Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

أسرار الجنوب


تتشاطر البلدان النامية الحلول من خلال التعاون بين بلدان الجنوب

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

ويشكل القطن مصدر الدخل الرئيسي للعديد من المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء العالم؟ ©CONALGODON/ رفاييل مارتينز

25/11/2019

يعدّ القطن شبكة أمان بالنسبة إلى العديد من السكان في مختلف أنحاء العالم. فهو كونه محصول قادر على مقاومة التغيرات المناخية، يمكن زراعته في المناطق الجافة والقاحلة ويشكل خط أمان اقتصادي حقيقي في المناطق الريفية حيث ترتفع معدلات الفقر.

لكن في السنوات العشرين الماضية، عانت الكثير من بلدان أمريكا الجنوبية التي تعتمد بشدّة على القطن من تراجع إنتاجها مما أثر على دخل آلاف الأسر الزراعية. وتطمح مبادرة تقودها منظمة الأغذية والزراعة ووكالة التعاون البرازيلية وسواهما من الشركاء المحليين في درء هذا الاتجاه من خلال العمل مع المزارعين في سبعة بلدان في أمريكا الجنوبية. وتشجّع هذه المبادرة التعاون وتبادل أساليب الزراعة الابتكارية. وتتمثل إحدى الابتكارات الواعدة في تطوير أول نموذج لآلة حصاد القطن دفعة واحدة في المساحات الصغيرة. وسوف يتيح هذا لصغار المزارعين إمكانية الانتقال من الزراعة اليدوية إلى الزراعة الآلية، مما سيزيد قدراتها وسيسرّع عملية الحصاد وسيخفض التكاليف. ويحصد المزارعون في مختلف البلدان المشاركة، بفضل هذا التعاون، منافع جعل قطاع القطن أكثر استدامة وربحية.

ولعل هذا أبلغ مثال على ما يجسّده التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، أي تبادل الدروس عبر مختلف البلدان التي تواجه تحديات مشابهة واستخلاص ما هو مناسب لإحداث التنمية والتمكين المتبادل في سياق هذه العملية.

فما هو بالتحديد التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي؟

التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي هو باختصار تبادل وتشاطر الحلول الإنمائية أي المعارف والتجارب والممارسات الجيدة والسياسات المبتكرة والتكنولوجيا والموارد، بين بلدان الجنوب العالمي بما يساعد مختلف الأطراف
على تحقيق أهدافها الإنمائية. وقد تشارك أحيانًا في هذه العلاقات جهة مانحة من إحدى البلدان المتقدمة أو منظمة متعددة الأطراف، فتصبح بالتالي تعاونًا ثلاثيًا.

وتجمع منظمة الأغذية والزراعة، بصفتها ميسّرًا للتعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، البلدان التي لديها حلول إنمائية مع البلدان المهتمة في تطبيقها وتضمن الجودة الفنية لعمليات التبادل هذه. وتتمثل إحدى أكثر أساليب التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي شيوعًا في تبادل الخبرات، على غرار إتاحة الخبراء أو الفنيين من بلد إلى آخر لعدد
من الأشهر أو السنوات حتى. 

سوف يقلّص مركز فحص علف الحيوان الجديد في أفغانستان مهلة الانتظار لإجراء الفحوصات على علف الحيوان بمساعدة خبراء من تايلند. إلى اليمين: ©الفاو / شاخ مرعي؛ إلى اليسار: ©الفاو/ فريستا جيهاني.

تايلند وأفغانستان تعقدان شراكة لتحسين فحص علف الحيوان

قام خبراء في علف الحيوان من تايلند، من خلال شراكة بين بلدان الجنوب، بتشاطر معارفهم مع فنيين مخبريين
في أفغانستان في أحد مرافق فحص علف الحيوان في أفغانستان. وتعتمد نسبة 75 في المائة تقريبًا من الأسر الأفغانية
على الثروة الحيوانية لتأمين دخلها وأنماطها الغذائية، وهو ما يجعل وجود علف عالي الجودة أساسيًا لتحقيق المستوى الأمثل من إنتاجية الحيوانات وصحتهم ورفاههم.

