Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الحفاظ على أصالة الجبل الأسود


سكان الجبال يجنون فوائد السياحة الزراعية وتقاليد الطهي

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تعد المناظر الطبيعية والتقاليد في الجبل الأسود كنزاً ثميناً لسكان الجبال وفرصة لتعزيز سبل عيشهم من خلال السياحة الزراعية

10/12/2019

تعيش دانكا سيكولاراك من شمال الجبل الأسود حياة تتسم بالاكتفاء الذاتي، حيث يعمل منزلها بالطاقة الشمسية، وتستجر المياه من جدول قريب، وتأكل طعاماً محلياً.

ويعبق محيط منزلها المتربع بين التلال الجبلية في متنزه بيوجرادسكا غورا الوطني، مع غابات الصنوبر المترامية الأطراف والمروج الشاسعة والأنهار العذبة والبحيرات الجليدية، بنسمات عالم نقي لم يمسسه أحد.

لكن الحياة قد تصبح صعبة هنا.

فقد اعتاد المزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة مثل دانكا الاعتماد بشكل كبير على الزراعة، لدرجة أن موسم حصاد سيء للتوت البري أو العسل قد يكون كافياً لتعريض سبل عيشهم للخطر. كانت الفرص نادرة، فانتقل الشباب، أو تم إغرائهم بالانتقال، إلى أماكن أخرى.

ولكن بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بدأت الفرص بالظهور مجدداً.

ويجني الآن نحو 100 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في القرى الجبلية الواقعة شمال الجبل الأسود فوائد السياحة الزراعية و/أو يحصلون على التقدير لحفاظهم على تقاليد الطهي التي تعود لقرون بعيدة، ونمط الحياة التي تخلى عنه الكثيرون منذ مدة طويلة، أو بات يتلاشى ببطء في مناطق أخرى.

إلى اليسار: مايا كلجيتش، إحدى المزارعات المستفيدات من مبادرة السياحة الزراعية، تعد الطعام لضيوفها. إلى اليمين: يتذوق السياح الجبن المحلي واللحوم المجففة والخبز المعد منزلياً والبراندي

تستضيف دانكا البالغة من العمر 30 عاماً السياح، القادم معظمهم من أجزاء أخرى من أوروبا، في "الكاتون"، وهو كوخ خشبي يعود لقرون بعيدة استخدم في الماضي من قبل الرعاة الرحل، وتقدم لهم نشاطات تشمل المشي لمسافات طويلة مع المرشدين وركوب الخيل ودروساً في صناعة الجبن، وتسحرهم بالطعام العضوي الطازج.

تقول دانكا: "لدينا طعام عضوي، كل طعامنا عضوي. لدينا التوت البري والفطر، لدينا كل شيء في الحقيقة. نحن لا نشتري أي شيء من السوق. وهذا أفضل لأننا نصنع الطعام بأيدينا ونعرف كيف نحضره. إنه لذيذ جداً للسياح".

وتضيف قائلة: "هذه هي السنة الأولى من الموسم السياحي، وهو موسم جيد للغاية. جاء الكثير من الضيوف في شهر يوليو/تموزٍ بالكامل بالضيوف. لم أكن أتوقع ذلك العدد... تغيرت حياتي كثيراً. ربما يجب أن أعمل أكثر وبجهد أكبر، لكنني سعيدة لأنني ألتقي أشخاصاً مختلفين وأتمكن من كسب المال".

عمل موظفو المشروع المشترك بين الفاو والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مع الوزارات والمنظمات غير الحكومية والوكالات السياحية والفنادق والمطاعم في منطقة دانكا والبلديات المجاورة للترويج للسياحة الزراعية والأطعمة المحلية عالية الجودة.

ومن خلال المشروع، تم الربط بين المزارعين وأصحاب المطاعم والفنادق، وتدريب المزارعين والطهاة على كيفية تخزين المنتجات المحلية وطهيها لتعزيز جودتها الفريدة من نوعها والامتثال لمتطلبات سلامة الأغذية، كل ذلك بهدف تشجيع السكان المحليين على إحياء تقاليدهم وزيادة مدخولهم في آن معاً.

