Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

إدماج اللاجئين من خلال الزراعة في أوغندا


الزراعة توفّر للاجئين فرصةً لكسب عيشهم وإقامة صداقات جديدة في الوقت ذاته

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

السيدة Betty Ocira Acayo، هي لاجئة من جنوب السودان، لا تحتفي بالفاكهة إنما بالخضار التي كسبتها من عملها- وهي خضروات محلية تعلّمت كيفية زراعتها من خلال مشروع منظمة الأغذية والزراعة في مخيّم Kiryandongo للاجئين شمال أوغندا. ©FAO/Vincent Tremeau

19/06/2023

حين وصلت السيدة Betty Ocira Acayo إلى شمال أوغندا مع أولادها الخمسة، كان شاغلها الأول أين ستعيش مع أفراد أسرتها، يليه مباشرةً الشاغل الثاني، أي كيف ستتمكن من تأمين الغذاء لهم.

وقد عبرت أسرة "بيتي" الحدود في عام 2016، إلى جانب أكثر من 000 500 شخص آخر، معظمهم من النساء والأطفال، هربًا من النزاع العنيف الدائر في جنوب السودان. ورحّبت حكومة أوغندا بالأسر مثل أسرة "بيتي"، ووفّرت منزلًا لأسرتها في مخيّم Kiryandongo للاجئين، إضافة إلى قطعة أرض بمساحة 40 x 40 مترًا لكي تقوم بزراعتها. وفي حين كانت تتمتع "بيتي" ببعض الخبرة في فلاحة البساتين المنزلية، فإن العديد من اللاجئين القادمين من جنوب السودان إلى أوغندا كانوا من مربي الماشية بشكل أساسي، ذات خبرةٍ محدودة في مجال الزراعة.

والكثير من اللاجئين في أوغندا البالغ عددهم 1.5 ملايين شخص يجدون أنفسهم في وضع "بيتي"- خاصة وأنهم نازحون من بلادهم منذ أكثر من خمس سنوات ولا يعرفون متى سيكون من الآمن لهم العودة إلى ديارهم.

ورغم السياسات الشاملة التي تمنح الأسر أراضٍ لزراعتها، إضافةً إلى الحق في العمل والتنقل بكل حرية في أوغندا، فإن غياب الفرص الاقتصادية يعني أن أكثر من نصف اللاجئين ما زالوا يعتمدون على عمليات التوزيع الطارئة للأغذية وعلى المساعدات النقدية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. ويواجه بالفعل أكثر من 90 في المائة من اللاجئين هشاشةً اقتصادية كبرى، حيث يعاني أكثر من ثلثهم من انعدام أمنهم الغذائي.

ولطالما قال اللاجئون إنّ الاعتماد على المساعدات الطارئة لا يشكل حلاّ في الأمد الطويل. وهم يتمنون أن يعتمدوا على ذاتهم، وكل ما يحتاجون إليه هو الأدوات والمهارات للقيام بذلك.

وعلى ضوء ما تقدّم، تستثمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في الاعتماد على الذات لصالح الجميع- من البلدان والمجتمعات المحلية التي تستضيف اللاجئين، والتي غالبًا ما تعاني بحدّ ذاتها من انعدام الأمن الغذائي، إلى اللاجئين، الذين يمكنهم تنمية مهاراتهم لدعم سبل عيشهم في المناطق التي نزحوا إليها، أو لدى عودتهم إلى ديارهم، في حال أصبحت الأوضاع آمنة للعودة.

يوفّر مشروع منظمة الأغذية والزراعة التدريب ويقدّم الأدوات الزراعية للمساعدة في بناء سبل عيش مستدامة للاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة على السواء. ©FAO/Vincent Tremeau

ودُعيت السيدة Betty للانضمام إلى مشروع المنظمة بشأن سلاسل القيمة الزراعية للاجئين لتحقيق الاعتماد على الذات من الناحية الاقتصادية. وهذا المشروع مموّل من مؤسسة IKEA، ويهدف إلى بناء سبل عيش مستدامة للاجئين الذين يعيشون في مخيم Kiryandongo، والأوغنديين الذين يعيشون في المجتمعات المحلية المجاورة المحيطة بالمخيم.

ومن خلال المشروع، انضمّت السيدة Betty إلى مدرسة حقلية للمزارعين أنشأتها المنظمة حيث تعلّمت التقنيات الزراعية الفعالة، بما في ذلك البستنة العمودية، للاستفادة القصوى من مساحة أرضها، وذلك من خلال العمل على حديقة تجريبية إلى جانب لاجئين وأوغنديين آخرين. وتعلّمت أيضًا تقنيات الريّ التي تتطلّب كميةً أقل من المياه، وهذا اعتبارٌ هام في منطقة Kiryandongo التي تعاني من ندرة المياه.

وحصل المشاركون أيضًا على دواجن وتعلّموا كيفية تربيتها. فقد استُخدم البيض كمصدر ضروري للبروتينات أو للدخل لأسرٍ عديدة. وإضافةً لى المحاصيل المعدّة لاستهلاك أسرتها، تمّ توفير البذور للسيدة Betty وللمشاركين الآخرين في المدرسة الحقلية للمزارعين، وتعلمّوا كيفية زراعة فاكهة زهرة الآلام بغرض بيعها خصيصًا.

