Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

التعاون بين بلدان الجنوب يعزز الخبرة اللازمة لوقاية صحة النباتات وسبل العيش في كمبوديا وسري لانكا


يؤدي التعاون بين المزارعين والخبراء الفنيين إلى تعزيز قدرات البلدان في مجال الصحة النباتية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يبين العرض الميداني للتكنولوجيات الصينية الجديدة كيف يمكن لمراقبة الآفات ومكافحتها على نحو فعّال احتواء ذبول الموز الفطري، وهو مرض يؤثر سلبًا على إنتاج الموز وتصديره في كمبوديا. ©IPPC Secretariat

12/09/2023

للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة أهميتهم كمنتجين للأغذية على مستوى العالم. ولكنهم غالبًا ما يواجهون الصعوبات في الوفاء بالمعايير الدولية المتعلقة بالتجارة وما يتصل بها من متطلبات للصحة النباتية. وقد أمسى سد الفجوة بين مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة وبين السوق العالمية أمرًا فائق الأهمية أكثر من أي وقت مضى. ومن خلال برامج التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي يتم الجمع بين المنتجين والمصدرين والخبراء الفنيين لكي يتبادلوا المعارف القيمة وليعملوا معًا لتعزيز الإنتاج الزراعي.

أما أحد المجالات الرئيسية لهذه الخبرة البالغة الأهمية، والذي كثيرًا ما لا يلقى الاهتمام الكافي، فهو مجال الصحة النباتية ووقاية النباتات.

وتتسم التدابير القوية والمحدثة في مجال الصحة النباتية بأهمية بالغة لجهة تنظيم الآفات ومنع دخولها إلى النباتات والمنتجات النباتية. أما الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات فهي معاهدة متعددة الأطراف تهدف إلى وقاية النباتات من خلال منع دخول الآفات وانتشارها. وتعمل أمانة الاتفاقية الدولية، التي تستضيفها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، على ضمان تمتع جميع البلدان بالقدرة على تنفيذ تدابير الصحة النباتية، وبالتالي تيسير تجارة المنتجات الزراعية.

ويقوم مشروع مشترك بين المنظمة والصين للتعاون بين بلدان الجنوب بوضع المزارعين في صلب هذه العملية. ومن شأن ضمان استيفاء المنتجات الزراعية معايير الصحة النباتية اللازمة للتجارة الدولية، أن يوفر للمزارعين فرصةً لكسب دخل إضافي. وقد أتى مشروع التعاون بين بلدان الجنوب بخبراء صينيين إلى كمبوديا وسري لانكا لنشر تكنولوجيات ومنتجات جديدة متعلقة بصحة النباتات، وأفضل الممارسات في استخدامها.

ويرد في ما يلي مثلان على الكيفية التي يساعد بها التعاون بين بلدان الجنوب المزارعين على الوفاء بتدابير الصحة النباتية وضمان الصحة النباتية:

الصورة اليسرى/العليا: يحدد تقييم أولي للقدرات في مجال الصحة النباتية في كمبوديا الثغرات في نظام الصحة النباتية. وقد استُخدمت المعلومات لعقد دورات تدريبية من أجل تعزيز المعارف والتكنولوجيات المتعلقة بالصحة النباتية. ©IPPC Secretariat. الصورة اليمنى/السفلى:

مكافحة مرض ذبول الموز الفطري في كمبوديا

منذ عقود يعاني المزارعون في كمبوديا من ذبول الموز الفطري، وهو مرض مدمر يؤثر على ثاني أهم سلعة زراعية يصدرونها، وفقًا لمنظمة التجارة العالمية. وذبول الموز الفطري عبارة عن فطر موجود في التربة يؤدي إلى ذبول الأوراق السفلية لنبتة الموز وتحولها إلى اللون الأصفر. ومع تقدم المرض، تصاب أوراق أخرى بالاصفرار فتموت مخلّفة ما يشبه "تنورةً" من الأوراق الميتة. وقد أثّر انتشار هذا المرض تأثيرًا شديدًا على إنتاج الموز وصادراته في المناطق المدارية جنوب شرق آسيا، بما في ذلك كمبوديا.

