Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

إعلاء صوت المرأة الريفية في سيراليون


دعم عملية صنع القرار الشاملة والاستثمارات الزراعية المسؤولة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

السيدة Fatmata، خبيرة في شؤون المساواة بين الجنسين والشباب، تشارك في مشروع تنفذه منظمة الأغذية والزراعة من أجل تعزيز مكانة المرأة الريفية وقدراتها للمشاركة في عملية صنع القرار ضمن الأسرة المعيشية والمجتمع. ©FAO/ Aurelia Rusek

12/10/2023

ترعرعت السيدة Fatmata Binta Jalloh في ماكيني، وهي أكبر مدينة في المقاطعة الشمالية في سيراليون. وكانت والدتها تعمل ممرضة وتذهب عادة إلى القرى الريفية من أجل معالجة النساء.

وتقول السيدة Fatmata مستذكرة: "كانت أمي تخبرني في معظم الأحيان عن النساء اللاتي وقعن ضحايا للعنف القائم على نوع الجنس وكنّ يعتمدن على أزواجهن في الحصول على غذائهن وغذاء أطفالهنّ"، وأضافت: "للأسف لا زال هذا الواقع قائمًا اليوم".

وتوضح قائلة: "تعزى معظم المسائل التي تؤثر على المرأة إلى كونها غير مستقلة ماليًا؛ وبالتالي عليها الاعتماد على زوجها أو أفراد أسرتها المسيئين. وتستحق هؤلاء [النساء الريفيات] التمتع بتكافؤ الفرص، غير أنّ المجتمع يجعل هذا الأمر عسيرًا للغاية".

وتقوم السيدة Fatmata اليوم بمساعدة النساء الريفيات، من خلال عملها كخبيرة في شؤون المساواة بين الجنسين والشباب في وزارة الزراعة والأمن الغذائي في سيراليون، وتمكنهنّ من الحصول على التدريب الفني أو المدخلات أو انتهاز الفرص الأخرى لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من أنشطتهنّ الزراعية.

وفي قرية نائية أخرى، يعيش السيد Foday Kamara الذي ترعرع في أسرة تعمل في زراعة الكفاف. وغالبًا ما كان جميع أفراد أسرته يفتقرون إلى الأغذية المناسبة. وهذا ما دفع والديه إلى إرساله للعيش مع عمته عندما كان في سنّ العاشرة. وهو اليوم مدير منظمة غير ربحية محلية تدعم تمكين الشباب والنساء.

وقد التزمت السيدة Fatmata والسيد Foday بدعم النساء الريفيات في سيراليون مما دفعهما إلى المشاركة في مشروع تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية Solidaridad West Africa. ويعمل هذا المشروع على تزويد النساء والرجال بالمهارات والمعارف اللازمة للازدهار في قطاع الزراعة عن طريق الاستثمارات المسؤولة في الزراعة. كما أنّه يعزز مكانة المرأة الريفية لكي تتمكن من المشاركة في عمليات صنع القرار.

أطلقت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة Solidaridad West Africa برنامجًا لتنمية قدرات النساء الريفيات في سيراليون من أجل مساعدتهنّ في الحصول على عمالة لائقة في الزراعة والقيام باستثمارات مسؤولة بصفتهن صاحبات مشاريع. ©FAO/Aurelia Rusek

من زراعة الكفاف إلى الأعمال التجارية الزراعية المسؤولة

يعتمد ثلثا الأسر في سيراليون على زراعة الكفاف والتجارة الصغيرة كمصدر للأغذية والدخل. ونادرًا ما يكون لدى النساء الريفيات مصدر دخل آخر يعتمدن عليه.

وتقول السيدة Maud Oustry، الخبيرة في شؤون تنمية القدرات في المنظمة: "حين يتمكن المزارعون من الاستثمار في أنشطتهم الزراعية، فهم يقطعون أشواطًا بقفزة نوعية ستمكّن النساء الريفيات بالذات من الانتقال من زراعة الكفاف إلى الأعمال التجارية الزراعية، مما سيزيد الفرص الاقتصادية المتاحة لهنّ".

لكن بالرغم من الجهود الجبارة المبذولة من أجل إتاحة تكافؤ الفرص أمام النساء في السنوات الأخيرة، لا يزال عدم المساواة بين الجنسين قائمًا في سيراليون. ومع أنّ نسبة 80 في المائة من النساء في البلاد يعملن في قطاع الزراعة والأغذية، إلّا أنهنّ يواجهن عوائق كبيرة تحول دون حصولهن على الموارد الأساسية مثل الأراضي أو التدريب أو الخدمات.

وتوضح السيدة Fatmata قائلة: "تعاني معظم النساء الريفيات من الأمية. وهنّ لا يمتلكن مهارات في مجال الأعمال التجارية ونادرًا ما يحصلن على التمويل. وحتى في الحالات المغايرة، فإنّ المفاهيم المحلية والمعايير الاجتماعية تقف عائقًا أمامهنّ".

