Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

فحم عشبي ابتكاري يُوقد الفرص في غانا


طريقة جديدة لإنتاج الفحم تمنح المجتمعات المحلية مصدرًا مستدامًا للوقود والدخل

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

نساء من غانا ينتهجن طريقة ثورية في إنتاج الفحم باستخدام أعشاب تنمو في السافانا. MITDS©

10/08/2023

توضّح السيدة Mary Tiekor، عضو في جمعية "Handi Women’s Group" ومنتجة فحم، قائلة وهي تمسك بيديها قالبًا من الفحم العضوي صُنع تَوًّا، "إنَّ فكرة الفحم العشبي لم تخطر قط على بالي. ومع ذلك، ها هو ذا - والعملية هي غاية في السرعة!".

وعلى غرار السيدة Mary، يعتمد أكثر من ستة ملايين شخص في منطقة السافانا الإيكولوجية في غانا على وقود الخشب وفحم الأشجار للاستخدام اليومي، ولا يُشكِّل هذا العدد سوى نسبة بسيطة من الإجمالي الذي يفوق 2.4 مليارات شخص حول العالم الذين يعتمدون على الحطب والفحم لأغراض الطبخ والطاقة وكسب الدخل.

وقد أدَّت الممارسات غير مستدامة في إنتاج الفحم، ولا تزال، إلى إزالة الغابات والتدهور البيئي في البلاد. وتتفاقم هذه التحديات البيئية بفعل موسم الجفاف الشديد في غانا، عندما يُصبح عشب السافانا الوفير في أغلب الأحيان وقودًا يغذي حرائق الغابات التي تميز تلك الأشهر. وقد تأتي هذه الحرائق على المحاصيل، وتهدّد بالتالي الأمن الغذائي.

أمَّا الآن، فبات بالإمكان استخدام عشب السافانا كوقود للأفران بفضل طريقة جديدة لإنتاج الفحم جرى تطويرها وتجريبها في إطار مبادرة أطلقها معهد ميلار للدراسات متعددة التخصصات والتنمية (MITDS) بدعم مالي وفني من مرفق الغابات والمزارع التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة). وتهدف هذه الطريقة الجديدة إلى تحقيق أقصى استفادة من إمكانات الأعشاب في المنطقة، بما يُسهم في تقليل مخاطر الحرائق وتدهور الغابات، فضلًا عن المساهمة في بلوغ الأهداف الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.

وتقول السيدة Biirbarimah Inuur، وهي منتجة فحم في الأربعين من عمرها من قرية نافا (Naafaa) الكائنة في مقاطعة ساولا تونا كالبا (Sawla-Tuna-Kalba) في منطقة السافانا في غانا، "لدينا الكثير من العشب في كل مكان، إلّا أنّنا لم نُدرك قط أنّه قد يكون مفيدًا أو يُساعدنا على التخفيف من وطأة الفقر".

يُسخَّن الفحم العشبي ويُهرّس قبل أن تُضاف إليه مادة رابطة لتشكيل قالب الفحم. MITDS©

من العشب إلى الفحم

في الوقت الذي يُنتج فيه الفحم التقليدي باستخدام الكتل الحيوية من مصادر شجرية، فإن قوالب العشب تستخدم العشب المحصود ومادة رابطة لتشكيل قوالب صغيرة من الفحم. وتتطلب هذه العملية يدًا عاملة أقل، ويتميز إنتاج قوالب الفحم بأنَّه أكثر سهولة. وقد أوجدت هذه التكنولوجيا سوقًا لوقود الطبخ الأخضر، وحفَّزت الأفراد على حماية الغطاء العشبي والأرض.

وعلاوة على ذلك، فإنَّ استهلاك 100 كليوغرام من الفحم العشبي يُنقذ شجرتين، وهو ما يمثل 76 كيلوغرامًا من أرصدة الكربون سنويًا. ووفقًا لمعهد ميلار للدراسات متعددة التخصصات والتنمية، من شأن استخدام الفحم العشبي على نطاق واسع أن يعوِّض أكثر من 000 44 طن من الكربون سنويًا وأن يحقق دخلًا محتملًا يقدر بحوالي 4.4 ملايين سيدي غاني (000 400 دولار أمريكي) من أرصدة تعويض الكربون.

وأطلق معهد ميلار تجربة إنتاج قوالب الفحم العشبي واستخدامها عبر خمس من منظمات المنتجين الحرجيين والزراعيين. وإضافة إلى ذلك، قدَّم مرفق الغابات والمزارع الدعم لتدريب منظمات المنتجين هذه وسهّل النفاذ إلى الأسواق والتنمية. وأفاد 95 في المائة من المعنيين أنهم يشعرون بأنَّ قوالب الفحم العشبي الجديدة فرصة تجارية جيدة.

وتقول السيدة Biirbarimah Inuur "إنَّه [أي الفحم العشبي] يحترق ببطء، ولأنّنا معشر النساء نفضّل تحضير طعامنا على نار هادئة عند طهوه، فإن الفحم العشبي هو الفحم المناسب لنا".

