Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

نحو غلال وافرة


الميكنة الزراعية تعزّز إنتاج صغار المزارعين في زامبيا وتزيد مداخيلهم

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

زامبيا هي دولة غنية بالموارد الطبيعية، ومع ذلك فإن أقلّ من ثُلث مساحتها يُستغل في الزراعة، ويُعدّ تدني الإنتاجية مشكلة شائعة فيها. ويمكن أن تُحدث الميكنة الزراعية المستدامة فارقًا جذرّيًا بالنسبة إلى الكثير من المزارعين والقطاع نفسه.© Zambia Ministry of Agriculture/ Vanwick Zulu

26/09/2023

تُعتبر الميكنة الزراعية من أساليب إنتاج الأغذية غير المستغلّة بالقدر الكافي في أجزاء كثيرة من العالم. ويُمكن للميكنة، إذا نُفّذت على نحو مستدام، أن تزيد الإنتاجية وتحسّن ظروف العمل والدخل، وتتيح فرصًا جديدة لريادة الأعمال، وتسمح بمزيد من العناية في إدارة المحاصيل والثروة الحيوانية، وتقلّل من الفاقد والمهدر من الأغذية. ولكنّ العديد من العوائق تحول دون اعتماد أصحاب الحيازات الصغيرة للميكنة، لا سيّما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وتعدُّ زامبيا مثالًا واضحًا على ذلك.

تعتبر الزراعة أهم مصدر لدخل الأغلبية من بين ما يقارب 20 مليون شخص يعيشون في هذا البلد غير الساحلي، حيث يشكل صغار المزارعين المنتجين الرئيسيين لمحاصيل المنتجات الغذائية الأساسية مثل الذرة والدخن والكسافا.

ولكن، مع أن زامبيا دولة غنية بالموارد الطبيعية، فإن أقلّ من ثُلث مساحتها يُكرَّس للزراعة، وتظلّ قلة الإنتاجية تحدّيًا جسيمًا فيها.

ولذلك، يمكن أن تُحدث الميكنة فارقًا جذرّيًا بالنسبة إلى زامبيا.

في زامبيا، زادت الأُسر المعيشية الزراعية التي تستخدم الجرارات دخلها بمقدار الضعف تقريبًا من خلال زراعة مساحة من أراضيها أكبر بكثير. © Zambia Ministry of Agriculture/ Vanwick Zulu

الربط بين المشترين والمورّدين

تعرض منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في تقريرها عن حالة الأغذية والزراعة لعام 2022 دراسة حالة تُظهر أن الأسر المعيشية الزراعية على نطاق صغير المجهّزة بجرارات في زامبيا زادت دخلها بمقدار الضعف تقريبًا من خلال زراعة مساحة من أراضيها أكبر بكثير. وعلاوة على ذلك، ورغم انخفاض الاحتياجات من اليد العاملة لكل هكتار بمقدار النصف، استلزم توسيع الإنتاج زيادةً في الطلب على اليد العاملة المأجورة في جميع الأنشطة غير المميكنة. وتناقض هذه الظاهرةُ الفكرةَ التي تُفيد بأنّ الميكنة تقلّل الوظائف. وأخيرًا، خفّض التحوّل من اليد العاملة الأسرية إلى اليد العاملة المأجورة من العبء الملقى على النساء والأطفال، وأتاح ذلك للأطفال فرصة أكبر للالتحاق بالمدرسة.

ومع ذلك، لا يدرك العديد من الأسر المعيشية الزراعية على نطاق صغير في زامبيا فوائد الميكنة. وحتى إن أدركتها، فإن القيود المالية قد تحول دون شرائها للمعدّات أو حصولها على خدمات الميكنة الميسورة الكلفة.

وهنا يأتي دور مشروع "التكثيف المستدام لنظم الزراعة لأصحاب الحيازات الصغيرة" (SIFAZ) في زامبيا.

فقد دخل المشروع، الذي يموله الاتحاد الأوروبي وتنفّذه منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع المركز الدولي لتحسين الذُرَة والقمح ووزارة الزراعة في زامبيا، في شراكات مع المورّدين من القطاع الخاص لنشر المعرفة بشأن الميكنة وربطهم بالمزارعين من خلال استضافة سلسلة من المعارض والعروض الميدانية المتنقلة في جميع أنحاء البلاد.

وأظهرت العروض الميدانية للآلات والمعدّات مدى الفعالية التي يُمكن أن تحققها الميكنة الزراعية الملائمة بالنسبة إلى العمليات الزراعية. والأهم أنّ هؤلاء المزارعين الزائرين قد حصلوا أيضًا على خيارات تمويل ميسورة الكلفة تجعل حصولهم على هذه المعدّات أكثر سهولة.

ويعمل مشروع "التكثيف المستدام لنظم الزراعة لأصحاب الحيازات الصغيرة" كوسيط بين المشترين والموردين بحيث أنّ المشروع يكفل "أن تكون الصفة التي تعقدونها صفقة عادلة"، على حدّ قول السيد Geoffrey Siulemba، المنسق الوطني للمشروع، مخاطبًا المزارعين خلال أحد هذه المعارض الميدانية المتنقلة.

وتقول السيدة Lilian Shambuluma، وهي مزارعة من مقاطعة Luwingu في زامبيا الشمالية، "كنّا في الماضي نستخدم أيدينا لغرس البذور والمعاول اليدوية لزراعة الأرض واقتلاع الأعشاب الضارة. وهذه مهام مُضنية للغاية، وكنّا نعاني ونحن نؤدي مثل هذه الأعمال. أمَّا الآن، وبعد أن تعرّفت على الميكنة، أعتقد أنني سأزرع، على الأقل، 4 هكتارات من الفاصولياء".

تشمل بعض أكثر الآلات والمعدات رواجًا في هذه العروض الدرّاسات ومعاصر الزيوت والجرّارات بعجلتين والجرّارات بأربع عجلات بقدرة تصل إلى 75 حصانًا، بما يلائم ظروف أصحاب الحيازات الصغيرة ويُبقي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عند حدّها الأدنى. © Zambia Ministry of Agriculture/ Vanwick Zulu

وأكَّد إقبال المزارعين الكبير على حضور هذه المعارض الميدانية المتنقلة اهتمامهم الكبير بالميكنة.

ولاقت المبادرة أيضًا صدى طيّبًا لدى حكومة زامبيا.

إذ خاطب معالي السيد Reuben Mtolo، وزير الزراعة في زامبيا، المزارعين في افتتاح معارض الميكنة الميدانية المتنقلة على المستوى الوطني، فقال: "نُريد أن نتجاوز خط الفقر، ولن نتمكن من تجاوز هذا الخط باستخدام العازقة اليدوية والقوة البشرية؛ بل نحتاج إلى قوة الحيوانات. ونحتاج إلى قوة الآلات".

وقدّم المشروع أيضًا الدعم لحكومة زامبيا من أجل صياغة استراتيجية وطنية للميكنة الزراعية. وتعالج الإستراتيجية التحدّيات الشائعة أمام الميكنة الزراعية، للمساعدة على تحقيق الأهداف الوطنية في مجال الأمن الغذائي.

ويعمل مشروع "التكثيف المستدام لنظم الزراعة لأصحاب الحيازات الصغيرة"، الذي انطلق في عام 2019، في خمس مقاطعات في زامبيا تُمثل المناطق الزراعية الإيكولوجية الثلاث الرئيسية في البلاد. وحتى الآن، بلغ المشروع وعمل مع أكثر من 000 17 مستفيد من صغار المزارعين. وهو يسعى إلى بلوغ 000 44 مستفيد إضافي على مدى السنوات الثلاث المقبلة وتعزيز الإنتاج الغذائي المستدام وبناء القدرة على الصمود في النظم الغذائية، مع إيلاء قدر أكبر من الاهتمام إلى تدابير التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والميكنة الزراعية المستدامة

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية:زامبيا

المطبوع: الحفظ والتوسع:الدليل الفني للممارسات الزراعية في زامبيا

المطبوع: تعزيز المحاصيل الذكية مناخيًا ونظم الميكنة في سري لانكا وزامبيا

المطبوع: تقرير منظمة الأغذية والزراعة عن حالة الأغذية والزراعة لعام 2022