وتوضح السيدة Oustry قائلة: "لو تمتعت النساء بإمكانية الوصول إلى الموارد المنتجة والخدمات وعمليات صنع القرار بصورة متساوية مع الرجال، فمن شأن ذلك أن يمكنهنّ من الاستثمار في الزراعة وتطوير أنشطتهنّ الزراعية ويصبحن من صاحبات المشاريع الزراعية ويملكن أعمالهن التجارية الخاصة بهن".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمةSolidaridad  مشروعًا لتنمية قدرات النساء الريفيات باعتباره جزءًا من مشروعها المنفذ في سيراليون. وهو يهدف إلى تمكين النساء من الحصول على عمالة لائقة في الزراعة وأن يقمن بأنفسهنّ باستثمارات مسؤولة في الزراعة بصفتهن صاحبات مشاريع.

وتتمثل الخطوة الأولى في صقل مهارات النساء الريفيات وتعزيز مشاركتهن في عمليات صنع القرار.

ويقول السيد Foday موضحًا: "تضطلع النساء بمعظم العمل الزراعي، لكن الأمر منوط بالرجال بالنسبة إلى صنع القرار. فهم من يأخذون القرار بشأن كل الأمور: الإنتاج والبيع واستخدام الموارد".

التوعية بحقوق المرأة

شاركت السيدة Fatmata والسيد Foday في برنامج لتدريب المدربين، وإلى جانبهما 25 ممثلًا عن منظمات المرأة الريفية.

ويشرح السيد Foday قائلًا: "لقد كانت المواد التدريبية موجهة نحو مساعدة [النساء الريفيات] على تحليل وضعهنّ وتحديد التحديات التي تمنعنهنّ من الاستثمار في الزراعة وبلورة الحلول الممكنة لمواجهتها".

وسعى المشاركون إلى ضمان إدراك المرأة لحقوقها، فقاموا أيضًا بدراسة الأطر التنظيمية، ومنها تشريع جرى سنّه مؤخرًا لمعالجة قضايا مثل حصول المرأة على التمويل وفرص العمل والمساواة في الأجر وإجازة الأمومة وحماية الحقوق الخاصة بالأراضي العرفية.

وتقول السيدة Fatmata: "لقد ناضلت المرأة لعقود عديدة من أجل التمتع بهذه الحقوق. وحين أدركت النساء الريفيات تلك الحقوق، نمت في أنفسهنّ الثقة والإحساس بأنّ التغيير يلوح في الأفق".

نحو عملية شاملة لصنع القرار

انعقدت أيضًا جلسات حوار أتاحت للنساء إمكانية مناقشة التحديات التي تواجههن ورفع توصيات للسلطات المحلية ومناقشة الخطوات المقبلة.

ويقول السيد Foday: "لقد كانت جلسات النقاش فعالة للغاية. وعلى سبيل المثال، تتحدّث النساء عمّا يواجهنه من مصاعب في الحصول على الأراضي بالرغم من القانون الجديد الذي يمنحهنّ حقوقًا في الأراضي العرفية. ولم يكن معظم صانعي القرار على دراية بهذا التشريع حيث لا يزال العمل جاريًا على تعميمه".

وبعد إجراء حوار مع الزعيم الأعلى في كامبيا، تعهد بالتنسيق مع زعماء القرى الأخرى بغية ضمان احترام حقوق المرأة.

وقد دُعيت النساء أيضًا إلى حضور الاجتماعات الشهرية التي يعقدها مجلس المقاطعة من أجل متابعة الالتزامات الأخرى المتعهد بها في جلسة الحوار. وتوضح السيدة Fatmata قائلة: "إنّ هذا لأمر عظيم، لأنه يعني أنّ النساء أصبحن الآن مشاركات في عملية صنع القرار على المستوى المحلي وعلى مستوى المقاطعة".

بعدما اكتسبت السيدة Fatmata والسيد Foday المهارات والمعارف اللازمة، أصبحا جاهزين لتدريب النساء الريفيات في مقاطعة كامبيا. وقد جرى تنظيم دورات تدريبية مماثلة في ثماني مقاطعات أخرى في سيراليون واستفادت منها قرابة 300 امرأة بصورة إجمالية. ©FAO/ Aurelia Rusek

تعلمت المشاركات في الدورات التدريبية أنّ ترشيد الاستثمارات في الزراعة لن يعود بالفائدة على المستثمرين فقط، بل على المجتمعات المحلية أيضًا، بمن فيها النساء والرجال والبيئة. وهو يسهم في التنمية المستدامة ويحسّن الأمن الغذائي والتغذية ويحترم حقوق الإنسان.

وتوضح السيدة Fatmata: "لقد أنارت تلك الدورات التدريبية بصيرة العديد من الأشخاص، فقد كان لكل مجتمع محلي تجاربه مع شركات تلوّث الأراضي والمياه. وبتنا نعلم الآن أنه ينبغي علينا طلب رسوم لقاء استخدام أراضينا، بل وضمان أن تكون استثمارات الشركات مستدامة من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية".

وبحلول نهاية عام 2024، سيكون البرنامج قد عمل مع 420 امرأة ريفية و210 من الزعماء المحليين الذكور بشأن مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار. وكخطوة مقبلة، ستقوم منظمة الأغذية والزراعة ومنظمةSolidaridad  بمتابعة مدى الوفاء بالالتزامات المتعهد بها في سبيل زيادة مشاركة المرأة الريفية في الاستثمارات الزراعية المسؤولة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: دعم الاستثمارات المسؤولة في الزراعة والنظم الغذائية

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: سيراليون