Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

المزارعون الفقراء في كينيا يحصلون على المزيد من الدعم في السوق


زيادة دخل وانتاج المزارعين في كينيا بفضل مجموعات المزارعين والتسويق الجماعي

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

مزارعون يحصدون الذرة الرفيعة في مقاطعة ثاراكا نيثي. ©FAO/Tian Cai

15/05/2018

يعمل المزيد من المزارعين في بعض أكثر المناطق فقراً جنوب ووسط كينيا في أراضيهم ويبيعون منتجاتهم في مجموعات بموجب اتفاقيات يعقدونها مع المشترين.

وتمنح هذه الطريقة المزارعين الفقراء المزيد من فرص التفاوض والقوة في السوق وتساعدهم على تخطيط نوع وكمية محاصيلهم الزراعية بشكل أفضل. كما تمكنهم من الحصول على فكرة واضحة حول سعر منتجاتهم وأفضل وقت لبيعها.

ومنذ 2015، قام حوالي 15,000 مزارع بتوحيد جهودهم لتشكيل مجموعات وممارسة التسويق الجماعي. تضم كل مجموعة ما بين 15 و30 مزارعاً، وتشكل مجموعات قليلة من المزارعين منظمة مجتمعية تسجل في العادة لدى حكومة المقاطعة.

زيادة انتاج الذرة بمقدار عشرة أضعاف

يقول بوريتي جاتيريا نيرو، رئيس إحدى مجموعات المزارعين في مقاطعة ثاراكا نيثي: "لقد اجتمعنا معاً لنتمكن من مواجهة الصعوبات والتحديات. أدركنا أننا لم نكن نجني أي ربح من عملنا في الزراعة. لقد تعلمنا هذه الطريقة الجديدة في الزراعة من خلال المشروع ونحن الآن نتوسع في الزراعة من هكتار إلى أربعة هكتارات، وهناك آخرون يتوسعون بمقدار عشرين هكتاراً".

أحد المزارعين يختبر مستوى رطوبة الحبوب للتأكد من أن المحصول مطابق للمواصفات والمعايير (اليسار). المزارعون يستخدمون الري بالرش لإنتاج محصول أفضل (اليمين). ©FAO/Tian Cai

يزرع المزارعون بالأساس محصول الذرة الرفيعة بالإضافة إلى الفاصولياء والماش (اللوبيا الشعاعية) والفواكه.

وقبل انطلاق المشروع، كان المزارعون في مجموعة بوريتي يحصدون 100 كيلو غرام من الذرة الرفيعة في الهكتار الواحد. والآن هم يزرعون أكثر من طن من الذرة الرفيعة في الهكتار الواحد أي أكثر بمقدار عشرة أضعاف.

وارتفع سعر الذرة الرفيعة أيضاً من 25 شيلينغ كيني للكيلوغرام الواحد إلى ما بين 32 و38 شيلينغ.

مهارات وطرق جديدة للزراعة

وفي إطار هذه العملية التي تدعمها الفاو تم تدريب المزارعين على الزراعة الحافظة للموارد، وطريقة تقليل تكاليف الانتاج وخسائر ما بعد الحصاد، وطريقة ضمان جودة المحصول الناتج ومطابقته للمواصفات، مثلاً من خلال قياس مستويات رطوبة الحبوب، وطريقة حسن اختيار وتغليف المحصول الناتج.

ومن خلال جماعات المزارعين والمنظمات المجتمعية، يمكن للمزارعين الحصول على القروض لشراء البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية بأقل التكاليف بالإضافة إلى استئجار المعدات مثل آلات الزراعة المعروفة باسم "الغراسات المباشرة" التي تساعد على تسهيل وتسريع عملية الزراعة.

تقوم الآلات بفلاحة الأرض (تجهيزها) وزراعة وتسميد التربة في وقت واحد. والهدف هنا هو تقليل الحرث (لتقليل اضطراب التربة)، وهو أحد المبادئ الثلاثة للزراعة الحافظة للموارد.

مزارعون يستخدمون ماكنات درس محصول الذرة الرفيعة. © ©FAO/Tian Cai

النتائج

تم انتاج المزيد من المحاصيل وبجودة أفضل وحصل المزارعون على دخل ثابت ومرتفع.

ومع توفر المزيد من المال، يمكن للمزارعين إرسال أطفالهم إلى المدارس وتحسين ظروف معيشتهم واستثمار المزيد من المال في مزارعهم.

يقول جون كيروجي، وهو أحد المزارعين في مجموعة بوريتي، وهو يقف في حقل كبير من الذرة الرفيعة: "تمكنا من فتح حساب مصرفي [بعد الانضمام إلى المجموعة] وبدأنا في الادخار. يوجد لدينا بعض المدخرات الآن. اشترينا دراجة نارية [لنقل المنتجات إلى مركز التجميع] وأشياء أخرى. يمكننا حتى منح قروض للمزارعين الآخرين".

زراعة المزيد من الذرة الرفيعة - المحصول الجديد الذي يحبه المزارعون في كينيا  

لم يقتصر التغيير على طريقة عمل المزارعين في أراضيهم فقط، بل شمل نوعية المحاصيل التي يزرعونها.

نتيجة موجات الجفاف المتكررة، بدأ المزيد من المزارعين في كينيا بالانتقال من زراعة الذرة إلى الذرة الرفيعة، وهي نوع من الحبوب يتحمل الجفاف وقوي ويزرع بسهولة.

روابط تتعلق بالموضوع

ترجع أصول الذرة الرفيعة إلى شرق أفريقيا، ولذلك فإن المزارعين في كينيا يعودون إلى زراعة محصول يتكيف بشكل أفضل وكان شائعاً منذ فترة طويلة قبل إدخال الذرة التي يعود أصلها إلى أمريكا الوسطى.

يزرع المزارعون النباتات المتنوّعة المزايا والخصائص لتناول حبوبها ذات القيمة الغذائية العالية. ويستخدمون الحبوب أيضاً لإطعام الماشية وإنتاج الإيثانول، ويستخدمون السيقان لمواد البناء والأوراق لعلف الحيوانات.

ويمكن أن يصل ارتفاع هذا النبات المزهر إلى أربعة أمتار وتتوفر حبوبه بألوان مختلفة، كالأبيض والبني الغامق والأحمر الفاتح والأسود. وتبدو أزهاره من بعيد مثل عناقيد عنب مقلوبة رأساً على عقب.

ما هي الخطوة القادمة؟

تهدف الفاو في 2018 إلى تدريب أكثر من 100,000 أسرة زراعية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وتعريفهم على مزايا العمل في مجموعات المزارعين وممارسة التسويق الجماعي.

وستتلقى أكثر من 60,000 عائلة أخرى الدعم لتعزيز وصولها إلى الاسواق.

تعيش هذه الأسر في مناطق تضم أعلى معدلات الفقر في البلاد - أكثر من 75 بالمائة مقارنة بالمتوسط الوطني البالغ 45 بالمائة - وما يزال موضوع الأمن الغذائي يشكل مصدر قلق رئيسي في هذه المناطق.

وعلى الرغم من ذلك فإن لدى هذه المناطق إمكانيات هائلة لدعم تقدم قطاع الزراعة في البلاد إذا ما توفرت لها الموارد الضرورية.

لمعرفة المزيد: