Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

ريّ غير اعتيادي في غامبيا


تكنولوجيا مبتكرة تعمل بالطاقة الشمسية تؤمّن المياه للمجتمعات الريفية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

قامت منظمة الأغذية والزراعة، بمساعدة الاتحاد الأوروبي ومرفق البيئة العالمية، بإرساء نظم مائية تعمل بالطاقة الشمسية من أجل ريّ حدائق الخضروات في المجتمع المحلي وتوفير نقاط ترتوي من خلالها المواشي، مما يعزز الأمن الغذائي وسبل العيش لصالح المجتمعات الريفية في غامبيا. ©FAO/ David Kujabi

04/07/2022

في العديد من المناطق الريفية في غامبيا، تبدأ النساء المزارعات يومهن في أغلب الأحيان قبل الفجر بغية ضمان حصولهن على ما يكفي مياه من أجل ري حدائقهن وإعداد الطعام والتنظيف والاستحمام في المنزل.

وتقول Salla Bah، وهي من مزارعات الخضروات في إقليم النهر الأوسط في شمال غامبيا: "يستيقظ بعضنا باكرًا بين الساعة الثالثة والساعة الرابعة صباحًا فقط من أجل جلب المياه. وقد هاجمتنا الضباع ثلاث مرات. وكان علينا أن نتحمل كل هذه التحديات كي نتمكن من ري محاصيلنا وإيجاد الوقت من أجل القيام بالأعمال المنزلية".

وتعتمد Salla، حالها حال معظم سكان قريتها، على بئر من الآبار الثلاثة الموجودة في قريتها. ومهما وصل الشخص إلى البئر مبكرًا سيجد من سبقه، وإن وصل متأخرًا فقد يكلّفه ذلك صباحه بالكامل وأجر يومه. وتعدّ مزارع الخضروات مصدر دخل حيوي، تمكّن أفراد المجتمع المحلي من إعالة أسرهم من خلال تأمين الغذاء والدخل.

وقد أطلقت منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع وزارة الزراعة في غامبيا مبادرة في عام 2013 بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومرفق البيئة العالمية من أجل حفر آبار تروي الحدائق المحرومة من المياه في المجتمع المحلي. بيد أنّ هذه الآبار ليست اعتيادية؛ فهي مزودة بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية وتملأ خزانات تحتوي على نظم للترشيح، مما يوفر مياهًا نظيفة من أجل الري، والأهم من ذلك، من أجل الاستخدامات المنزلية وللمواشي.

تدعم منظمة الأغذية والزراعة الابتكارات التي تعمل بالطاقة الشمسية في جميع أرجاء القارة وخارج حدودها، وتضمن إسناد ملكية هذه التكنولوجيات وإدارتها إلى المجتمعات المحلية التي تستعملها. ©FAO/ David Kujabi

وقد أقامت منظمة الأغذية والزراعة 34 نظامًا مائيًا يعمل بالطاقة الشمسية من أجل ري حدائق الخضروات في المجتمع المحلي وتوفير نقاط ترتوي من خلالها المواشي في قرى موزعة في جميع أنحاء غامبيا. ويفضي ذلك إلى تكوين مستقبل أكثر اخضرارًا لصالح ما يزيد على 600 6 فرد من أفراد المجتمع، تمثل النساء نسبة 90 في المائة منهم. وهناك عشرة نظم مائية إضافية تعمل بالطاقة الشمسية مخصصة للثروة الحيوانية يجري إنشاؤها على قدم وساق في المنطقة الشمالية من نهر غامبيا، حيث تدهور الأراضي وإزالة الغابات في أشدهما.

وتقول Foday Jadama، وهي واحدة من المزارعات في المجتمع المحلي: "لطالما واجهنا صعوبات تتعلق بالمياه قبل تركيب نظم الطاقة الشمسية وحفر الآبار. أما الآن فقط انطوت صفحتها. وبات لدينا اليوم فائض من المياه يمكّننا من زراعة كل ما نرغب به".

دعم التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه

مع دوام آثار تغير المناخ، بات الوصول إلى المياه أمرًا حاسمًا أكثر فأكثر بالنسبة إلى بقاء المجتمعات المحلية في المناطق الريفية القاحلة في غامبيا. ويقول Dodou Trawally، وهو جهة الاتصال التابعة لمرفق البيئة العالمية في غامبيا: "إلى جانب المنافع الاقتصادية التي يدرّها المشروع، فإنه يعدّ في غاية الأهمية عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ".

