Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

المحيطات وتغير المناخ: آن الآوان للتعبير عمّا يختلج في صدورنا


منظمة الأغذية والزراعة تستضيف مناقشة عن حالة محيطاتنا والتهديد الذي يطرحه تغير المناخ

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
05/02/2021

تعتبر المحيطات جزءًا لا يتجزأ من كوكبنا. فهي تزوّدونا بما نستهلكه من أغذية وتحافظ على سلامة غلافنا الجوي. فوجودنا بكل بساطة رهين بوجود المحيطات.

غير أن تغير المناخ يعني ارتفاع درجات حرارة المحيطات وذوبان الجبال الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر. ولذلك، يتعين علينا اتخاذ إجراءات كفيلة بقلب مسار هذه الاتجاهات، والخطوة الأولى في هذا المسار هي الارتقاء بمستوى الوعي. وقد بادرت المنظمة، سعيًا منها إلى تحقيق هذه الغاية، إلى استضافة مناقشة إلكترونية بعنوان "الحديث عن المحيطات وتغير المناخ"، تولت تقديمها السيدة Mairead Dundas، محررة معنية بشؤون البيئة في قناة فرانس 24. واجتمع فريق من خبراء المحيطات والشغوفين بها لتبادل آرائهم ومناقشة ما يمكننا فعله لمساعدة محيطاتنا على مكافحة تغير المناخ.

إذًا، ما الذي تتعرض له محيطاتنا الآن؟

تبيّن أحدث الأبحاث أن المحيطات بلغت الآن، كنتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، أعلى ما سُجّل من درجات حرارة. فقد باتت السواحل تتعرض بشكل أكثر انتظامًا لموجات فيضانات، والأنواع تكافح للتكيّف مع ارتفاع درجة الحرارة. وواقع الأمر أننا نفقد خمسة في المائة من الكتلة الحيوية في المحيطات مع كل درجة تسجّلها حرارة المحيطات.

وينطوي هذا الأمر على آثار ليس فقط بالنسبة إلى التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، وإنما أيضًا بالنسبة إلى ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على المحيطات لكسب قوتهم. ويرى السيد Manuel Barange، مدير شعبة مصايد الأسماك في المنظمة، أنه ينبغي لنا إيلاء اهتمام خاص للعلاقة القائمة بين البشر والطبيعة: فنحن لسنا منفصلين بل مترابطين فيما بيننا ارتباطًا وثيقًا.

ويعرب قائلًا "ينبغي ألّا يغيب عن بالنا أن نسبة 10 في المائة من سكان [العالم] تعتمد على المحيطات ومصايد الأسماك لكسب قوتها. والعديد من هؤلاء الأشخاص يوجد في أشد قطاعات المجتمع فقرًا، فهم يديرون مشاريع صغيرة أو يعوّلون على المحيطات من أجل بقائهم".

وإنّ السيدة Flower Ezekiel Mbaye، أحد أعضاء فريق الخبراء، على دراية جيدة بهذه المسألة. فهي، باعتبارها خبيرة في مجال ابتكارات تربية الأعشاب البحرية وتربية الأحياء المائية في تنزانيا، شاهدت بأم عينها آثار تغير المناخ على الأسماك والصيادين. وتبيّن السيدة Flower أنه في الوقت الذي تكسب فيه الكثير من النساء المحليات في زنجبار رزقهن من زراعة الأعشاب البحرية، فإن ارتفاع درجة حرارة المحيطات في هذه المنطقة يؤثر على محاصيلهن. ونظرًا إلى أن هذه الآثار تطال أنواعًا معينة من الأعشاب البحرية ذات القيمة العالية، فإن سكان المناطق الساحلية يضطرون إلى تغيير المنتجات التي يزرعونها ومكان زراعتها.

كيف أثرت جائحة كوفيد-19 على الوضع السائد؟

سرعان ما انتقلت المناقشة، بطبيعة الحال، إلى الآثار التي تمخضت عنها جائحة كوفيد-19. فخلال الأشهر الأخيرة، تأثرت محيطاتنا والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها بشكل سلبي بالجائحة.

وتوضّح السيدة Fiona Harvey، مراسلة صحيفة الغارديان الحائزة على جوائز، قائلة إنّ جائحة كوفيد-19 تسببت في محن بالنسبة إلى العديد من صيادي الأسماك. ففي ظلّ إقفال المطاعم والفنادق وإغلاق العديد من خطوط النقل، فقد الكثير من صيادي الأسماك جزءًا كبيرًا من أسواقهم لبيع منتجاتهم.

وتعرب قائلة "لقد كان لجائحة كوفيد -19 أثر معقّد على البحر، إذ تسببت في شتّى الضغوط بالنسبة إلى القطاع".

ويوافقها السيد Marc Murphy، الطاهي الشهير والشخصية التلفزيونية المقيم في نيويورك، الرأي. فخلال فترة الإغلاق، استرعى انتباهه حالة مزارعي المحار: ففي الوقت الذي كان فيه معظم محصولهم من المحار يباع للفنادق والمطاعم، لم يعد هناك سوق لبيع منتجاتهم ومن ثم لا دخل لهم مع إغلاق هذه المحالات.

ويشير Marc قائلًا "إنّ الناس لا يتناولون [المحار] فعلًا في بيوتهم. ولذلك، كنت أحاول تقديم عروض توضيحية على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي، وأوضح كيفية فتحها أو طهيها بالبخار، وحثّ الناس على شرائها مباشرة من مزارع المحار. ويجب علينا إيجاد سبل مبتكرة لحث الناس". ويضيف قائلًا يمكن للطبخ أن يشكّل وسيلة للربط بين المحيطات والناس.

هل نحن على دراية بهذه القضايا كما ينبغي؟

تعتقد السيدة Céline Cousteau، الناشطة البيئية ومخرجة الأفلام الوثائقية وحفيدة المستكشف الشهير Jacques-Yves Cousteau، أننا لسنا على دراية كافية بهذه القضايا. فهي ترى أنه من الأهمية بمكان، إذا أردنا إحراز أي تقدم يذكر، لفت انتباه الناس إلى حالة محيطاتنا.

وتوضّح أن أحد التحديات الماثلة تكمن في أن المحيطات، رغم إدراك العلماء ومجتمعات محلية معينة لهذه القضايا، تظل بالنسبة إلى المواطن العادي، "مجرد ... مكان لقضاء الإجازة، ومصدرًا للأغذية البحرية. فالمواطن العادي لا يرى بعد الصلة القائمة".

كيف يمكننا تقديم يد العون؟

ثمة حلول مبتكرة! فقد تحدث Marc عن تطبيق يؤدي إلى تحسين إمكانية تتبع الأسماك، ممّا يمكِّن المطاعم والطهاة والمستهلكين من الوصول إلى الأغذية البحرية المستدامة. بينما ترى Fiona أن هناك الكثير من الحلول التي توجد في الطبيعة نفسها: فاستصلاح أشجار المانغروف، على سبيل المثال، في المناطق الساحلية يسفر عن تهيئة حاجز طبيعي أمام الأحوال الجوية السيئة، ويعمل كذلك كأماكن تفريخ للأسماك ويعزز التنوع البيولوجي.

واتفق أعضاء فريق الخبراء جميعهم على ما يلي: يمكن لكل واحد منا إحداث فارق من خلال الإعراب عن رأيه والارتقاء بمستوى الوعي ولفت الانتباه إلى المشاكل التي تتخبط فيها محيطاتنا حتى يتسنّى لنا، تبعًا لذلك، تعديل ما نعتمده من إجراءاتنا.

إذًا، من أين لنا أن نبدأ؟ يمكن للمشاريع التجارية اعتماد أساليب مستدامة واستخدامها كوسيلة لتجاذب أطراف الحديث مع عملائها. ويمكن للمستهلكين إحداث فارق كبير من خلال اختيار شراء المنتجات المستدامة، وخلق سوق أكبر للمنتجات المراعية للبيئة. وأخيرًا، يجب أن نجعل المحيطات من المواضيع الساخنة التي يمكن مناقشتها مع مسؤولينا السياسيين وممثلينا وعملائنا وأفراد أسرتنا وأصدقائنا. فلكل واحد منا صوت – آن الآوان لإسماعه!

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: دور منظمة الأغذية والزراعة في مجال مصايد الأسماك

الموقع الإلكتروني: لجنة مصايد الأسماك

قصة تفاعلية: حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم لعام 2020

المطبوع: الإدارة التكيفية لمصايد الأسماك لمواجهة تغير المناخ

المطبوع: آثار تغيُّر المناخ على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية