Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

مضخات المياه العاملة على الطاقة الشمسية تدعم سبل عيش الرعاة في زمن أزمة المناخ


يتكيّف أحد الرعاة المزارعين في جنوب السودان مع المناخ المتغيِّر ويساعد الآخرين على أن يفعلوا بالمثل

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

خسر السيد Lokuru Kuri محصوله بأكمله في قرية نَكورينغومو في جنوب السودان، نتيجة موسم شديد الجفاف هذا العام، ما جعله يعتمد كلّيًا على حيواناته لكسب الدخل. ©FAO/Eduardo Soteras

29/11/2023

يأخذ السيد Michael Lokuru Kuri، كما في كل صباح عند شروق الشمس، قطيعه للرعي في هذا الصباح الباكر لتفادي الحرّ. ويقود ماشيته خارج المجمّع في مشهد مليء بالسكينة.

ولم يكن الأمر دومًا هكذا. ويقول السيد Lokuru، كما يُلقّب: "لقد تعرضتُ لغزوتين"، ويشرح كيف أنه في ظل العلاقات المتوترة مع المجتمعات المحلية المجاورة في مقاطعة جنوب كابويتا في ولاية شرق الاستوائية في الجزء الجنوبي الشرقي من جنوب السودان، "يريدون أخذ ماشيتنا عنوةً ويحاولون قتلنا أيضًا. أخذوا كل قطيعي ولم يبق منه سوى خمسة حيوانات." ويغلق قبضته إشارةً إلى الرقم خمسة ويروي كيف اضطر أن يكافح للحصول على حيوانات إضافية.

ولكن خفّت أقلّه بعض الصعوبات التي كان يواجهها مع قطيعه. ففي وقت سابق، أجبره الموسم الجاف الطويل على أخذ حيواناته للرعي بعيدًا عن قريته نكورينغومو، ممّا رفع احتمال النزاع على الموارد المائية. كان ذلك قبل أن تدعم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بتمويل من مصرف التنمية الأفريقي، حفر خزان سعته 30 000 متر مكعب، وتقوم بتركيب مضخة مياه عاملة على الطاقة الشمسية في مجتمعه المحلي. ويقول الرجل البالغ من العمر 34 سنة: "لسنا بحاجة إلى أخذ حيواناتنا إلى أماكن أخرى من أجل المياه لأن لدينا منها ما يكفينا للحيوانات. "

ولم يعد هو ومجتمعه المحلي بحاجة إلى تعبئة المياه بمشقة من مستجمع مائي بفضل هذه المنشأة التي يُشغلها لوحان شمسيان يولدان الكهرباء لضخ المياه من الخزان على نحو مستدام. "لقد سهّلت مضخة المياه العاملة على الطاقة الشمسة كل شيء بالنسبة إلينا. "

ويضيف السيد Lokuru: "باتت ماشيتنا تشرب الآن مياهًا نظيفة تضخها مضخة شمسية نحو الأحواض"، وهو يقوم بتعبئة حوض بواسطة خرطوم لكي يشرب قطيعه. ويعني توافر المياه النظيفة أن الحيوانات ستتمتع بصحة أفضل، وهذه مسألة أساسية بالنسبة إلى الأشخاص الذين تعتمد سبل عيشهم على الماشية.

حفرت المنظمة خزانًا للمياه ووفرت مضخة مياه تعمل على الطاقة الشمسية، لكي يتفادى السيد Lokuru والرعاة الآخرون رعي ماشيتهم بعيدًا عن قراهم، ما يخفّض بالتالي مخاطر النزاع على المياه والموارد الطبيعية. ©FAO/Eduardo Soteras

تُقدّم المنظمة الدعم نيابةً عن مصرف التنمية الأفريقي وحكومة جنوب السودان، وهو جزء من مبادرة لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود والتكيف في وجه تغير المناخ.

ويقول سعادة السيد Meshack Malo، ممثل المنظمة في جنوب السودان، إنّ مستوى انعدام الأمن الغذائي يبقى تحديًا كبيرًا. ويقول "في هذا البلد، لا زال أكثر من 70 في المائة من الأشخاص، في أي وقت من الأوقات، لا يعلمون أين سيحصلون على وجبتهم القادمة."

وعلاوة على ذلك، هناك التأثير المتواصل للقتال في مناطق واسعة من البلاد وتغير المناخ. وينهي السيد Malo بالقول "هكذا ترى البلاد نفسها تواجه تحديًا مزدوجًا، وفي بعض الأحيان ثلاثيًا مع الفيضانات أو الظروف الجافة."

وفي مزرعة السيد Lokuru، الآثار المدمرة لتغير المناخ واضحة وضوح الشمس في تشقق التربة وذبول المحاصيل في حقوله. ويقول "لقد حصلت تغيرات في الطقس"، فيشرح وهو يفتت المحصول الجاف بأصابعه: "هذه أسوأ سنة حيث قضت الشمس على كل المحاصيل. ولم نحصد أي شيء في هذا الموسم."

لذلك تكتسي المحافظة على صحة الماشية أهمية خاصة لأسرته. وبالنسبة إلى ثلاثة أرباع المجتمع هنا: "إن سبل عيشهم هي الماشية، فهم يعتمدون فعليًا عليها"، كما يقول السيد Quinto Asaye Alex، مفتش الخدمات البيطرية في ولاية شرق الاستوائية، وهو يستعدّ لتلقيح ماعز السيد Lokuru.

تعلم السيد Lokuru أيضًا كيفية تلقيح حيواناته بفضل تدريب بدعم من المنظمة. وهو يساعد اليوم في تلقيح حيوانات أفراد مجتمعه المحلي الآخرين، ويدرب آخرين على فعل ذلك. ©FAO/Eduardo Soteras

وتهدف زيارات الطبيب البيطري إلى غرض أكثر أهمية بعد، وهو تدريب السيد Lokuru على إعطاء الأمصال لحيواناته وحيوانات أبناء قريته بنفسه. ويضم هذا التدريب المدعوم من المنظمة والموجه إلى العاملين المجتمعيين مثل السيد Lokuru الذي رشحته قريته، إعطاء التلقيح وتحديد الأمراض وفرز الحيوانات المريضة عن السليمة ومعالجتها، كما يشرح السيد Quinto.

والسيد Lokuru واحد من أصل 30 عاملًا مجتمعيًا تم تدريبهم على نطاق جنوب كابويتا ككلّ، ويقول "أعتبر نفسي قائدًا لأني املك المعرفة. لقد دربتني المنظمة على أمور كثيرة، فأنا أعطي العلاجات واللقاحات، وهذا شيء لا يستطيع الآخرون فعله. ولا زلت أتمتع بالقوة. وسأقوم بتدريب الشباب وسأضمن أن يصبحوا مثلي في المجتمع المحلي."

وتساعد مساعي السيد Lokuru مجتمعه المحلي على الحفاظ على سبل عيشه وتدريب الشباب على الشيء ذاته في ظل الصعوبات التي تواجهها بلادهم، وذلك بمساعدة المبادرة التي تديرها المنظمة وشركاؤها.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وتغير المناخ

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لدى المنظمة: جنوب السودان

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