ويتابع قائلًا: "تتعلق إدارة آثار تغير المناخ بأمرين اثنين. التخفيف من آثاره والتكيف معه. ويعالج هذا النظام الذي يعمل بالطاقة الشمسية الأمرين معًا، وهنا تكمن أهميته وعظيم شأنه بالنسبة إلى غامبيا".

وفي الوقت الذي تعمل فيه النظم التي تولّد طاقتها ذاتيًا على ري الأراضي، يقوم المزارعون مثل Salla وFoday، بقيادة عملية التكيف مع تغير المناخ، ضاربين مثلًا يحتذى به ويُظهر كيف يمكن للحلول الخضراء أن تكون دعامة للعمل المناخي.

يستثمر أفراد المجتمع المحلي بشدة في نظام المياه الجديد وهم فخورون به للغاية. وقد تلقوا تدريبًا على تنظيف نظام الألواح الشمسية والإشراف عليه وإصلاحه وهم يسهمون أيضًا بمبلغ شهري بسيط من أجل دعم النظام ماليًا. ©FAO/ David Kujabi.

الملكية تعني الاستدامة

تفتخر المجتمعات المحلية بهذه النظم التي تعمل بالطاقة الشمسية. ولديها حس الملكية وهي شريكة في تطوير النظم والحفاظ عليها. كما يسهم أفراد المجتمع المحلي بمبلغ شهري بسيط من أجل دعم النظام ماليًا، وهو بند جرى إنفاذه من خلال اللوائح الداخلية في المجتمع المحلي.

ويقول Jalamang Touray بفخر: "أنا مسؤول عن الحفاظ على الألواح الشمسية وصيانتها. ونقوم بمساعدة امرأتين بتنظيف الألواح الشمسية كل يوم جمعة".

وفي حين يعمل سائر الرجال بالدرجة الأولى في زراعة الدخن واللوبياء، يعمل Jalamang في حدائق الخضار مع النساء والشباب. وهم يهتمون معًا بحديقة الخضروات التي يمولها مرفق البيئة العالمية والتي تبلغ مساحتها خمسة هكتارات. وقد تلقى Jalamang تدريبًا على معالجة الأخطاء الأساسية في النظام وتنظيف الألواح الشمسية بانتظام ورصد تدفق المياه إلى الخزان العلوي المقاوم للصدأ.

ومن خلال إشراك أفراد المجتمع المحلي في وضع فكرة مرافق المشروع والتخطيط لها وتنفيذها والحفاظ عليها، تمكّن سكان قرية كونكوبا و33 مجتمعًا محليًا آخر في جميع أنحاء البلاد من إنشاء سبل عيش مكتفية ذاتيًا وقادرة على الصمود. وبات بإمكانهم إعالة أنفسهم وأطفالهم والشعور براحة لم يعرفوها من قبل. واليوم، فإنّ أغلبية النساء اللاتي كنّ يجنين في السابق ما لا يزيد عن 18 دولارًا أمريكيًا (000 1 دالاسي غامبية) من الزراعة كل أربعة أشهر، أصبحن يكسبن الآن قرابة 143 دولارًا أمريكيًا (800 7 دالاسي غامبية).

وتقول Awa Mbenga من قرية جمالي غانيادو، وهي تقف مبتسمة أمام حديقتها: "لقد أعاننا النظام من الناحية المالية من أجل العناية بأطفالنا وصحتنا وتسديد الرسوم المدرسية وتلبية الاحتياجات الأخرى. ومنذ أن حصلنا على المياه بواسطة نظام الطاقة الشمسية، بات لدينا الوقت الكافي للمكوث في المنزل وتناول الطعام وشرب الشاي قبل التوجه إلى الحدائق".

ومن خلال الحلول المبتكرة مثل الري الذي يعمل بالطاقة الشمسية، تدعم منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها التحول إلى نظم زراعية وغذائية فعالة وشاملة وقادرة على صمود ومستدامة. وتساعد هذه الابتكارات على توفير سبل عيش حيوية لمعظم المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء أفريقيا، مما يساعد تلك المجتمعات على أن تصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه الصدمات المناخية وتتمكن، اليوم أكثر من أي وقت مضى، من تحقيق إنتاج أفضل.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: غامبيا

المطبوع: تعزيز القدرات المؤسسية من أجل تحقيق إدارة مستدامة لنظم الري العاملة بالطاقة الشمسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (باللغة الإنكليزية)

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والطاقة