Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الأمثلة الحيّة والابتكارات تعطي للزراعة سمعة جديدة في جامايكا


المزارعون يسخّرون الابتكار من أجل معالجة ندرة المياه ونشر شغفهم بزراعة الأغذية المغذّية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

بعد تحقيق العديد من الأهداف الشخصية عن طريق الزراعة، يمثّل الآن السيّد Howard مثالًا يُحتذى به لجيل الشباب الذي يعتبر الزراعة تقليديًا عملًا غير مجزٍ. ©FAO/Chrishane Williams

14/09/2021

إنّ جامايكا هي موطن مجموعة Mount Airy Farmer’s Group التي تتّخذ من هضاب كلاريندون مسكنًا لها. وبالنسبة إلى العديد من هؤلاء الأفراد، تشكّل الزراعة نشاطًا متأصّلًا وسبيلًا للعيش متوارثًا عبر الأجيال من دون تساؤل. وفي حالة السيّد Howard Manning، الذي أدرك أنّ أداءه في المجال الأكاديمي ليس جيّدًا وترك صفوف الدراسة، كانت الزراعة حلًّا بديلًا من أجل ألّا يقع في هاوية البطالة.

ويقول السيّد Howard "خلال فترة شبابي كنت على مفترق طرق. وتركت المدرسة ولم أجد مخرجًا". ولكنّ والديه كانا مزارعين، لذلك قرّر أن يجرّب الزراعة. ويقول أيضًا "لقد بدأتُ العمل في الزراعة وبات لديّ اليوم دخل جيد". وقد تمكّن حتى من شراء منزل وسيارة، وهما هدفان شخصيان له، من خلال دخله الزراعي. ويضيف "لقد مضى على بداية تجربتي
25 عامًا الآن، وأريد أن يراني الآخرون نموذجًا يحتذى به".

وما فتئت الزراعة يُنظر إليها بشكل عام من قبل الشباب على أنها "عمل شاق"، وعمل لا يمكن جني ثماره بسرعة. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية تتغير ببطء مع رؤية الإنجاز الذي حققه مزارعون مثل السيّد Howard، وقد قام الكثيرون بالزراعة وأدركوا أهمية هذه المهنة.

ويشارك السيّد Howard الآن، بصفته قائدًا نافذًا في مجتمعه ونائب رئيس مجموعة Mount Airy Farmer’s Group، قصته مع الشباب ويساعد أولئك الذين بدأوا مزارعهم الخاصة، ويسدي المشورة بشأن الممارسات الزراعية الجيّدة.

تشكّل موجات الجفاف الممتدة وندرة المياه وتدهور التربة التحديات الرئيسية للمزارعين في المنطقة. وتقوم منظمة الأغذية والزراعة والسلطات المعنية بالتنمية الزراعية الريفية في جامايكا بتعليم المزارعين الأساليب المبتكرة من أجل زيادة النفاذ إلى المياه وبناء القدرة

عندما لا تكفي محبّة الزراعة

على الرغم من المحبة التي يكنّها السيد Howard وغيره من المزارعين للزراعة، هناك في المجتمع المحلي صعوبات متزايدة في النفاذ إلى الموارد المائية الكافية لمزارعهم في هذه المنطقة المعرّضة لموجات الجفاف على سطح الجزيرة.

وعلى مرّ سنوات من هطول الأمطار التي يتعذّر التنبؤ به بشكل متزايد، اضطر المزارعون إلى نقل المياه من بركة قريبة. ومع ذلك، فبدون وحدات فردية لتخزين المياه، لجأوا في كثير من الأحيان إلى شراء المياه من الشاحنات، وهو ما يقلّل من أرباحهم.

ويشرح السيّد Howard قائلًا "يكمن التحدي الأكبر الذي يواجهنا في عدم انتظام إمدادات المياه. فنحن نشتري المياه من شاحنة أو نحصل عليها من بركة قريبة، ولكنّ هذا لا يكفي".

وعلى الرغم من كون مناطق كلارندون من أفضل المناطق الزراعية في البلاد، فإنّها تواجه أيضًا تدهورًا في التربة. وقد أدّى التعدين المكثّف للبوكسيت، وهو المورد المعدني الرئيسي في جامايكا، إلى تراجع جودة التربة، كما سبّب تغير أنماط المناخ العديد من التحديات لمزارعي المنطقة. والنتيجة هي أن العديد من المزارع تقع على قطع أراض مستصلحة فيها اختلال في مغذّيات التربة، وحالات كثيرة من التلوث بالآفات، ومحدودية في موارد المياه.

