتمثل في تآكل التربة وزحف الكثبان الرملية.

"العام الماضي، حوصر جارنا، وهو رجل مسنّ، داخل منزله بسبب تراكم الكثبان خلف بابه، واضطررنا إلى إنقاذه من النافذة الخلفية. وإذا تحركت الكثبان أكثر باتجاه القرية، فسأفقد بيتي وحديقتي، وسيكون مصيرنا التشرّد".

وقد ساعد مشروع إصلاح المناظر الطبيعية للغابات وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، الذي نفذته منظمة الأغذية والزراعة في المنطقة، القرويين على مواجهة هذا التحدي. ويدعم هذا المشروع، بتمويل من مرفق البيئة العالمية وحكومة جمهورية إيران الإسلامية، أفراد المجتمع على تشكيل لجان إنمائية يمكن من خلالها طرح التحديات مثل تدهور الأراضي، ومعالجتها. وقد مكّن المشروع السكان من المشاركة في أنشطة تثبيت الرمال، وإعادة تأهيل الأراضي لوقف الكثبان الرملية.

ويقول Ramezan Samareh Habily، كبير خبراء مشروع إصلاح المناظر الطبيعية للغابات وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة في محافظة كرمان: "كانت السلطات تدفع للمقاولين الخاصين لزراعة الشتلات في الأراضي المعرضة لتآكل التربة بفعل الرياح. ولكن من خلال لجنة إدارة وتنمية موارد القرية [التي أنشأها مشروع إصلاح المناظر الطبيعية للغابات وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة]، أشرك المشروع السكان للاهتمام بهذه المبادرة. وحصل القرويون على عقود لزراعة الشتلات في هذه المناطق المعرضة بشكل كبير لزحف الكثبان الرملية المتزايد".

وتحافظ زراعة أنواع معينة مثل شجرة المورنجا وشجيرة الطرفاء على التربة في مكانها بسبب جذورها، وهي تعمل كحاجز في وجه الرياح، مما يبطئ من سرعة الرياح وتآكل التربة على حد سواء. وتحتاج هذه النباتات إلى القليل من المياه وهي مقاومة للجفاف، مما يمكنها من التكيف بشكل جيد مع البيئة القاسية في المنطقة وحماية التربة القيمة في الواحات الصحراوية.

وتُعتبر Kobra من أكثر الأفراد نشاطًا في هذا المسعى. وتقول: "لقد حصلت على شتلات نباتية لمساحة 60 هكتارًا من الأراضي".

ويقول Ramezan: "منذ انخراط السكان المحليين في أنشطة تثبيت الرمال التي أجريت حول قراهم، شهدنا حماسهم بشأن مراقبة المناطق المعنية. وقد طوروا شعورًا قويًا بالارتباط بالأراضي المزروعة". ويوضح أنه من خلال الاهتمام بالبيئة المحيطة بهم، ومن خلال الدفع لهم للقيام بذلك، شهد القرويون فوائد ملموسة تتعلق بنوعية حياتهم ودخلهم.

الصورة إلى اليسار/القسم العلوي: تساهم Kobra Palangi في جهود تثبيت الرمال، وتدير عملاً تجارياً لنخيل التمور، وتقدم الرعاية لأحبائها. ©FAO/Amir Khaleghiyan. الصورة إلى اليمين/القسم السفلي: من خلال إدخال الصندوق المجتمعي، يساعد مشروع إصلاح المناظر الطبيعية

وبالإضافة إلى معالجة تدهور الأراضي، يدعم مشروع إصلاح المناظر الطبيعية للغابات وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة أيضًا أعضاء المجتمع على بناء سبل عيش أكثر قدرة على الصمود واستدامة.

وتتمثل إحدى الطرق للقيام بذلك في مساعدة سكان القرية على تنظيم وتعبئة إمكاناتهم التمويلية من خلال صندوق التنمية المجتمعية المستدامة. ويمنح هذا الصندوق أفراد المجتمع، ولا سيما النساء، فرصة الحصول على القروض اللازمة لبدء الأعمال التجارية الصغيرة.

وتقول Kobra: "يساهم كل عضو [من أعضاء الصندوق] في الصندوق شهريًا، بحسب على قدرته المالية".

وتضيف قائلة: "قبل بدء المشروع، كنت أعمل لدى أصحاب الأراضي وكنت أتقاضى راتبًا يوميًا لحصاد النخيل. ولم يكن لدي أي شيء: لا ماشية، ولا حديقة، ولا حتى شجرة نخيل واحدة".

وتقول: "على مدى السنوات الثماني الماضية، وبفضل القروض التي حصلت عليها من [صندوق التنمية المجتمعية المستدامة]، تمكنت من البدء بأعمال مختلفة، مثل صناعة الحبال من ألياف النخيل. ونحن ست نساء مجاورات نتشارك في أعمال صناعة الحبال".

وتعتبر صناعة الحبال من ألياف النخيل ممارسة تقليدية وصديقة للبيئة. وتساعد إزالة هذه الألياف في تحفيز نمو الأشجار مع تقليل مخاطر الآفات والحرائق. ويشتري أصحاب النخيل الحبال لحصاد التمور عالية الجودة. وبفضل الأموال التي تولدها النساء بشكل جماعي، فإنهن يساعدن في دعم أسرهن لتلبية احتياجاتها الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية.

وتوضح Kobra: "[في الماضي، عندما] كان أطفالنا يمرضون، لم يكن بإمكاننا توفير العلاج الطبي المناسب لهم. أما الآن، فيمكننا تحمل تكاليف معالجة أطفالنا في المراكز الطبية في حالة المرض".

يعمل المجتمع المحلي بجد لحماية قريتهم، وهي واحة صغيرة من الجنة محاطة بالصحراء، من التهديدات مثل تدهور الأراضي وزحف الكثبان الرملية. ©FAO/Amir Khaleghiyan.

لا يوجد مكان تتضح فيه أهمية معالجة قضايا إدارة الأراضي أكثر من القرى في الواحات، ليس فقط لحماية سبل العيش التي عمل السكان المحليون بجد لبنائها، ولكن أيضًا لضمان بقاء المجتمع نفسه. ويعمل مشروع إصلاح المناظر الطبيعية للغابات وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة على معالجة تدهور الأراضي وتآكل التربة، وهو أمر يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمن الغذائي العالمي في هذا الجزء من جمهورية إيران الإسلامية، وفي العديد من مناطق العالم أيضًا، ويهدد أيضًا بتشريد السكان وفي النهاية بدفع مزيد من الناس إلى براثن الفقر.

وتزود المنظمة البلدان بالتكنولوجيات المناسبة، بما في ذلك المشورة في مجال السياسات الزراعية وبرامج الإرشاد الفعالة للإدارة المستدامة للتربة لوقف تدهور الأراضي وتآكل التربة، وتهدف جميعها إلى القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وتوفير حياة كريمة لسكان الريف.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: جمهورية إيران الإسلامية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية

الموقع الإلكتروني: إصلاح المناظر الطبيعية للغابات وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة