Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تكتسي المهارات والبذور التي اكتسبتها المجتمعات المحلية الريفية أهميةً جديدةً في باكستان


كيف ساعد بناء قدرة المزارعين الباكستانيين على الصمود خلال أزمة وباء كوفيد-١٩

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

بالنسبة للعديد من المزارعين الريفيين، تشكل عمليات الإغلاق تحديات بالنسبة لسبل كسب الرزق. وبالنسبة لمنساب، فإن المهارات الزراعية التي تعلمتها العام الماضي في مدرسة المزارعين الميدانية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة أصبحت أكثر قيمة خلال هذه الأزمة. ©الفاو

08/05/2020

حتى وقت قريب، كانت منساب ماي تعمل كمنتجة للحليب. تشتهر منطقة مظفرغار في باكستان، حيث تعيش عائلتها المتكوّنة من تسعة أفراد، بإنتاج الحليب، وتشكل الماشية جزءًا مهمًا من سبل عيش الناس هنا. تكاد أن تكون لكل أسرة أبقار أو ماعز. ولكن منذ إعلان الحجر الصحي في البلد لاحتواء وباء كوفيد-١٩، تحتفظ عائلة منساب بالحليب لاستهلاكها الخاص. 

يعمل  زوج منساب وولدها البكر في البناء وكانا يعملان بأجر يومي، لكن بسبب الأزمة أصبحا عاطلَين عن العمل خلال الأشهر الماضية. وكانت أسرهم تعتمد على هذا الدخل لإعالهم وإعالة أطفالهم السبعة، لم يكن لديهم مدخرات يعتمدون عليها.

 بإقرار بلدان العالم الحجر الصحي لاحتواء وباءكوفيد-١٩، أصبحت حالة منساب للأسف شائعة؛ إذ يعاني صغار المزارعين والمجتمعات الريفية بالفعل من الآثار السلبية على سبل عيشهم. وبالنسبة لكثير من الناس، أدت القيود المفروضة على احتواء انتشار الفيروس إلى الحد من قدرتهم على العمل أو إيقافها تماماً.

 زرع البذور

 لحسن الحظ، قبل بضعة أشهر فقط من بدء الأزمة في جميع أنحاء العالم، انتهزت منساب فرصة بدء سبل عيش جديدة. شاركت في مدرسة المزارعين الميدانية التابعة للمنظمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 مع مشاركات آخريات. تلقّين بذور الكانولا لمساعدتهن على البدء قبل موسم الزراعة. يمكن استخدام زيت الكانولا للاستهلاك المنزلي ويمكن أيضاً بيعه بسعر جيد.

 بهذه البذور والمعرفة الجديدة، استعدّت  منساب وزوجها وابنها البكر وحرثوا قطعة صغيرة من أرضهم قبل زرع البذور. كانت تأمل أن تجني محصولاً جيداً، لكن بما أنها لم تزرع قطّ القمح والخضروات في الماضي، لم تكن متأكدة من النتائج.

 وطوال الدورة الزراعية، قدمت منظمة الأغذية والزراعة الدعم التقني، وساعدت المزارعين في اتخاذ قرارات رئيسية بشأن إعداد الأراضي، ومتطلبات الأسمدة، وأساليب مكافحة الآفات البيولوجية، وتقنيات الحصاد. وبفضل هذه المساعدة تمكنت منساب أن تثق في نجاح هذا النشاط الجديد.

بعد مشاركتها في مدرسة المزارعين الميدانية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة في تشرين الثاني الماضي/نوفمبر (إلى اليسار)، تعلمت منساب (إلى اليمين) زراعة بذور الكانولا، مما وفر دخلاً لأسرتها خلال الأزمة الحالية.©الفاو

 واقع جديد، حصاد جديد

بحلول نيسان/أبريل 2020، انتشر وباء كوفيد-١٩ في جميع مقاطعات باكستان، وكانت مقاطعة البنجاب الأكثر تضرراً من هذه الفاشية. ولم يكن للبنجاب أكبر عدد من حالات وباء كوفيد-١٩ فحسب، بل كان للفيروس تأثير كبير على دخل سكانها. كثير من الناس في هذه المنطقة، مثل زوج منساب، كانوا يعملون بأجر يومي، لذلك عندما أغلقت الصناعات، كان ذلك يعني أنه لم يعد هناك دخل.

لكن، والحمد لله، كان أيضا هو الوقت كان الكانولا جاهزا للحصاد، وقد كانت منساب قد قضت عدة أشهر في رعايته. وكان محصول الكانولا هذا بمثابة شعاع من الأمل لمساب وعائلتها.