يستفيد الفحم العشبي الجديد من أعشاب منطقة السافانا، ويساعد على تقليل مخاطر الحرائق وتدهور الغابات. MITDS©

تدريب المجتمعات المحلية

حظِيت النساء المحليات بتركيز محوري في البرنامج التدريبي الذي يدعمه مرفق الغابات والمزارع ومعهد ميلار للدراسات متعددة التخصصات والتنمية وشركاء إقليميون آخرون، إذ تم تدريب 234 امرأة من أصل 448 مشاركًا في التدريب. وتعلّم المشاركون طريقة حصاد العشب بشكل مستدام وإنتاج قوالب الفحم العشبي وتسويق الفائض لأغراض البيع التجاري.

وتقول السيدة Mary Stella Poerekuu، البالغة من العمر 71 عامًا وهي مدرسة متقاعدة من ليساه (Lyssah) في بلدية لاورا (Lawra) الكائنة في المنطقة الغربية العليا، "أصبحت الآن أصنع بنفسي ما أحتاج إليه من فحم عشبي للطهي. وذلك يوفر لي الكثير من المال".

وفي الوقت الحالي، يستكشف أصحاب المشاريع المحليون طرقًا لإنشاء المزيد من المشاريع التجارية المرتبطة بالفحم العشبي، بعد أن نجحت المشاريع التجارية التجريبية في مجتمعين محليين في منطقة سافانا والمنطقة الغربية العليا. وستوظَّف الدروس المستفادة من هذه المشاريع التجارية في تعزيز هذا النهج ونشره في جميع أنحاء البلاد.

وبهدف تحسين إمكانية تسويق الفحم العشبي، يعكف مرفق الغابات والمزارع ومعهد ميلار للدراسات متعددة التخصصات والتنمية أيضًا على تطوير ورق عشبي يمكن استخدامه لتغليف قوالب الفحم العشبي. وسيُمكّن هذا الورق المنتجين من بيع الفحم بسعر أعلى وتحسين تمييز منتجاتهم.

وحُدِّد الورق أيضًا كمادة محتملة لتحسين أسقف المنازل الريفية، إذ يعمل كعازل لتبريد المنازل خلال الموسم الحار الجاف، ويقلّل الضغط على الموارد الحرجية المستخدمة لإنتاج الخشب الرقائقي.

بيئة مواتية للفحم العشبي

في الوقت الحالي، تُقدَّر تكلفة إنتاج الفحم العشبي، الذي يباع بسعر 100 سيدي غاني (10 دولارات أمريكية) لكل 100 كيلوغرام، أي حوالي ضعف تكلفة إنتاج فحم الخشب، ويعود ذلك في المقام الأوّل إلى المكونات الإضافية المطلوبة، مثل المادة الرابطة.

وتقول السيدة Sophie Grouwels، موظفة مسؤولة عن الغابات في منظمة الأغذية والزراعة والمدربة القطرية في مرفق الغابات والمزارع، "يتم شراء العشب المستخدم في الفحم أيضًا من المجتمعات المحلية، في حين أن قطع شجرة واحدة في الغابة يعتبر "مجانيًّا". وتضيف السيدة Sophie Grouwels قائلة "ومع ذلك، يقدّم مرفق الغابات والمزارع الدعم لمعهد ميلار للدراسات متعددة التخصصات والتنمية في الجمع بين خبراء الطاقة الخضراء وواضعي السياسات من أجل إيجاد طرق تعزز تهيئة بيئة مواتية للفحم العشبي وتجعله أكثر جاذبية للمجتمعات المحلية".

ومن بين الحلول المقترحة، اعتماد حوافز حكومية لتشجيع استخدامه. وتم استخدام نهج مماثل بنجاح كبير في البلاد عندما طُرحت مواقد الغاز لأول مرة كبديل لمواقد الفحم الخشبي.

ويعرب واضعو السياسات عن دعمهم للتكنولوجيا الجديدة باعتبارها فرصة لحماية المناظر الطبيعية الحرجية وتعزيز سبل العيش المحلية في الوقت ذاته. وعلى إثر حظر فُرض على قطع الأشجار لأغراض إنتاج الخشب، تواصلت مجموعة من النساء مع السيد Edward Ndanbbon Taalak، منسق منطقة نابدام (Nabdam) لدى المنظمة الوطنية لإدارة الكوارث في غانا في المنطقة الشرقية العليا، وتساءلن عمّا يُمكن لهن استخدامه لطهي الطعام لأسرهن.

ويوضّح السيد Taalak قائلًا "لم يكن لدي جواب. ولكني أعرف الجواب الآن. وسأخبرهن عندما أعود بأنه "بإمكانكن مواصلة إنتاج الفحم لرعاية أسركن. ولكنكن، هذه المرة، ستنتجن الفحم من العشب الذي هو أكثر وفرة هنا من الأشجار". 

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: مرفق الغابات والمزارع التابع لمنظمة الأغذية والزراعة

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والغابات