Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تحديث تدابير سلامة الأغذية مع الحفاظ في الوقت ذاته على التقاليد في صربيا


منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير يساعدان في تحديث تدابير سلامة الأغذية بالنسبة إلى منتجات الطهي التقليدية الخاصة بأصحاب الحيازات الصغيرة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في العديد من القرى الصربية، تعتبر تقاليد الطهي العريقة للمنطقة، مثل معجون الفلفل الأحمر - الأجفار - والنقانق الحارة، مصدر فخر ودخل للسكان. ©SEEDEV/Branko Radulović

10/01/2023

يتبع السيد Miloš Pajić وصفة يتجاوز عمرها 250 عامًا لصنع النقانق المدخنة المحلية الحارة التي تشتهر بها قرية باتسكي بيتروفاتش (Backi Petrovac) الواقعة في منطقة فويفودينا (Vojvodina) في شمال صربيا. وهو يتبع أيضًا اللوائح التنظيمية الجديدة لسلامة الأغذية التي وضعتها الحكومة بدعم من منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، والتي تهدف إلى تحديث فن الطهي العريق بالاستعانة بالدراية الحديثة في مجال سلامة الأغذية وتعزيز القدرة التنافسية لصغار المنتجين في البلاد.

ويوضح السيد Miloš أنه من غير المجدي تقليل التكاليف. "قد يكون من الأسهل القيام بالأمور بشكل مختلف، ولكني بهذه الطريقة أستطيع النوم قرير العين."

وفي هذه القرية وقرى أخرى كثيرة مماثلة، تُعدّ تقاليد الطهي العريقة للمنطقة مصدر فخر ودخل للسكان، حيث تتوارث الأجيال التراث الغذائي الغني لصربيا. ويقول السيد Miloš "أعمل مع أبنائي لإبقائهم على اطّلاع دائم على تدابير السلامة والنظافة الصحية في جميع المراحل، من المواد الخام إلى المنتج النهائي".

ولا تنطبق القواعد الجديدة على منتجات اللحوم فقط. إذ يجري تطبيقها أيضًا على آلاف المشاريع الأسرية الصغيرة في مختلف أنحاء البلاد، سواء أكانت تصنع المربى أم العصائر أم الفواكه المجففة أم الملفوف المخلّل أم الأجفار "Ajvar" (معجون الفلفل الأحمر التقليدي).

العودة إلى التقاليد

منذ حوالي ثلاث سنوات، أنهى السيد Stevan Petrović مسيرته المهنية كمحام وقرّر العودة إلى المشروع الأسري لإنتاج الأجفار. وتعدّ الأجفار أحد المنتجات الغذائية المفضلة في منطقة البلقان، وهي تحظى بشعبية كبيرة في جنوب صربيا على وجه الخصوص، وتعتبر منطقة ليسكوفاك (Leskovac) موطنًا لنوع من الأجفار يحمل تسمية محمية منشأ المنتج.

ويقول إنه لم يكن من السهل إقناع والديه بأنه اختار المسار الصحيح، غير أنه بعد ازدياد إنتاجه ووصول جهوده التسويقية إلى أجزاء كثيرة من صربيا، بات والداه على استعداد تام لمساعدته على التوسع بشكل أكبر.

ويقول السيد Stevan "من الصعب أن تكون منتجًا للأغذية، غير أن تزويد عملائنا بمنتج صحي وآمن وممتثل للوائح التنظيمية يعتبر أمرًا مجزيًا بشكل أكبر في الزمن الذي نعيش فيه".

ساعدت المنظمة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الحكومة الصربية على تطبيق لوائح تنظيمية جديدة لسلامة الأغذية تم تصميمها خصيصًا لصغار المنتجين. ©SEEDEV/Branko Radulović

ملائمة لأصحاب المشاريع الصغيرة

تسمح تدابير سلامة الأغذية التي تدعمها المنظمة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، سواء تلك الأساسية أو المصممة خصيصًا لمثل هذه المشاريع الأسرية الصغيرة، بالحفاظ على تنوع المنتجات الغذائية عالية الجودة والتراث الثقافي وسبل عيش أصحاب الحيازات الصغيرة بموازاة ضمان استيفاء معايير السلامة والنظافة الصحية.

