Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

فقدت القدرة على المشي لكنها واصلت المضي قدمًا


كيف قاومت أم ريفية من كولومبيا مرضًا موهنًا وأصبحت من أبطال الأغذية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

بعد سنوات من الكفاح ضد متلازمة غيلان باريه والخضوع لعمليات جراحية وعلاج فيزيائي، استعادت السيدة Ana Yesmid قدرتها على النطق ومعظم مقدرتها على المشي. وقد حوّلت تجربتها إلى حملة تهدف إلى مساعدة الآخرين من ذوي الإعاقة على الوصول إلى الموارد التي تعينهم على كسب العيش. ©FAO/Ángela Aya

12/10/2022

وُلدت السيدة Ana Yesmid Saldarriaga Roso في أسرة ريفية في بلدة غوامال الواقعة جنوب العاصمة بوغوتا. وهي أمّ لأربعة أطفال وقد مارست لذلك أربعة أعمال مختلفة، بما في ذلك العمل كمدبرة منزل وحارس أمن خاص وبائعة تاماليس، وهو طبق تقليدي في أمريكا الوسطى.

لكنّ كل شيء تغيّر ذات صباح.

فعندما بلغت السيدة Ana Yesmid عامها الثاني والأربعين، استيقظت في أحد الأيام لتجد نفسها تصارع من أجل النطق أو مغادرة فراشها. واستمر هذا الأمر خمس سنوات قضتها في مستشفيات مختلفة، متّكلة في استحمامها ولباسها على زوجها الذي كرس نفسه لها. وقد شخّص الأطباء مرضها بمتلازمة غيلان باريه، وهو اختلال نادر يقوم على أثره جهاز المناعة في الجسم على مهاجمة الأعصاب، ويؤدي في بعض الأحيان إلى شلل كامل.

وبعدما باتت أسيرة الكرسي المتحرك، لم تكلّ عن إخبار نفسها بأنها ستمشي مجددًا يومًا ما. وقد خضعت للعديد من العمليات الجراحية وتعلمت استخدام العكازات وأتمت المعالجة الفيزيائية بالتزام تام وفي النهاية، وبعد عام ونصف العام، تمكنت من المشي مجددًا بمساعدة العكاز. كما استعادت كامل قدرتها على النطق في نهاية المطاف.

وعندها تعرفت بالصدفة على جمعية "إزالة الحواجز بروابط المحبة" (Asociación Rompiendo Barreras Con Lazos de Amor - ASROBLAM)، وهي منظمة تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة. وقد ساعدتها الجمعية وساعدت أعضاءها البالغ عددهم 29 عضوًا على إنتاج حقائب إيكولوجية وحلويات وبيعها من أجل كسب العيش. وسرعان ما أصبحت السيدة Ana Yesmid ممثلة الجمعية في التعامل مع الحكومة.

ومنذ البداية، كان موقف السيدة Ana Yesmid أنه ينبغي على الجمعية مساعدة الأشخاص الآخرين ذوي الإعاقة على كسب سبل العيش. إذ لا يزال الأشخاص ذوو الإعاقة في كولومبيا يعانون الكثير من التمييز في بحثهم عن العمل.

وقالت: "قلت لنفسي إنه يجب توسيع نطاق هذا العمل: إذ علينا أن نحسن مستوى معيشة الناس وبالتالي، نستطيع أن نبين للآخرين الذين يواجهون وضعًا مشابهًا أنهم يستطيعون فعلاً المضي قدمًا".

شاركت السيدة Ana Yesmid مع جمعية تساعد على تحسين سبل عيش الأشخاص ذوي الإعاقة. وقام مشروع نفذته منظمة الأغذية والزراعة بتقديم المزيد من الدعم إلى الجمعية، بتوفير المساعدة الفنية للأعضاء في مسائل الزراعة وتربية الثروة الحيوانية. الصورة إلى اليسار: ©FAO/Ánge

وتشكل الجمعية جزءًا من شبكة ميتا لإمداد الأغذية (Red de Abastecimiento de Alimentos del Meta)، وهي مبادرة تسعى إلى توطيد نماذج إمداد شاملة لصالح المنتجين على النطاقين الصغير والمتوسط في إدارة ميتا وسط كولومبيا.