ولمكافحة مرض ذبول الموز الفطري، نفّذت أمانة الاتفاقية الدولية مشروعا بمساعدة خبراء من الصين بهدف تحسين نظام الصحة النباتية في كمبوديا بأكمله. وقد استُهلّ المشروع عام 2019 بواسطة تقييم للقدرات في مجال الصحة النباتية، ساعد على تحديد الثغرات في نظام الصحة النباتية. ثم استخدمت هذه المعلومات لتنظيم دورات تدريبية حول تقنيات الصحة النباتية والتكنولوجيات في المكافحة المتكاملة للآفات من أجل محاربة هذا المرض.

وقام خمسة عشر موظفًا مختارًا من موظفي المنظمة الوطنية لوقاية النباتات في كمبوديا بتعلم تقنيات الرصد والكشف المبكر والتحديد المخبري فضلًا عن تقنيات المكافحة المتكاملة للآفات. كما تعلموا عن عملية كشف مرض ذبول الموز الفطري والحجر عليه فور دخول الموز المستورد إلى البلد.   

وبفضل هذا التدريب، اكتشف المزارعون المرض في مرحلة مبكرة، ما مكنهم من تنفيذ تدابير المكافحة قبل أن ينتشر ويتسبب بأضرار كبيرة. وأظهرت هذه التكنولوجيات الجديدة كيف يمكن للمراقبة الفعالة ومكافحة الآفات احتواء مرض ذبول الموز الفطري ومنع انتشاره.

قاد الخبراء دورة تدريبية وتحقيقًا ميدانياً لتحسين الوقاية من انتشار ذباب الفاكهة ومكافحته، وهو الآفة الحشرية الرئيسية التي تؤثر على إنتاج وصادرات المانجو في سري لانكا. ©IPPC Secretariat

منع ذباب الفاكهة ومكافحته في سري لانكا

من خلال مشروع التعاون بين بلدان الجنوب في سري لانكا، قدّم خبراء صينيون في مجال الصحة النباتية دورات تدريبية وعروضًا ميدانية بشأن رصد المصايد، والتشخيص المورفولوجي والجزيئي، والعلاج بالحرارة والتشعيع، وتقنيات المكافحة المتكاملة للآفات التي تتحكم بذباب الفاكهة، وهي آفة متفشية في مزارع المانغا في سري لانكا. وقام مشاركون يمثلون الهيئة الوطنية للحجر الزراعي، بتعلم كيفية إعداد مصايد ذباب الفاكهة والتحقق منها في أحد البساتين.

ومنذ ذلك الحين، انتقلوا إلى تطبيق تقنيات لمكافحة آفة ذباب الفاكهة بصورة أفضل وتحسين معايير الصحة النباتية في البلاد لأن التشريعات التي عفا عليها الزمن لوقاية النباتات كانت تضر بحجم الصادرات. فلا يزال البلد يعتمد على مرسوم يعود تاريخه إلى عام 1981 وقد أمسى متخلفًا عن المعايير الدولية الحالية. والآن، مع اتباع نهج محدد الهدف لتعزيز القدرات في مجال الصحة النباتية، ساعد مشروع التعاون بين بلدان الجنوب سري لانكا على تحسين تجارتها الدولية والعابرة للحدود بشكل كبير.

وبفضل هذه الأساليب الجديدة لمراقبة الآفات، وتقنيات التشخيص، وعلاجات الصحة النباتية، والمكافحة المتكاملة للآفات المراعية للبيئة، تحسنت القدرة على الوقاية من ذباب الفاكهة ومكافحته في سري لانكا تحسنًا كبيرًا.

ويشكل التعاون بين بلدان الجنوب إطارًا لنشر المعارف والخبرة في عداد البلدان النامية. وقد برهن مشروع التعاون بين بلدان الجنوب، المشترك بين المنظمة والصين، والمنفذ بالتعاون مع أمانة الاتفاقية الدولية، كيف يمكن لتعزيز القدرات في مجال الصحة النباتية أن يسمح بمزيد من الأمان والسلاسة في مجال التجارة لدى كل من كمبوديا وسري لانكا. 

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

موقع إلكتروني: التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي

موقع إلكتروني: الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات

موقع إلكتروني: الإنتاج النباتي ووقاية النباتات