Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

مجموعة صيادي الأسماك في غواتيمالا ليسوا في حاجة للقوارب


مشروع لجمع مياه الأمطار في الممر الجاف للبلاد يضع الأسماك على الأطباق

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

من أصبعيات صغيرة تنمو أسماك البلطي الكبيرة، لتعطي الأسر أسماكا تأكلها وتبيعها في السوق. ©الفاو/روبي لوبيز

03/08/2018

تخيل أنك تعيش في واحدة من المناطق الأكثر جفافا على سطح هذا الكوكب، حيث يسقط ما يتوفر من المطر القليل على مدى بضعة أشهر، ويبلغ منسوبه حوالي 700 مم في العام. وعلى السكان الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون نسمة أن يعيشوا على 65 في المائة من المياه أقل من باقي مواطنيهم، ونظام غذائي تقليدي من الذرة والفاصولياء.
ولكن يا الفرق الذي يحدثه نظام لجمع مياه الأمطار. فالآن يمكن للقروين في هذا الجزء الشرقي القاحل من غواتيمالا استزراع الأسماك والقواقع للأكل والبيع في الأسواق المحلية، وزيادة غلة حصادهم السنوي، بالإضافة إلى زراعة المزيد من الخضروات بالمقارنة مع ما كانوا يستطيعون زراعته في السابق.
قبل عام 2016، لم يكن لدى بلدية تشيكيمولا في الممر الجاف في غواتيمالا إمدادات مياه محلية: وكان أقرب مصدر للمياه ينبوع على جبل يبعد عدة كيلومترات عن القرى. وكان المزارعون المحليون يعانون من فشل موسم الحصاد ثلاث مرات في المتوسط في كل خمس سنوات. وبمعدل دخل يقل عن دولارين في اليوم، لم يكن لدى المجتمع المحلي المال اللازم لإنشاء نظام للري.
وبفضل منحة قدمتها الحكومة السويدية، غيّر مشروع مبتكر لمنظمة الفاو، بالتعاون مع وزارة الزراعة في غواتيمالا، كل شيء. وكانت الفكرة بسيطة: إنشاء خزانات لجمع مياه الأمطار القليلة التي تهطل خلال الفترتين من مايو/أيار إلى يوليو/تموز ومن سبتمبر/أيلول إلى أكتوبر/ تشرين الأول ومنعها من التبخر. وهذه ليست مهمة سهلة عندما يحتمل أن تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 42 درجة مئوية.
ويقول المزارع هيبوليتو غارسيا: "حتى السنة الماضية، عانينا من الجفاف. ولكن الآن ومع هذا الخزان والمياه التي يمكنني جمعها وحفظها، أحافظ على بستاني. إنها لفائدة عظيمة أن زرع هذه المحاصيل التي سنقوم الآن بقطفها. ولدينا بالفعل ميله لإنتاج الأغذية في موسم الجفاف."

إلى اليسار: يتم استخدام المياه التي يتم جمعها في الخزانات المجتمعية لري البساتين التي تديرها الأسر بشكل مشترك في المجتمع. ©الفاو/روبي لوبيز إلى اليمين: تزرع الأسر في الممر الجاف في غواتيمالا الأغذية خلال موسم الجفاف، وحتى أنها تنتج الأسماك والقواقع بفضل

ولكن إدخال الخزانات التي تحتوي على القواقع وأسماك البلطي، وهي من أسماك المياه العذبة التي يمكن أن تعيش في المياه الضحلة، هي التي أحدثت ثورة في الممر الجاف. ويقول أنطونيو ماركوس هيرنانديز: "لم نكن معتادين على تناول السمك أبدا"، ويوضح أن وجبة السمك تكلف من ناحية الوقت والمال. ويستلزم الأمر ركوب شاحنة لشخص ما لمدة ساعتين ذهابا وإيابا لشراء ما يكفي له ولزوجته وأطفاله وخلق ضائقة كبيرة في مالية الأسرة.
والآن لدى أنطونيو خزان أسماك خاص به، بناه من خليط من الأسمنت والرمل والشباك السلكية. ويقول أنطونيو مبتسما: "لقد أخذنا مؤخرا 10 أسماك من الخزان، وأعطيت سمكتين للصبي الذي ساعدني على إمساكها، وسمكتين لأمي، ونحن أكلنا الباقي، واحدة لكل فرد من أفراد أسرتي."
أكثر من 200 أسرة لديها خزاناتها الخاصة التي تربي فيها الأسماك والقواقع. وهناك أيضاً خزانات مجتمعية تبلغ سعتها 000 450 لتر، تستفيد منها أكثر من 000 1 أسرة.
تم بناء أحد هذه الخزانات المجتمعية من قبل 170 امرأة من قرية بلان إل خوكوتيه، بمن فيهن روزاورا دياز فيليبي البالغة من العمر 40 عاما. وهي تقول مشيرة إلى المنحدرات الشاهقة خارج القرية: "كان هذا الوادي فارغا. وبدعم من المشروع، قمنا ببناء الخزان بهدف تجميع المياه لري النباتات، وأدخلنا مؤخرا 300 إصبع من أسماك البلطي والقواقع كذلك في الخزان".
تم إنشاء خزان روزاورا باستخدام جدار بني من 400 1 من إطارات السيارات القديمة. وتقول روزاورا دياز فيليبي: "بالإضافة إلى الأسماك والقواقع، نريد أن نزرع الخضروات."
ومسؤولة الوزارة نيري كاريرا أكثر من معجبة بهذا الإنجاز. وهي تقول: "لقد تلقت هذه الأسر تدريبا ولديها الآن رؤية مختلفة. إنهم يعززون الزراعة الأسرية وينتجون أغذيتهم من خلال استخدام هذه التقنيات".

لقد أصبحت الأسماك المستزرعة محليا الآن جزءا منتظما من وجبات أسر تشيكيمولا. ©الفاو/كارلوس زبارولي

ويقول غوستافو غارسيا، أحد العاملين المحليين مع منظمة الفاو: "كانت الفكرة الأولية للمشروع هي تشجيع استهلاك الأسماك من قبل الأسر. ولكن الأسماك تعمل أيضا كجزء من ممارسة متكاملة لمكافحة الآفات، لأنها تستهلك يرقات البعوض والذباب".
لقد استغرق الأمر مجرد عام واحد لكي تجني هذه المجتمعات فوائد نظام تجميع مياه الأمطار. وتنتشر المعرفة بالمشروع وتتبنى المزيد من المجتمعات في المنطقة الخطة.
وفي الفترة ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 2017، جمع المخطط 9.1 مليون لتر من المياه - وهو ما يكفي، بمناسبة كأس العالم هذه السنة، لري مساحة من الأراضي تعادل مساحة ستة ملاعب كرة قدم. وتقول فيدالينا أوغوستين من مخطط بلان إل خوكوتيه: "نحن فقراء. وعندما تنمو النباتات، يمكننا بيع منتجاتها وأخذ المال إلى منزلنا وتقديم الطعام لأطفالنا."
ومن خلال الاستثمار في سبل عيش الناس، تعمل منظمة الفاو على تمكينهم من اتخاذ الإجراءات ومن أن يكونوا جزءا من الهدف العالمي لتحقيق القضاء على الجوع.

روابط تتعلق بالموضوع

لمعرفة المزيد

لاجئو غواتيمالا في المكسيك: أين هم الآن؟  
كل قطرة ماء لها وزنها  
أقفاص عائمة وكنوز مخبأة: التربية الذكية للأسماك في غينيا بيساو 
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تصدر تحذيرا من فيروس قاتل يصيب أسماك الب