وقد أدى كلّ من مهارات منساب الجديدة وعملها الشاق إلى عائد عال من الكانولا جنت من بيعها مبلغاً قدره 13 ألف روبية باكستانية (حوالي 81 دولارا) – ما يكفي لإعالة عائلتها لمدة شهرين ونصف. 

 "ان حصاد الكانولا جلب ارتياحا رحّبت به عائلتنا". تقول منساب، ثم تضيف قائلة بسرور "إن الربح الذي حققناه من بيع الكانولا سيساعدنا على العيش خلال هذه الأوقات الصعبة. وسوف نستخرج زيت المائدة من ال10 كغم المتبقية من الكانولا".

 

ويتمثل أحد العناصر الأساسية لعمل المنظمة ومدارسها الميدانية للمزارعين في بناء قدرة السكان على الصمود، لا سيما المجتمعات الريفية. طُرُق أفضل للزراعة، وأساليب التخزين، وخطط الادخار، والوصول إلى أسواق جديدة: هذه كلها استراتيجيات يتم تدريسها لمساعدة المزارعين خلال الأزمات، سواء كانت كارثة طبيعية، أو صراعات من صنع الإنسان أو حتى وباء. وتستخدم منظمة الأغذية والزراعة الآن أيضاً خدمات النظافة الصحية وتدابير المعلومات المتعلقة بالتغذية لمساعدة المزارعين والرجال والنساء على إبطاء انتشار وباء كوفيد-١٩

دعم المزارعين في جميع أنحاء البلد

 إضافة إلى إقليم البنجاب، قامت منظمة الأغذية والزراعة، باتخاذ إجراءات السلامة لاحتواء انتشار الفيروس، بتوفير الإمدادات والمساعدة العملية للمزارعين المتضررين منذ أن ضرب وباء الفيروس البلد.

وفي منطقة ثارباركار في السند، تقوم منظمة الأغذية والزراعة، بدعم من البنك الدولي، بتوزيع مجموعات الخضروات وبناء خزانات صغيرة للمياه مزودة بمضخات مياه شمسية مدمجة لري أراضي 25 قرية في المنطقة. كما وفر المشروع أحواض مياه الحيوانات وشبكات الري بالتنقيط الصغيرة لحدائق المطبخ في هذه القرى، لدعم الأمن الغذائي لهؤلاء المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة.

يُعلم تدريب المنظمة على الصحة والسلامة أهمية غسل اليدين لإبطاء انتشار وباءكوفيد-١٩.©الفاو

 بإغلاق العديد من الأسواق وتباطؤ النقل بشكل كبير، أصبح الحصول على العلف الحيواني مشكلة كبيرة بالنسبة للعديد من المزارعين الذين يعتمدون على الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للدخل. وقد وزعت منظمة الأغذية والزراعة العلف الحيواني على 1436 من الأسر الأكثر ضعفاً، مما ساعد مزارعي الماشية على تجاوز الأزمة.

الصحة والسلامة، بطبيعة الحال، من الاعتبارات الرئيسية الأخرى في المناطق الريفية، التي لا تتوفر لها في بعض الأحيان سوى فرص محدودة للحصول على الإمدادات الطبية أو العلاج. وفي عدة مقاطعات في جميع أنحاء باكستان، قدمت منظمة الأغذية والزراعة تدريباً عملياً لإثبات أفضل ممارسات السلامة. وشمل ذلك جلسات عن أهمية التدابير الوقائية مثل غسل اليدين، والابتعاد البدني، وغير ذلك من الممارسات الصحية والوقائية، التي تساعد الناس على الشعوربالأمان في أعقاب تفشي وباء كوفيد-١٩.

 ويواجه العديد من المزارعين في جميع أنحاء العالم، مثل منساب، تحديات جديدة في معيشتهم. وبالنسبة للكثيرين، فإن هذه الأزمة ليست سوى أزمة أخرى يتعين التغلب عليها. ومع تزايد أوقات الأزمات، تعدّ القدرة على الصمود أمراً بالغ الأهمية. وتدعم منظمة الأغذية والزراعة المزارعين والمجتمعات الريفية، وتعمل معهم لضمان أن يكونوا قادرين على مواجهة هذه التحديات الجديدة وأنهم مجهزون للتعامل مع التغييرات الناجمة عن وباء كوفيد-١٩.  وفي الوقت الحاضر وفي المستقبل، تواصل منظمة الأغذية والزراعة مساعدة المجتمعات المحلية على مواجهة هذه الأزمات بشكل أفضل حتى تتمكن الأسر من إعالة نفسها وتلبية الاحتياجات بعد هذه الأوقات الصعبة.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على مزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الفاو في باكستان

الموقع الإلكتروني: فيروس كوفيد-١٩