Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

شباب الريف: حماية المناخ بواسطة الابتكار


كيف تشجع مشاريع المنظمة الشباب على تبني التكنولوجيا وأخذ زمام المبادرة في مكافحة تغير المناخ

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يعتبر الشباب في وضع فريد لضمان أن الزراعة لها مستقبل مجدٍ ومستدام. وتساعدهم مثل هذه المبادرات على الاستفادة منها. © الفاو/ محمد راكيبول حسن

20/09/2019

يؤدي تغير المناخ إلى تكثيف الفقر وانعدام الأمن الغذائي في الأرياف، مما يؤدي إلى إبعاد الناس عن المجتمعات الزراعية وتغيير طريقة حياتهم.

إذا ماذا يمكننا فعله لمعالجة الوضع؟

غالباً ما يكون الشباب أكثر استعدادًا لتبني ممارسات جديدة وتحمّل المخاطر. ويمكنهم العمل كجسر بين تقنيات الزراعة التقليدية والتقنيات الحديثة، مما يساعد على تحويل نظم الأغذية والزراعة إلى نظم أكثر استدامة وجاهزة للتغلب على تغير المناخ.

ولتحقيق ذلك، تؤمن المنظمة إيماناً راسخاً أن الابتكار أمر أساسي. إن حماس الشباب بشأن التكنولوجيا الجديدة واهتمامهم بتجربة أساليب مبتكرة للزراعة التقليدية ينطوي على إمكانية حقيقية للتغيير. وهذا يدل على اتباع نهج حديث سيخلق فرص عمل لائقة في الأعمال التجارية الزراعية، مع جعل المناطق الريفية أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ. تمثل هذه الحقبة الجديدة فرصة تسمح للشباب صبّ طاقتاهم وحماسهم لأجل تحويل الطريقة التي نزرع بها الغذاء ونحمي بها بيئتنا.

ونقتصر فيما يلي على ثلاثة أماكن تساعد فيها مبادرات المنظمة الشباب على القيام بذلك.

تعزيز روح المبادرة لدى الشباب في غواتيمالا

تشمل آثار تغير المناخ في غواتيمالا أمطارًا أكثر تواترا وغزارة، وعواصف عنيفة وفترات جفاف طويلة، تشكل جميعها تهديدات خطيرة على قطاع الزراعة في البلاد.

وطورت المنظمة برنامج النهج القطري المتكامل من أجل تعزيز العمالة الريفية في غواتيمالا وتعزيز فرص تنظيم المشاريع. وكانت أكثر مبادرات المشروع نجاحًا هي ChispaRural.gt،وهي منصة رقمية هدفها الربط بين الشباب، ومختبر الأعمال، لافاكتوريا (LaFactoria).

ChispaRural.gt هي عبارة عن خدمة تجريبية تم تصميمها وإطلاقها بواسطة برنامج النهج القطري المتكامل، وهي منصة افتراضية يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت عبر الويب والهاتف المحمول. ويمكن لشباب الريف استخدامها للوصول إلى أحدث المعلومات حول الزراعة المستدامة والتوظيف في المناطق الريفية. وتتضمن المعلومات المقدمة من خلال المنصة تفاصيل عن فرص التدريب والتمويل التي توفرها مختلف المنظمات، والأدوات العملية بالإضافة إلى قصص النجاح من رواد الأعمال الزراعية من الشباب داخل مجتمعاتهم.

وقدمت مبادرة لافاكتوريا، بالشراكة مع المنظمة غير الحكومية المحلية غروبو إينلاسي (Grupo Enlace)، دورة تدريبية، مدتها 3 أشهر، حول مهارات تنظيم المشاريع والتنمية المحلية لـ 75 شابًا. وساعدهم هذا التدريب في الوصول إلى الأسواق المحلية، وبناء التحالفات وصياغة مقترحات مشاريع مُجدية مالياً. وركزت جميع المشاريع على إنتاج المحاصيل والماشية وعززت نظم الزراعة المتكاملة وكذلك الممارسات الذكية للمناخ.

إلى اليسار: يساعد عمل المنظمة في غواتيمالا في تعزيز فرص تنظيم المشاريع للشباب ©الفاو/لويس سانشيز دياز. إلى اليمين: في أوغندا، قدمت الفاو تدريبات على الاستزراع المائي والمصايد. © بيتيريكب /فيغيرز

تعزيز توظيف شباب الريف من خلال تدريب المنظمة في تنزانيا وأوغندا

في زنجبار، تأثّرت المناطق الريفية بالفعل بتغير المناخ. فقد انحسرت سواحلها ونباتاتها الساحلية، مما زاد من شكوك الشباب بشأن ممارسة مهنة في مجال الزراعة.