ويقول السيد Nemanja Grgić، المدير الرئيسي لشعبة الخدمات الاستشارية للأعمال التجارية الزراعية في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، "لقد دعمت شراكتنا القائمة بين البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومنظمة الأغذية والزراعة الحكومة الصربية في هذه الجهود الساعية إلى تحسين إنتاج اللحوم والألبان والأغذية النباتية وقطاعات التجهيز الصغيرة النطاق في البلاد، كما كفلت في الوقت ذاته حصول المشغلين الأصغر على فرصة للاستمرار في مشاريعهم والتمتع بقدرة تنافسية".

وأدى التعاون إلى وضع مجموعة من الخطوط التوجيهية والمواد الترويجية لمساعدة المنتجين الصرب على فهم اللوائح الداخلية الجديدة لسلامة الأغذية والامتثال لها، وإلى وضع برنامج تدريبي يتضمن دروسًا عن طريق الفيديو.

ويكتسي ذلك أهمية أيضًا بالنسبة إلى صربيا حيث سيتم تيسير انضمام البلاد المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق ضمان توافق معاييرها تمامًا مع معايير الاتحاد الأوروبي.

صارمة ولكن داعمة

في الوقت الذي تصمّم فيه قواعد سلامة الأغذية الجديدة لتلبية احتياجات صغار المنتجين، فإن التدريب يوضّح أنه لا مجال للمساومة في ما يتعلق بمسألة النظافة الصحية.

وتشرح السيدة Tamara Bosković، رئيسة قسم الصحة البيطرية العامة في صربيا، "تُتيح هذه اللوائح التنظيمية الفرص للعديد من صغار المنتجين لتنويع أسواقهم ومبيعاتهم، وذلك بفضل متطلبات سلامة الأغذية التي تأخذ بعين الاعتبار الحجم والمخاطر في مجال سلامة الأغذية. ويمكن حتى للمنتجين في المناطق الجبلية، حيث تعتبر البنى التحتية محدودة، أن يواصلوا الإنتاج بالطريقة التقليدية عن طريق الاستثناءات من القواعد السارية، وأن يواصلوا في الوقت نفسه ضمان سلامة الأغذية".

تضمن هذه اللوائح التنظيمية الجديدة لسلامة الأغذية إتاحة الفرصة لصغار منتجي الأغذية للاستمرار في مشاريعهم والتمتع بقدرة تنافسية في السوق الوطنية بموازاة تحديث فن الطهي العريق من خلال الدراية الحديثة في مجال سلامة الأغذية. ©SEEDEV/Branko Radulović

ختم الموافقة الصربي

ساهمت المبادرة أيضًا في وضع علامة الجودة الصربية التي تُصادق على منشأ المنتجات وجودتها. وتخلص السيدة Lisa Paglietti، خبيرة اقتصادية في المنظمة، إلى أنه بالنسبة إلى منتجي اللحوم في صربيا مثل السيد Miloš، فإن "الامتثال لمعايير سلامة الأغذية وجودتها المعمول بها يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لأنها تتيح إمكانية الوصول إلى الأسواق، ويمكنها بالتالي زيادة الفرص في أسواق التصدير ورفع العائدات الاقتصادية في هذا القطاع".

وبالنسبة إلى المستهلكين في صربيا وخارجها، فإن اللوائح التنظيمية الجديدة التي تدعمها المنظمة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير تطمئنهم بأن المنتجات التي يشترونها يجري إعدادها بما يتماشى مع تقاليد الطهي العريقة في البلاد مع الاستفادة أيضًا من معايير الصحة والسلامة الحديثة.

والجدير بالذكر أن منظمة الأغذية والزراعة هي وكالة الأمم المتحدة المتخصصة الوحيدة التي تشرف على جميع جوانب سلسلة القيمة الغذائية. وتعتبر هذه المبادرة مثالًا آخر على الدور الذي تؤديه المنظمة، جنبًا إلى جنب مع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وشركاء آخرين، في حماية الأمن الغذائي للسكان وصحتهم وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال تحسين سبل العيش.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات:

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: صربيا

الموقع الإلكتروني: مركز الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وسلامة الأغذية وجودتها

الموقع الإلكتروني: البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومنظمة الأغذية والزراعة يواصلان الارتقاء بمعايير سلامة الأغذية في صربيا مع الحفاظ في الوقت ذاته على التقاليد