وقد تكون هذه التحديات كافية لثني أي شخص عن اتخاذ هذا السبيل لكسب العيش. وبدافع الرغبة في منع حدوث ذلك، انخرطت المنظمة والسلطة المعنية بالتنمية الزراعية الريفية التابعة لحكومة جامايكا في شراكة بشأن مشروع للقدرة على الصمود يرمي إلى نقل تقنيات جديدة ومبتكرة إلى المزارعين.

وكجزء من الصندوق الاستئماني للأمن البشري في جامايكا التابع للأمم المتحدة، يستخدم المشروع نهج المدارس الحقلية للمزارعين من أجل التخفيف من مشاكل المياه لدى المزارعين. وتشمل الأساليب المشتركة جمع مياه الأمطار والري بالتنقيط المعتمد على الجاذبية والري بالمياه المسمّدة (وهو عملية إدخال العناصر المغذّية في التربة بالتزامن مع الري).

ويقول السيّد Euxan Smith، رئيس مجموعة المزارعين "منذ تلقي الدعم من منظمة الأغذية والزراعة والسلطات المعنية بالتنمية الزراعية الريفية، ازدادت الغلات التي أجنيها على مدى فترة زمنية أطول وبات لديّ الآن دخل ثابت من الزراعة وحدها".

ومن خلال الحصول على التدريب في المدرسة الحقلية للمزارعين، تمكّن المزارعون من مكافحة الآفات بطريقة مسؤولة وميسورة الكلفة. كما ساعد التدريب المزارعين أيضًا على زيادة الغلات بأكثر من 35 في المائة. وهم يتطلعون الآن إلى توسيع إنتاج الفاكهة والخضروات.

وتشارك السيّدة Althea Spencer، وهي مزارعة وأمينة صندوق المجموعة، رؤيتها المقبلة لمزارعي مجموعة Mount Airy قائلةً "نحن نرى، كمجموعة، أن الزراعة عمل تجاري، لذلك أريد أن تكون خطوتنا التالية هي تجهيز المنتجات الزراعية بحيث لا نقوم في غضون خمس سنوات بالزراعة فحسب، بل كذلك بتعبئة منتجاتنا وتوسيمها."

زوّدت المدارس الحقلية للمزارعين هؤلاء بالتقنيات والتدريب من أجل توسيع نطاق دوراتهم الإنتاجية وزيادة إنتاج المحاصيل، وعلى وجه الخصوص الأغذية المغذّية مثل الفواكه والخضروات. ©FAO/Chrishane Williams

وتعكس السيّدة Althea مشاعر الكثير من المزارعين داخل المجموعة الذين يتوقون إلى زيادة الإنتاج بعد انتهاء الجائحة، وتخفيف المشاكل في سلسلة الإمدادات الغذائية. وحتّى في ظلّ انخفاض إمكانات الوصول إلى الأسواق، والمسافات الطويلة للوصول إلى العملاء، والقيود المفروضة على الحركة، تحافظ مجموعة Mount Airy Farmer's Group على التفكير الإيجابي بشأن مستقبل الزراعة ومكانتها كمهنة محترمة.

ويقول السيّد Euxan "يغمرني شعور رائع لكوني مزارعًا. فإذا جنيت 100 رطل من الفلفل، سيأكل من هذا المحصول مئات من الناس. وأشعر بالرضا لأنّني أؤدي دورًا في إطعام البلاد".

وقد أدّت المعارف وأوجه الدعم التي اكتسبتها المجموعة من المنظمة وشركائها إلى تحسين سبل عيش المزارعين بشكل كبير، وهم يواصلون البناء على الدعم الذي تلقوه، مع أن المعارف وأوجه الدعم ليست هي الحل الشافي لجميع التحديات التي يواجهها المزارعون.

واليوم، أدّى الدعم الذي تقدمه المنظمة للمجموعة إلى تشجيع الكيانات الأخرى على المشاركة في توفير حلول مائية إضافية للمزارعين في المجتمع. وتعمل مجموعة Group Mount Airy Farmers أيضًا على تسجيل نفسها رسميًا لدى الحكومة كجمعية خيرية، مما سيسمح لها بتعبئة الموارد بشكل أفضل وبناء القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ. وتبقى مجموعة المزارعين الديناميكية هذه مثالًا حقيقيًا على التعاون والاجتهاد والالتزام من أجل ضمان بقاء البلاد آمنة غذائيًا.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطلاع على المزيد

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: جامايكا

الأخبار: مجموعة Mount Airy Farmer's Group تشيد بالمشروع مع إنهاء أفرادها تدريبًا بشأن الري بالتنقيط في المدارس الحقلية للمزارعين [بالإنكليزية]

المطبوع: الأمم المتحدة وجامايكا، مجلة #UN75 [بالإنكليزية]