Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

السنغاليون يحققون نجاحًا في موطنهم السنغال


تساعد مكاتب دعم المهاجرين والعائدين التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة على إتاحة خيارات بديلة في حال لم تجر الرياح كما تشتهي السفن

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يدعم أحد المشاريع التي تنفذها منظمة الأغذية والزراعة في السنغال العائدين والشباب الريفيين في المجتمعات المحلية العرضة للهجرة في إنشاء أعمالهم التجارية الزراعية من خلال توفير التدريب لهم على المهارات الزراعية ومهارات تنظيم المشاريع وتسهيل وصولهم إلى الأسواق والتمويل. ©FAO

15/12/2022

منذ قرابة عقد من الزمن، كانت الحياة غير مستقرة للغاية في نظر السيد Abdoulaye Wade. إذ بدأ التعليم يصبح هدفًا بعيد المنال بالنسبة إليه وكانت الفرص محدودة للغاية في مسقط رأسه في قرية بونوكونتو، السنغال. لذا قرّر أن يجرب حظه في الهجرة إلى أوروبا. وكانت تلك بداية رحلة لم تأت بالمرجو منها.

ونظرًا إلى افتقاره إلى المال من أجل محاولة السفر إلى أوروبا بصورة مباشرة، فقد عمل في البداية في مطعم في بلدة تامباكوندا شرقي السنغال لمدة ثلاث سنوات، وادّخر ما يكفي من المال للانطلاق في رحلة ملحمية عبورًا بمالي وبنن ونيجيريا وتشاد وأخيرًا ليبيا. ومنها قام بعدة محاولات للوصول إلى أوروبا بالقارب لكنها باءت جميعها بالفشل، وكانت كل محاولة تؤول به إلى مواجهة ظروف قاسية في السجن. وفي عام 2020، أي بعد ثماني سنوات من مغادرته السنغال، قرّر العودة إلى دياره.

وبدأت الأحوال تتغير بالنسبة إلى السيد Abdoulaye في وطنه. فقد تزوج وأنشأ عمله التجاري المتخصص بتسمين المواشي والبستنة.

وتزامنت عودته مع إطلاق منظمة الأغذية والزراعة مشروعًا جديدًا في بونوكونتو يساعد المهاجرين العائدين على إعادة الاندماج من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. ويدعم هذا المشروع العائدين والشباب الريفيين في المجتمعات المحلية العرضة للهجرة في إنشاء أعمالهم التجارية الزراعية من خلال رفدهم بالتدريب على المهارات الزراعية ومهارات تنظيم المشاريع وتسهيل وصولهم إلى الأسواق والتمويل.

وقد ساعدت منظمة الأغذية والزراعة العائدين والعازمين على الهجرة، كجزء من تلك المبادرة، على تأسيس جمعية كبيرة ودعت إلى معالجة شواغلهم في خطط التنمية المحلية واختارت 120 شابًا من أجل تدريبهم وإدراجهم في حاضنة الأعمال التجارية الزراعية. ويعمل السيد Abdoulaye حاليًا على استكمال الإجراءات الإدارية، بدعم من أحد الميسّرين الذين درّبتهم منظمة الأغذية والزراعة، التي ستساعده على تعزيز أعماله التجارية.

ويقول السيد Abdoulaye: "من الواضح أنّ خطواتي الأولى في مشروعي كانت على المسار الصحيح. وأنا مستعد للعمل بجد لكي يتسنى لي، في المستقبل القريب، توظيف الشباب في مشروعي وإقناعهم بالبقاء في السنغال وتحقيق النجاح هنا".

اختارت منظمة الأغذية والزراعة كجزء من المبادرة 120 شابًا، منهم السيد Abdoulaye والسيد Moussa (الصورة إلى اليسار) والسيدة Mayram (الصورة إلى اليمين)، من أجل تدريبهم وإدراجهم في حاضنة الأعمال التجارية الزراعية. ©FAO

وأفاد المشاركون الآخرون في التدريب بأنهم قد استفادوا هم أيضًا من التجربة. فالسيدة Mayram Kah كانت قد عادت للتو إلى السنغال بعدما التحقت بزوجها في كوت ديفوار. وكانت قد وجدت صعوبة بالغة في التأقلم مع الحياة هناك فقررت العودة إلى الوطن. بيد أنها رأت بمجرد عودتها أنّ "أولئك الذين بقوا هناك قطعوا شوطًا إلى الأمام". وقد ساعد التدريب في هذه الحالة السيدة Mayram على تمويل عمل تجاري جديد في مجال الماشية والبدء به لكي يتسنى لها أيضًا المضي قدمًا.