وفي جنوب السودان، كانت السيدة Betty تزرع فقط المحاصيل المعدّة للاستهلاك من قبل أفراد أسرتها. وعلى العكس من ذلك، عزّزت المدرسة الحقلية للمزارعين في Kiryandongo عملية صقل المهارات المتصلة بتنمية الأعمال، والتسويق والإلمام بالأمور المالية. وقد ساعد هذا السيدة Betty ومزارعين آخرين في مجموعتها في إضفاء الطابع الرسمي على عملهم وإتمام عملية التسجيل الرسمية  لدى الحكومة المحلية في المقاطعة، الأمر الذي يفسح المجال أمام الحصول على تمويل إضافي، بما في ذلك على منح ٍحكومية.

وشكّلوا أيضًا مجموعة ادّخار تتيح للأعضاء ادخار المال بشكل جماعي وإقراضه للأعضاء في حالات الطوارئ أو إعادة استثماره في مؤسساتهم الزراعية.

وبالنسبة إلى السيدة Betty والنساء الأخريات اللواتي يمثّلن 70 في المائة من المشاركين، كان هذا المشروع تحوّليًا. فحين توفي زوج السيدة Betty في جنوب السودان، خسرت أسرتها من كان يعيلها. وهي الآن تضطلع بهذا الدور، وتبيع فاكهة زهرة الآلام والباذنجان وغيرها من الخضار في السوق المحلية، فتضع بعض المال جانبًا لحالات الطوارئ وتستخدم ما تبقّى لتأمين الغذاء لأولادها.

وتقول السيدة Betty:"أنا أدرك أن المهارات التي اكتسبتها قد غيّرت حياتي". حتى أنها تتشاطر هذه المهارات الجديدة مع آخرين في المخيم. وتضيف: "عديدون آخرون يأتون للتعلّم مني".

في المدرسة الحقلية للمزارعين التابعة للمنظمة، تعلّم اللاجئون وأعضاء المجتمع المحلي المضيف تقنياتٍ للحفاظ على صحة المحاصيل. وإضافةً إلى الاعتماد على الذات، يساهم المشروع أيضًا في التعايش السلمي بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم. ©FAO/Vincent Tremeau

لقد أثبتت فاكهة زهرة الآلام شعبيتها في السوق المحلية، وفي حال وسّع المزارعون الجدد في المستقبل نطاق إنتاجهم، ستتمكن المنظمة من ربطهم بمشترين أكبر حجمًا في العاصمة يمكنهم شراء الفاكهة منهم بكمياتٍ كبيرة. وسوف يعزّز هذا استدامة سلسلة قيمة فاكهة زهرة الآلام في أوغندا وسيحسّن النتائج الاقتصادية بالنسبة إلى المزارعين.

وفي هذه الأثناء، إضافةً إلى الاعتماد على الذات، يساهم المشروع أيضًا في التعايش السلمي بين اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة لهم. وليس من غير المألوف أن تنشأ توتّرات بين اللاجئين والمجتمعات المحلية، خاصة بشأن الحصول على الموارد الطبيعية مثل المياه والأشجار، وعدم التوازن في المساعدة الإنسانية والإنمائية المقدّمة إلى المجموعتين. وتعمل المنظمة مع حكومة أوغندا لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه التوترات، من خلال استحداث خطط للإدارة المستدامة للغابات والتشجيع على استخدام موارد الطاقة البديلة.

ويساعد المشروع أيضًا في تحسين العلاقة بين المجموعتين، خاصة من خلال إشراك المجتمعات المحلية المضيفة في جميع أنشطة المشروع، وتشكيل مجموعات مختلطة من الأوغنديين واللاجئين في المدارس الحقلية للمزارعين بحيث يكتسبون مهاراتٍ جديدة من بعضهم البعض ويتعاونون لتحقيق هدفٍ مشترك.

وفي سياق زراعة المنتجات وبيعها، يعمل أعضاء المجتمعات المحلية المضيفة واللاجئون مع بعضهم بطرقٍ تأتي بالمنفعة للطرفين، وقد ساعد التحسين الإجمالي للأمن المالي للمجموعتين في التخفيف من وطأة التوترات.

وفيما يقترب عدد اللاجئين في العالم من 37 مليون شخص وتبلغ متوسط الفترة الزمنية لنزوح اللاجئين 20 عامًا، تحتاج الحكومات إلى استراتيجياتٍ جديدة تضمن العيش الكريم لهؤلاء اللاجئين، فلا يبقوا غير عالقين في غياهب النسيان من دون أمل بإيجاد حلّ في الأمد الطويل. وفي مخيم Kiryandongo، ومخيمات اللاجئين من حول العالم، تتوفر فرصة ضخمة لإطلاق العنان لإمكانات الزراعة كاملةً من أجل مساعدة الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الخاصة وتحسين حياتهم.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة

المطبوع: نحو حلول دائمة

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: أوغندا

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: جنوب السودان

الموقع الإلكتروني: مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة النزوح القسري: