Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

المزارع النموذجي يقود تغييرا يتجاوز مجرد الزراعة


تحدّي المعايير الجنسانية من خلال توفير تكافؤ الفرص للرجال كما للنساء

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

كاليستا ماغارامينغا مزارعة رائدة في برنامج سبل العيش والأمن الغذائي التابع للمنظمة، في زمبابوي، تقوم بتعليم المزارعين الآخرين للاستفادة من الزراعة المحافظة على الموارد. ©الفاو

19/02/2019

تعرضُ كاليستا ماغارامينغا للزائرين قسماً من مزرعتها التي تبلغ مساحتها نصف هكتار وبيدها دفتر صغير يتضمّن تفاصيل كيفية زراعتها الأغذية.

في مزرعتها، نباتات الذرة العالية القامة بأوراق خضراء وفواكه كبيرة تكاد تكون جاهزة للحصاد. وتشير كاليستا إلى أحد أقسام المزرعة قائلةً: "الذرة الصفراء 633". "أُعدّت الأرض بمحراث صغير، وزُرعت في 20 كانون الأول/ديسمبر باستخدام سماد عضوي؛ ونُشرت الأسمدة في 3 كانون الثاني/يناير ثمّ في 20 كانون الثاني/يناير".

تساعد كاليستا، التي تم توظيفها للعمل كمزارعة رئيسية متطوعة"، في تدريب الآخرين في قريتها، موزينج، في مقاطعة مانيكالاند في زيمبابوي. ولديها عدد من المواقع التوضيحية للذرة والذرة الرفيعة واللفول السوداني حيث تختبر أساليب الزراعة الجديدة. ويأتي المزارعون المحليون للتعلم من عملها.

تعدّ كاليستا أحد مزارعي الحيازات الصغيرة العدّة الذين يتلقون تدريباتهم من برنامج سبل العيش والأمن الغذائي في زيمبابوي، التابع لمنظمة الأغذية والزراعة وتُنفّذه مجموعة من الشركاء. ومن الجهات الشريكة المنفذة في مقاطعة مانيكالاند في زمبابويفي، الإجراءات العملية، المعهد الدولي لتكنولوجيا الزراعة المستدامة وبحوث المحاصيل في المناطق شبه القاحلة. وتم تصميم المبادرة ليس فقط لمساعدة الأُسَر الزراعية على تحسين إنتاجها الزراعي، لكن أيضا لتحسين نظمها الغذائية والحدّ من سوء التغذية، وخاصة في الأسر التي لديها أطفال صغار.

وبصفتها أُماًّ وحيدة، اعتادت كاليستا على مواجهة التمييز وعيش حياة من الفقر، تكافح لدعم وإطعام أسرتها الكبيرة. ولئن كان لديها طفل واحد، فهي تعيل أربعة بنات وأبناء أخواتها الأيتام منذ أن توفي أخوها وأختها. كما أنها تعول والدها كليفر والذي يبلغ من العمر 78 عاماً.

من شأن الأدوات المحسنة والزراعة المحافظة على الموارد المساعدة على ربح المزارعين، مثل كاليستا، للوقت والطاقة، وعلى تحسين الإنتاجية. ©الفاو

لقد غيَّر دورها "كمزارعة رائدة" وضع كاليستا في المجتمع، إذ أصبحت تحظى باحترام أقرانها. ويقول كليفر إن قدرات ابنته في الزراعة غيرت نظرة الناس إليها: ويضيف قائلاً "يحترمها المزارعون الآخرون لأنهم يتعلّمون الكثير منها". "يأتي رجال ونساء ويتعلمون منها. يعتبرها الخبراء من أفضل المزارعين هنا ويعترفون بعملها الشاقّ. أنا فخور حقا بما تقوم به".

تذكر كاليستا اثنين فقط من الأشياء التي تحدث فرقا كبيرا بالنسبة لها الآن: الأولى هي استخدام محراث يجرّه ثور.وقد قام البرنامج بتدريب المزارعين على الاستفادة من هذه الأداة الجديدة: "فباستخدامك هذا المحراث، تقضي وقتًا أقل في الحرث، وهو أفضل للتربة. عندما كنّا نستخدم المحراث القديم كان هناك الكثير من تآكل التربة. والآن قلّ ذلك،" تقول كاليستا.

أما التحسين الرئيسي الآخر فهو استخدام "الزراعة الحافظة على الموارد". والزراعة الحافظة على الموارد هي نهج يقلل من اضطراب التربة من أجل الحدّ من التآكل، والتقليل من فقدان الرطوبة والحفاظ على المغذيات. كما توفر من المجهود، وهو عامل مهمّ لأم وحيدة مثل كاليستا. بدلاً من الاضطرار إلى إزالة الأعشاب بمعدل 4-5 مرات في الموسم، تضع قشاًّ أساسًا لنباتات الذرة والذرة البيضاء، مماّ يقلل نمو الأعشاب ويحتفظ بالرطوبة. وهي ممتنة لهذه التقنية التي تقلّل الكثير من العمل الشاقّ: " كنت سأبدو أكبر سناًّ لو أنني اضطررت إلى التخلّص من كل هذه الأعشاب الضارة!» تضيف ضاحكة.

منذ أن بدأت ممارسات الحفاظ قبل عامين، شهدت فرقا كبيرا في إنتاج الذرة. كانت تحصّل طناً من الذرة، لكنها الآن تحصل على 2,5 طن من نصف الهكتار نفسه.

كان على كاليستا التعود على هذا الدور الجديد كمزارعة رائدة. فهي لم تكن معتادة على أن تكون جزءا من المجتمع وأن تتحدث إلى الكثير من الناس، لكن الآن تعليم الآخرين جعلها أكثر ثقة. ©الفاو

"في الموسم الماضي، رغم هطول كميات أقل من الأمطار، تمكّنت من حصاد ما يكفي لإطعام أسرتي الكبيرة وبيع بعض المحاصيل لإرسال الأطفال إلى المدرسة. ونفد الحبوب لدى معظم القرويين، لكن ما زال لدي ما يكفي من الحبوب حتى يصل موسم الحصاد."

في العديد من المجتمعات، عندما يُوفّر تدريب، عادة ما يكون الرجال هم الذين يحظون بفرصة الاستفادة، رغم كون المرأة هي التي تقوم بمعظم العمل في الحقول. ويتم تجاهل النساء الوحيدات على وجه الخصوص، وبشكل واضح. لكن البرنامج يضمن حصول المرأة على المهارات والتدريب اللازمين، وهو ما يغير ديناميكية النوع الاجتماعي على أرض الواقع.

يهدف البرنامج، بتمويل من وزارة التنمية الدولية البريطانية، إلى زيادة الإنتاجية الزراعية والدخل، وتحسين الأمن الغذائي والتغذوي، والحدّ من الفقر في المناطق الريفية في زمبابوي. كما أنه يتحدى المعايير الجنسانية من خلال توفير فرص متكافئة لكل من الرجال والنساء للحصول على التدريب والموارد الأخرى.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على المزيد من المعلومات:

• الموقع على الإنترنت: منظمة الأغذية والزراعة في زمبابوي

• الموقع على الإنترنت: الموجز القطري لمنظمة الأغذية والزراعة: زمبابوي

• شريط فيديو: برنامج زمبابوي لكسب العيش والأمن الغذائي