وفي مطلع عام 2019، تلقى أعضاء الجمعية المزيد من الدعم، فتلقت شبكة ميتا لإمداد الأغذية الرعاية من شركة إيكوبترول على أثر مشروع نفذته منظمة الأغذية والزراعة.

وقام مشروع منظمة الأغذية والزراعة، الذي صاحبه تمويل لمدة ثلاث سنوات بقيمة 2.3 ملايين دولار أمريكي قدمته إيكوبترول، بتوفير المشورة الفنية في إنتاج الفواكه والخضار والبن وجوز الهند وتربية الماشية والدواجن والأسماك. كما ساعد المشروع أيضًا المزارعين على إعداد نماذج أعمال وتطوير ممارسات الإنتاج الجيدة وسهّل شراء معدات البذر والحصاد. مما أتاح للسيدة Ana Yesmid التعلم عن بيع الدجاج الطليق.

وقالت السيدة Ana Yesmid: "بقد بدأتُ البحث عن الأشخاص ذوي الإعاقة في مزارع أخرى وتحدثت معهم عن المشروع الخاص بالدجاج".

وتمكنت السيدة Ana Yesmid بفضل مهاراتها القيادية أن تنظم إنتاج الدجاج الطليق في خمس قرى. وموّل مشروع منظمة الأغذية والزراعة إنشاء بيت مشترك للدجاج، استُخدمت في بنائه مواد تتوافق مع الممارسات الجيدة في مجال تربية الدواجن.

أنشأ المزارعون الأسريون شركة، من خلال مشروع منظمة الأغذية والزراعة، من أجل تولي العمليات اللوجستية في بيع منتجاتها، وكانت السيدة Ana Yesmid عضوًا في مجلس إدارتها. ©FAO/ Juan Diego Castillo

تسببت جائحة كوفيد-19 العالمية بعد فترة وجيزة من تفشيها بارتفاع حاد في أسعار أعلاف الحيوانات وتكاليف الإنتاج الأخرى. وعندها، تدخّل مشروع منظمة الأغذية والزراعة وقدّم البذور والمعدات اللازمة من أجل إنتاج علف بديل مما خفّض التكاليف بنسبة تصل إلى 40 في المائة.

وقد ساعد المشروع أيضًا الأسر العاملة في الزراعة على تسويق منتجاتها عن طريق شبكة إمداد الأغذية. وبات نحو 500 من المنتجين في بلديات فيافيسينسيو وأكاسيا وكاستيا لا نويفا وغوامال يبيعون منتجاتهم من دون وسيط. وجرى إنشاء شركة RED S.A.S من أجل تولي العمليات اللوجستية، وكانت السيدة Ana Yesmid عضوًا في مجلس إدارتها وتمثلها بصفتها مديرة لها.

وقالت السيدة Ana Yesmid: "نريد منكم أن تساعدوا الأشخاص ذوي الإعاقة في ميتا، في كولومبيا وجميع بقاع العالم. أتيحوا لنا الفرصة لكي نمضي إلى الأمام ونحسّن مستوى معيشتنا".

وهي توجه كلمات تحفيزية للأمهات اللاتي "يعملن على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع وليس لديهم الحق في النوم أو المرض أو إجازة ليوم واحد، فليس هناك من يعتني بأطفالهن".

فتقول: "لسنا بحاجة إلى الشفقة. فنحن محارِبات مناضلات فادعمونا لكي نمضي قدمًا".

وراء كل ما ننتجه من غذاء هناك دائمًا من قام بإنتاجه أو زراعته أو حصاده أو صيده أو نقله. ومع اقترب يوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر/تشرين الأول، نغتنم هذه الفرصة لكي نشكر #أبطال_الأغذية الذين يواصلون، مهما كانت الظروف، توفير الأغذية لمجتمعاتهم المحلية وخارجها – من دون ترك أي أحد خلف الركب.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: كولومبيا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في كولومبيا [باللغة الإسبانية]

الموقع الإلكتروني: يوم الأغذية العالمي