وتقول السيدة Mayram مستذكرة: "لم أر شيئًا في أبيدجان لا يمكن فعله هنا. إذ يمكنني هنا كسب دخل جيد من أجل أسرتي، وذلك يساعد على تنمية بلدنا، وهذا ما أريده".

وكان السيد Moussa Ndour، البالغ من العمر 25 عامًا، قد عاد أيضًا إلى السنغال بعدما سافر إلى ليبيا عبر النيجر، أملًا في الخروج من جلباب أبيه وكسب دخل إضافي من أجل دعم أسرته. وهو يقول: "خاب أمل الجميع عند عودتي، لأنهم أرادوا لي النجاح مثل بعض زملائي وأن أتمكن من مساعدة أقربائهم". لكنه يقول إنّ أصدقاءه وأسرته ظلوا داعمين له.

ويعلّق قائلًا: "إنّ البقاء خيار أفضل، لأنكم حين تسافرون لا تعلمون ماذا يخبئ لكم القدر، وما من ضمانة بأنكم ستصلون إلى وجهتكم". ويقول إنه لا يزال مضطربًا من رؤية الجثث غير المدفونة في الصحراء أثناء رحلة عودته. لكن نظرًا إلى التدريب الذي تلقاه من منظمة الأغذية والزراعة على الأعمال التجارية الزراعية وتربية الدواجن والبستنة، فقد اختتم حديثه قائلًا: "بمقدور الشباب أن يعيشوا حياة كريمة هنا عن طريق الزراعة، لكنّ ذلك يعتمد على الظروف".

منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بإتاحة فرص عمل لائق أمام سكان الأرياف، لا سيما الشباب منهم، بغية جعل الهجرة خيارًا لا ضرورة. ©FAO

يشهد التاريخ بأنه لطالما كان السنغال بلد المقصد في إقليم غرب أفريقيا، بيد أنه مع تزايد عدد السكان ونقص فرص العمل، بات اليوم يشكل بلد العبور والهجرة إلى الخارج. وقد تمكّن المشروع بالفعل، الذي تموله مجموعة المانحين الرئيسيين للمنظمة والذي يحمل اسم "المساهمات الطوعية المرنة"، من ترك بصمة تمثلت بصفة خاصة في استثارة وعي واضعي السياسات المحليين بشأن الرابط بين الهجرة والزراعة والتنمية الريفية. كما أنه أنشأ مكاتب بلدية في المجتمعات المحلية من أجل دعم الأعمال التجارية للمهاجرين.

ويتمثل أحد جوانبه الأكثر تأثيرًا وإبداعًا في إنشاء المكاتب البلدية للاستقبال والتوجيه والمتابعة (Bureaux Communaux d’Accueil, Orientation, et de Suivi BCAOS). وهي مكاتب دعم تستهدف المهاجرين المحتملين والمغتربين والعائدين. إذ توفر المساعدة لأنشطة الأعمال التجارية الزراعية وإعادة إدماج المهاجرين العائدين من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وتؤدي أيضًا دور نقطة مرجعية عامة بالنسبة إلى أي مسائل تتعلق بالهجرة. وكان الميسّرون التابعون لتلك المكاتب هم من اختاروا السيد Abdoulaye والسيدة Mayram والسيد Moussa من أجل المشاركة في التدريب ومن ثم تابعوهم في جميع مراحل مشاريعهم الفردية، وقدموا لهم دعمًا يناسب مشاريعهم التجارية.

وتلتزم منظمة الأغذية والزراعة بإتاحة فرص عمل لائق أمام سكان الأرياف، لا سيما الشباب منهم، بغية جعل الهجرة خيارًا لا ضرورة وتحسين الأثر الإيجابي الذي تتركه على المجتمعات الريفية.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: السنغال

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والهجرة

الموقع الإلكتروني: المساهمات الطوعية المرنة [باللغة الإنكليزية]

قصة: العودة لكي تنعم المناطق الريفية في تونس بالازدهار