Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

سمكة غريبة وثلاث تصفيقات للتنوع البيولوجي


الحفظ والتنمية والربحية في إندونيسيا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

أمكن استعادة أرصدة سمك نابليون المهددة بالانقراض بفضل التقنيات المبتكرة لإدارة الأسماك في شمال شرق إندونيسيا. ©️ سابفوتو/Subphoto/shutterstock.com

27/02/2020

هو سمكٌ سمين، وله شفاه غليظة، وعينان وكأنها لُطّخت بالمسكرة. ويشبه الرأس سنداناً منقوشاً بدقّة. ولون الجسم أزرق متلألئ.

يتضارب الجانب الفخم والجانب الهزلي في مظهر هذا الكائن. ويُعرَف عموماً باسم  شاحنة الموج، وبشكل أكثر هيبة باسم نابليون، وقد تبدو هذه الأسماك إمّا  مذهلة أو مشوّهة وساحرة.  لكن، لم يتمكّن  مظهرها المثير للاهتمام، ولا دورها في الحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية (فهي تفترس الحيوانات البحرية السامة وتحافظ على صحة الشعاب المرجانية) من الحفاظ على سلامة سمك نابليون.

 فهذه الأسماك تبلغ ذروتها في وقت متأخر وتتكاثر بشكل ضئيل، وتستغرق سنوات للوصول إلى الحجم المطلوب في السوق. وعندما تصل إلى ذلك الحجم، فإن السوق لا يرحم. وقد أدت الشهية المتفشية لما يُنظر إليه كطعام شهي في شرق آسيا إلى انخفاض كبير في المخزون.

 وبحلول عام 2004، اعترفت اتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض بأن الأسماك تتطلب ضوابط تجارية. وقد سنت إندونيسيا، وهي أحد موائلها الرئيسية، تشريعات لردع التهريب. لكن من دون إنفاذ القانون، وبسعر يبلغ 850 دولار أمريكي للكيلو الواحد من سمك نابليون،قد تصبح  هذه الأعجوبة الفيروزية من  أندَر الكائنات.

اُدخُل تربية المائيات لأغراض الصيد. فتربية المائيات لأغراض الصيد في غاية البساطة: يتم صيد الأسماك الصغيرة التي تولد في الخلاء، ثم يتم نقلها إلى المزارع لتنمو في ظروف خاضعة للرقابة. وبمجرد أن تستكمل الحجم الذي يتطلب حجم السوق، يتم بيع الأسماك للاستهلاك البشري.

وترتبط هذه التقنية عادة بالتونة زرقاء الزعانف، التي يتم صيدها وتسمين لأجل التجارة ثم استخدامها في  قطاع المطاعم.  وبدلا من ذلك، يتم تطبيقه على الأنواع المنخفضة القيمة، حيث تبقى الأسماك محلاً  لتحسين النظام الغذائي للمجتمعات الفقيرة.

 وفي بعض أنحاء إندونيسيا، ظهرت طريقة جديدة من تربية المائيات لأغراض الصيد عضويا. وتُشرك هذه الطريقة المجتمعات الجزرية في جمع سمك نابليون ليس فقط الصغيرة منها، وإنما حتى في تلك  في مرحلة اليرقات، عندما تكون معدلات الوفيات مرتفعة بشكل طبيعي.  إذا تُرك سمك نابليون   لوحده من دون عون، تصبح فرصه ضعيفة في البقاء على قيد الحياة: حتى في المناطق التي لا يُصطاد فيها، قد تنخفض  الكثافة السكانية للسمك البالغ فتبلغ اثنينفي لكل  10 آلاف متر مربع من الشعاب المرجانية.

"يقولون أنه لا يجب أن تصطاد سمكة حتى تلد مرّة واحدة على الأقل. وتقلب طريقة الصيد الجديدة في إندونيسيا المنطقَ رأساً على عقب:  فهي ترحّل السمك في مرحلة  من المرجح جداً أن يموت فيها في الخلاء - ويزرع بدلاً من ذلك"، يقول كيم فريدمان، عالم البحار في منظمة الأغذية والزراعة المتخصص في إعادة بناء الأرصدة المستنفدة.

اليسار: إن اصطياد سمك نابليون في وقت مبكر يحسن فرصها في البقاء على قيد الحياة. من بين السمات الرائعة للأسماك هي القدرة على تغيير الجنس في سن العاشرة. © الفاو/إيفون سادوفي؛ إلى اليمين: أنامباس، إحدى مجموعتي الجزر الإندونيسية حيث يتشكل نهج جديد للاستزراع ال

وفي تعزيز معدلات البقاء على قيد الحياة عموما، يصحح هذا النهج شكلا من أشكال الغربلة التلقائية. كما أنه يدمج منطق الحفظ في الأساس المزدوج المنطقي والتجاري للاستزراع المائي لأغراض الصيد.  يمكن إنقاذ سمك نابليون وبيعه من أجل الربح واستخدامه لتعزيز سبل عيش الصيادين - كل ذلك في حزمة واحدةنظيفة.  وقد تشكلت تقنية الصيد التي شوهدت في إندونيسيا في مجموعتين جزريتين في بحر ناتونا الشمالي الغربي من البلاد، وهي تعدّ من الوظائف الضرورية اقتصادياً. وقد منحت سنوات من المراقبة الغواصين المحليين فهمًا دقيقًا لدورة حياة سمك  نابليون وعاداته، يقول فريدمان.

"لا يمكن للخبراء منافسة هذه المعرفة العميقة. ولكن ما يمكننا القيام به في منظمة الأغذية والزراعة هو وضع مقياس لاستدامة التجميع. ويمكننا أن ننظر إلى سلسلة القيمة ونضمن أن يكون التناول على مستوى معقول، وأن النفايات قد تم تقليلها إلى أدنى حد ممكن، وأن التغذية المبكرة والتربية تعززان السلوك الصحي والأفراد الأصحاء."  

لا يزال المشروع في مراحله الأولى. لكن فريدمان يرى في ذلك بشكل قاطع مخططاً قابلاً للتطوير وليس تجريبياً منفرداً." ليس هناك ما يمنع تطبيع هذه الطريقة الخاصة من الاستزراع المائي لأغراض الصيد - ليس فقط في جميع أنحاء إندونيسيا، ولكن في جميع أنحاء مناطق الشعاب المرجانية الاستوائية في العالم."

وهذا هو الأمر لتحسين  رصيد الأسماك، وأحوال أولئك الذين ينتجونها والبيئة. وماذا عن المستهلك النهائي؟ في الانفصام السائد بين ما هو طبيعي وما هو مستزرع، كيف يتفاعل المشتري مع تسويق الأسماك التي ليست أيًا من هذه الأمور، وفي الوقت نفسه قليلاً من كليهما؟

يقول جون رايدر، المتخصص في تجارة الأسماك والأسواق لدى المنظمة: "بشكل عام، لا يبالي المستهلكون في البلدان الصناعية كثيراً إذا كانت الأسماك طبيية أو مستزرعة. وفي حين أن المستهلكين الآسيويين الأثرياء لا يزالون ينزعون إلى دفع علاوة على الأسماك الطبيعية، يقول فريدمان إن من شأن أقفاص النمو أكبر، إلى جانب نظام نمو أكثر صحة، أن تجعل بسهولة من سمك نابليون الذي يولد في تربية الأحياء المائية مماثلًا  لسمك نابوليون المصطادة من الطبيعة.

والأهم من ذلك، بيّنت الأبحاث التي أجراها مجلس التوجيه في مجال تربية الأحياء المائية توقعات عامة متزايدة بأن الأسماك يجب أن تأتي من مصادر مستدامة. ويعكس هذا التوافق الناشئ في الآراء بوادر مبكرة للتقارب السياسي بين جداول الأعمال المتنافسة للحفظ والاستهلاك.

ينظر إلى أسماك نابليون على أنها كائن حاسم لصحة المثلث المرجاني في جنوب شرق آسيا.©ريتشارد ويتكومب/shutterstock.com

بينما نعمل لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدةالمعني بالمحيط"، يقول رايدر" نرى الخطاب العالمي وهو يتحول من الحفاظ فيى شكل قلعة إلى الحفاظ على الأرصدة السمكية واستخدامهاالمستدام. أعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه.  أعتبر ما يجري في إندونيسيا جزءاً من علاقة الناس المستدامة مع الطبيعة بشكل عامّ، والتي نجد فيها التنوع البيولوجي إضافة إلى الأمن الغذائي إضافةإلى الإدماج الاجتماعي."

صَمَتَ وابتسمَ وكأنه تذكّر أمراً بديهاً وقد نزل عليه وحياً. "هذا ما تعنيه أهداف التنمية المستدامة، أليس كذلك؟"

 قد لا تكون أهداف التنمية المستدامة من الناحية التقنية حول أسماك نابليون. لكن إذ يتخطى الشعاب المرجانية، ويحافظ على الحياة تحت الماء وعلى الشواطئ أعلاها، فإن سمك نابليون ــ وإن كان لا يعرف ذلك ــ يتعلق كثيراً بأهداف التنمية المستدامة. 

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على مزيد من المعلومات:

المنشور: تربية سمك نابوليون

مدونة النمو الأزرق: سمك نابوليون في المحيط الهادئ؟

الموقع الإلكتروني: مصايد اللأسماك

الموقع الإلكتروني: الاستزراع المائي

المنشور: التنوع البيولوجي من أجل الزراعة المستدامة