Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الأسر المشردة داخليًا في موزامبيق تلقى حفاوة الاستقبال وفرصةً جديدةً في مجال الزراعة


مع استمرار أعمال العنف في كابو ديلغادو، فر كثيرون من ديارهم تاركين كل شيء خلفهم

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
12/05/2021

في أغسطس/آب 2020، بعد أن أُحرق بيتهم على يد متمردين، لم يعد أمام Abdul Selemane وزوجته وطفليه ووالدته خيار آخر سوى الفرار من مسقط رأسه في موسيمبوا دا برايا، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالصراع الدائر في محافظة كابو ديلغادو شمال موزامبيق.

وإذ هجر Abdul وعائلته مزرعةً مليئة بالمحاصيل، وجدوا مأوى لهم في موقع ماروبا لإعادة توطين المشردين داخليًا ضمن منطقة ميتوغي. وقد استقبل المجتمع المحلي Abdul وعائلته بالترحاب، حتى أنهم وفروا لهم الغذاء وبعض الأراضي للزراعة.

وشرح لنا السيّد Makupe Bahetwe أحد زعماء المجتمع المحلي في حي نتوكوتا في ميتوغي الوضع قائلا: "نرحب بهؤلاء الأشخاص بيننا لأنهم بشر مثلنا. لقد استقبلناهم بكل سرور ونحن نتقاسم منطقتنا وإياهم حتى يتسنى لهم أيضًا أن يمارسوا الزراعة بما أننا مجتمع زراعي". وMakupe مسؤول عن إدماج المشردين داخليًا الوافدين حديثًا من المناطق المتأثرة بالصراع في مجتمعه.

وقد برهنت المجتمعات في المناطق المأمونة من كابو ديلغادو وكذلك في المحافظات المجاورة، عن تضامن وكرم يفوقان التصور إزاء المشردين الهاربين من الأزمة. ويقيم عدد كبير من الأشخاص الذين لاذوا بالفرار لدى أقرباء وأصدقاء لهم في المجتمعات المضيفة. غير أن هذه الحالة تفرض ضغطًا هائلًا على الموارد الضئيلة أصلًا لدى هذه المناطق ولدى الأسر المضيفة.

وقد أودى العنف المستمر منذ عام 2017 إلى تدهور الوضع في كابو ديلغادو، ما أدى إلى إزهاق أرواح العديدين وتعطيل سبل معيشة أكثر من نصف مليون شخص اضطروا إلى هجر كل ممتلكاتهم تقريبًا، بما في ذلك المحاصيل والمواشي.

ويجد المشردون مأوى لهم في مواقع إعادة التوطين أو لدى أسر مضيفة في العديد من المقاطعات في جنوب المحافظة، وكذلك في عاصمتها بيمبا.

وبالإضافة إلى دعم الأسر المتأثرة مباشرة بالعنف، تساعد المنظمة المجتمعات المحلية المضيفة من أجل تخفيف الضغط على مواردها وإمداداتها الغذائية.

ففي الفترة الممتدة بين ديسمبر/كانون الأول 2020 ويناير/كانون الثاني 2021 بلغت المنظمة أكثر من 14 ألف أسرة فقدمت إلى كل منها بطاقات إلكترونية تتيح لها الحصول على المدخلات الزراعية، مثل الحبوب وبذور الخضار والأدوات الزراعية، ضامنة قدرة المتضررين على إنتاج غذائهم بأنفسهم، وبالتالي الحد من اعتمادهم على المساعدات. وإن برنامج المنظمة هذا الخاص بحالات الطوارئ ممول من قبل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ ومن حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية.

ومثل سائر أفراد المجتمع الذين يدعمون الأسر المشردة، تلقى Makupe بطاقة إلكترونية من خلال هذا البرنامج. وبواسطة البطاقة اشترى حبوب الفاصولياء والفول السوداني والذرة والسمسم، بالإضافة إلى أدوات زراعية للمساعدة في إعالة أسرته المكونة من تسعة أشخاص.

ويأمل Makupe مع زوجته التمكّن من استخدام مزرعتهما لتحسين تغذية أسرته وبيع المحاصيل النقدية، مثل السمسم، من أجل شراء احتياجات أخرى للأسرة.

استمرار الأزمة

يشهد العنف في هذا الإقليم تصاعدًا منذ يناير/كانون الثاني حيث أفادت تقارير عن توسع جغرافي للهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة وتفاقم حدتها.

وقد أصبحت محافظة كابو ديلغادو الآن تضم أكبر عدد من السكان الذين يعانون أزمات ومستويات من انعدام الأمن الغذائي ترقى إلى مستوى الطوارئ. وتشير التقديرات إلى أن عدد العائلات التي تعاني مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد (ما يعادل المرحلة 3 في النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي) سيرتفع من 0.58 مليون
في ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى 0.77 مليون في الفترة بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول 2021.

وهناك أيضا آثار خطيرة على سبل المعيشة وفرص الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية.

وإذ تدرك المنظمة تفاقم انعدام الأمن الغذائي ومستويات سوء التغذية، فهي تقوم بتكثيف دعمها للمشردين من أجل استعادة سبل معيشتهم، فضلًا عن دعم المجتمعات المحلية المضيفة التي تتضاءل مواردها أكثر فأكثر.

استعادة سبل المعيشة لا تزال من الأولويات

وفقًا لما ذكره مدير الأنشطة الاقتصادية على مستوى المحافظات السيد Haggai Mário، فإن استعادة سبل المعيشة
لا تزال من الأولويات حيث أن 86 في المائة من السكان يعتمدون على الزراعة.

ويقول في هذا الصدد: "إن أعمال العنف الجارية الآن تمارس تأثيرًا سلبيًا على أداء قطاعات مختلفة من الاقتصاد
وعلى الزراعة بشكل خاص، علمًا أن الزراعة بمثابة نشاط يمارسه معظم السكان الذين أصبحوا الآن عرضةً للجوع."

وتشير تقديرات السلطات المحلية في كابو ديلغادو إلى أن الصراع أسفر عن انخفاض بنسبة 30 في المائة في الإنتاج مقارنة بالموسم الزراعي السابق.

وتقوم المنظمة حاليًا بتنفيذ مشاريع في تسع مقاطعات تستضيف أسرًا مشردة، أربع في كابو ديلغادو وثلاث في محافظة نامبولا، بغية المساعدة في استعادة سبل معيشة السكان المتضررين.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: موزامبيق

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في حالات الطوارئ [باللغة الإنكليزية]