يعد الجبن متدرج الطبقات واحداً من أحدث الأطعمة التي حصلت مؤخراً على التوسيم الجغرافي للأغذية في شمال الجبل الأسود

وفي هذا السياق، قالت بلانا بيجوفيتش، مالكة أحد المطاعم في المنطقة: "يدعم تقديم الأطباق التقليدية المزارعين بشكل مباشر. تأتي البطاطس ولحم العجل والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان المستخدمة لدينا من المزارعين المحليين".

ويتكون الغداء المعتاد في مطعمها "سردار" القريب من قرية مويكوفاتش من الجبن الكريمي الطازج وحساء الفطر القشدي المقدم مع البطاطس والجبن. وعند المدخل، يبيع المطعم أيضاً عصير التوت البري والعسل ومنتجات محلية أخرى متنوعة للزائرين.

وفي أماكن أخرى في شمال الجبل الأسود، ساعدت الفاو والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بتمويل من لوكسمبورغ، المزارعين في الحصول على اعتراف دولي من خلال توسيم الأغذية المسجلة وفق العلامة الجغرافية لبعض الأغذية الموجودة لديهم، بفضل جودتها العالية وعملية الإنتاج الفريدة من نوعها.

وتم توسيم لحم البقر المجفف ولحم الغنم المجفف والمدخن في الجبل الأسود في عام 2018.

بأخذ الاستلهام من المشروع، تم توسيم خمسة منتجات إضافية، بما في ذلك الجبن متعدد الطبقات، والذي يتم إنتاجه بشكل رئيسي من قبل النساء.

وللحصول على توسيم العلامة الجغرافية، عمل موظفو المشروع مع المزارعين ومنتجي الأغذية والسلطات المحلية لمساعدتهم على تحديث معايير سلامة وجودة منتجاتهم الغذائية. وشمل ذلك مساعدة المنتجين والاتفاق معهم على تطوير قواعد الممارسات التي يجب عليهم احترامها لبيع منتجاتهم وفق معايير توسيم العلامة الجغرافية. على سبيل المثال، يجب أن يأتي الطعام من المناطق المحددة، ويجب الالتزام بمعايير الجودة والنظافة العالية. كما دعم المشروع الحوار السياساتي، وتطوير المعايير المناسبة لسلامة الأغذية في قطاع اللحوم على المستوى الوطني، وتعزيز وعي المنتجين والمستهلكين بالمعايير الجديدة.

روابط تتعلق بالموضوع

فعلى سبيل المثال، يجب تحضير لحوم البقر المجففة المسجلة وفق توسيم العلامة الجغرافية من أفضل أنواع اللحم البقري الطازج التي يتم تغذيتها في الغالب على الحشائش، والمملحة بملح البحر، والمدخنة باستخدام خشب الزان، والمجففة في الهواء الجبلي الطلق، ما يعطي اللحم لونه الأرجواني الداكن وقوامه وملمسه المميز ويمنع وجود أي طعم مر.

وقال منتج اللحوم ألمير الدروفيتش: "لقد عملت في إنتاج اللحوم، مثل لحوم الأبقار والأغنام، منذ سن مبكرة لأن أسلافي وجدي وجدتي فعلوا ذلك أيضاً".

وأضاف: "إننا متحمسون للغاية لتلقي شهادة توسيم الأغذية بالعلامة الجغرافية لأن ذلك سيتيح لنا فرصاً جديدة، ويفتح أمامنا أسواقاً وشركات جديدة".

ومن خلال دعم التقاليد المحلية لبناء سبل عيش أفضل وتمكين المجتمعات، تعمل الفاو وشركاؤها من أجل عالم خالٍ من الفقر والجوع.

اكتشف المزيد

موقع الكتروني: اليوم العالمي للجبال

موقع الكتروني: مركز المنظمة للاستثمار 

صور: ألبوم فليكر حول مبادرة الفاو-البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في الجبل الأسود.

موقع الكتروني: الفاو – شراكات الجبال