ولم يكن هناك فيما مضى مرفق مناسب لفحص العلف في أفغانستان. وكان يتعين على العاملين الفنيين في المختبرات شحن عيّنات من العلف إلى البلدان الأخرى لتحليلها، مما يعني تكاليف أعلى وفترة زمنية أطول لإنجاز العمليات.
غير أنّ وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية في أفغانستان قد أنشأت مؤخرًا مرفقًا جديدًا لفحص العلف في كابول قدّمت له المنظمة الدعم من خلال توفير التدريب الفني والمعدات المخبرية الأساسية. وأرسلت تايلند خبيرين اثنين للاطلاع
على حالة التجهيزات المخبرية الموجودة وتقييم قدرات المختبر في أفغانستان وتقديم تدريب فني لنحو عشرة من الموظفين المحليين. ويعتبر فريد كاريمي، رئيس المختبر، أنّ مبادرة تشاطر المعارف قد أحدثت فارقًا ملحوظًا. "في ما مضى،
لم نكن قادرين على تشغيل المعدات الموجودة. لكن بعد التدريب، أصبحنا نعرف كيف نستخدمها. وفي بداية التدريب...، لم نكن مجهّزين على أكمل وجه بحزمة المعارف والمهارات المطلوبة. غير أنّ الفرصة التي أتاحها هذا التدريب قد ساعدتنا بالفعل على تنمية قدراتنا... والاستفادة من هذه الفرصة على أكمل وجه."

خبير من الصين يعرض أساليب الزراعة المستدامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. © الفاو/ لي يوهاو.

شراكة بين الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية

توجه فريق من الخبراء الزراعيين من الصين في جمهورية الكونغو الديمقراطية لمساعدة المزارعين المحليين في مجال إنتاج الأرزّ والخضار وتربية الحيوانات والاستزراع السمكي. وجمهورية الكونغو الديمقراطية بلد فسيح وغني بالموارد الطبيعية،
غير أنّ سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي يطرحان مشكلة ملحة فيه. تعدّ الصين أكبر منتج للأرزّ في العالم مما يجعل فريقها خير مؤهّل لمساعدة السكان المحليين على تفعيل إنتاجهم.

وفي جنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية، عرض خبراء الفريق لتكنولوجيا زراعة الأرزّ باستخدام ستّة أنواع من الأرزّ موزعة على أربعة مواقع وعملية نقل الشتلات بواسطة تقنيات جديدة جرى تطويرها في الصين.

وتعلّم المزارعون المحليون أيضًا أهمية زراعة الشتلات على أرضية جافة وهي طريقة إنتاج تستوجب كمية أقلّ من المياه،
ما يجعلها مثالية لهذه المنطقة التي يطول فيها الموسم الجاف. وجرى تعليم المزارعين كيفية استخدام طريقة فحص التربة وتركيبات التخصيب وهو ما يساعد على تحقيق الإدارة المثلى للمحاصيل، إضافة إلى كيفية تعزيز التحكم بالمياه لتجنب الريّ الفيضي والوقاية من الآفات والأمراض. وكان الحصاد مرتفعًا في جميع المواقع حيث تراوحت الغلال بين 133
و466 في المائة.

وعرض فريق الخبراء أيضًا كيفية زراعة الدّخن وهو محصول مقاوم للغاية للجفاف وممتاز لهذا النوع من المناخ الجاف. وكانت هذه المرة الأولى بالنسبة إلى العديد من المزارعين التي يزرعون فيها الدّخن وكانوا شديدي الحماسة إزاء الإمكانات التي يتيحها لهم.

الاحتفال بالذكرى العاشرة

كانت الصين في طليعة البلدان التي شاركت في التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي مع منظمة الأغذية والزراعة وهي شاركت بصورة فعالة في الترويج للتعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي في المناطق التي تشهد إنتاجًا غذائيًا وزراعيًا مستدامًا. وتحتفل المنظمة هذا العام بمرور عشر سنوات على هذه الشراكة من خلال حدث يقام في كمبالا، أوغندا للاحتفال بما حققته من إنجازات.

ولن تكون نماذج التعاون التقليدية قادرة على مواكبة الوتيرة والنطاق المطلوبين إذا ما أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030. ويشكل التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي نهجًا شموليًا لتعميم فوائد العولمة على نطاق أوسع من خلال فتح أسواق جديدة وإرساء أساس أوسع للنمو الاقتصادي المستدام. وهو بشكل أساسي أداة رئيسية لتحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في بناء عالم خالٍ من الجوع.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات 

الموقع الإلكتروني: التعاون بين بلدان الجنوب

المطبوع: التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي في منظمة الأغذية والزراعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

صحيفة وقائع: برنامج منظمة الأغذية والزراعة والصين للتعاون بين بلدان الجنوب

صحيفة وقائع: التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي

التقرير: الإلهام والإدماج والابتكار: برنامج منظمة الأغذية والزراعة والصين للتعاون بين بلدان الجنوب
(2009-2019)