ولمواجهة ذلك، قدمت المنظمة دورات تدريبية للشباب الذين يستخدمون منهج مدارس صغار المزارعين الحقلية والحياتية، وتمّ تدريبهم على أساليب الأعمال الزراعية الحديثة وإدماج منظور المناخ في الاستثمار. وشمل ذلك دعم المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب في قطاعات الأعمال الزراعية والتسويق وتعليم المهارات الفنية والتجارية التي تتكيف مع احتياجات سكان الريف.

وقام هؤلاء الذين تلقوا تدريبات المنظمة بتدريب 150 من أقرانهم الآخرين في المقاطعة، فقام هؤلاء بدورهم بعد ذلك بتدريب 20 آخرين، وفتحوا القطاع الزراعي أمام المزيد من الشباب داخل مجتمعاتهم.

في أوغندا، ركزت المنظمة تدريبها على مجال مهم آخر، ألا وهو مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وفي هذا المجال، تم تدريب الشباب على وجه التحديد على بناء وإدارة نظم إنتاج الأسماك بما في ذلك الأحواض والأقفاص والمفرخات. كما وفّرت المنظمة خدمات تدريبية واستشارية، وتحديداً صغار الأسماك والأعلاف، إلى مجموعات الشباب التي شاركت في إنتاج أسماك الغذاء. وقد أدى ذلك إلى زيادة إنتاجية استزراع السمك، وفرص أفضل مدرة للدخل للشباب في بناء الأحواض وصنع الأقفاص - مما يبيّن للشباب في المنطقة كيف يمكنهم الاستفادة من هذا النوع من الصناعات الريفية.

يعدّ تعريف الشباب الريفي بالأساليب الزراعية الجديدة هو أولى الخطوات، لكن يجب أيضًا منحهم فرصة وضع أفكارهم موضع التنفيذ. © الفاو/ستيفاني

الشباب يلهم الشباب في أوغندا

يعدّ تعريف الشباب الريفي بالأساليب الزراعية الجديدة هو أولى الخطوات، لكن يجب أيضًا منحهم فرصة وضع أفكارهم موضع التنفيذ. في عام 2017، تعاونت المنظمة مع وزارة الزراعة والصناعة الحيوانية والسمكية في مبادرة الشباب يلهم الشباب في الزراعة في أوغندا، بهدف العثور على شباب لديهم ابتكارات رائدة في سلاسل القيمة الزراعية، ودعم أعمالهم وتشجيعهم على العمل كنماذج يحتذى بها في مجتمعاتهم.

وتم اختيار 25 شابًا في جميع أنحاء البلد لأفكارهم، وتلقوا مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية لبناء القدرات بما في ذلك السلامة والصحة المهنية والتخطيط الاستراتيجي وكتابة الأعمال - وهو نوع التعليم اللازم لمساعدتهم على نقل ممارساتهم المبتكرة وريادة الأعمال إلى المرحلة التالية. كما تم إقرانهم مع مرشدين في مجال الأعمال التجارية الزراعية لمساعدتهم على فهم خدمات الأعمال الزراعية والتعامل معها، مثل المدخلات الزراعية والتمويل وفرص السوق. إن الشباب في وضع فريد لضمان أن الزراعة لها مستقبل مجدٍ ومستدام. وتساعدهم مثل هذه المبادرات على الاستفادة منها.

الشباب هم عوامل قوية من أجل التغيير وهم يؤدوّن دورًا حيويًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة منهاالهدف 13 (العمل المناخي) بحلول عام 2030. سيصبح شباب اليوم قادة المجتمع وصانعي السياسات والمبتكرين الذين سيحددون مستقبل كوكبنا. ومثل هذه المبادرات تساعد الآلاف من الشباب على التأكد من أن مجتمعاتهم قادرة على تحمل آثار تغير المناخ وتغيير العالم نحو الأفضل.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات:

 المنشور: حركة الشباب لأجل العمل المناخي!

 قصة: يكتشف الشباب الكيني مستقبلاً واعداً في مجال الزراعة

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في تنزانيا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في أوغندا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في غواتيمالا