Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تسخير الموارد المائية للنهوض بإنتاج الأرزّ


يساعد التنوع البيولوجي في مجال تربية الأسماك في حقول الأرزّ على ضمان الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية في لاوس

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يعني التدهور البيئي أن المزيد من المجتمعات الريفية تجد صعوبة في إعالة نفسها باستخدام الممارسات الزراعية الاعتيادية. ولكن بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة، بدأ المزارعون في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية بالعودة إلى ممارسة قديمة ثبت نجاحها عبر الزمن وتتمثل في تربية الأسماك في حقول الأرزّ والتي من شأنها تعزيز التنوع البيولوجي وتنويع الأصناف. ©FAO/ Xaykhame Manilasith

23/09/2021

يتحدر السيد Bunlom Phantavong من سلسلة طويلة من مزارعي الأرزّ في محافظة سافاناخيت الجنوبية في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. وهو يفتخر بكون الأجيال قد توارثت العمل في إنتاج الأرزّ، غير أنه يقر بأنه يجد صعوبةً في تطبيق النُهج الاعتيادية للزراعة.

"في الماضي كنا نمارس الزراعة بصورة منسجمة مع البيئة. ولكن الآن كثر عدد الآفات، ولا نعرف كيف نتكيف معها".

ولطالما اعتمد السيد Bunlom والكثيرون غيره من صغار المزارعين في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية على حقول الأرزّ التي يملكونها وعلى الغابات المحيطة بها لتلبية متطلبات حياتهم ومعيشتهم. وفي حين أن لحقل الأرزّ مكانة محورية ضمن مجتمعاتهم، فهم يقومون أيضًا بجمع النباتات والحيوانات المائية الأصيلة مثل الأسماك والسلطعون والضفادع كمكملات لنمطهم الغذائي.

ولكن مع نمو عدد السكان، انخفض الإنتاج الغذائي. فقد أدت إزالة الغابات وممارسات الزراعة المدمرة إلى الإضرار بالبيئة الطبيعية، كما وجدت المجتمعات الريفية صعوبة أكبر في إعالة نفسها باستخدام ممارسات الزراعة والحصاد التقليدية.

والآن بدأ المزارعون يعودون إلى ممارسة قديمة أثبتت نجاحها عبر الزمن وتساعدهم منظمة الأغذية والزراعة في إعادة اكتشافها: وهي تربية الأسماك في حقول الأرزّ.

تقوم الأسماك أو الحيوانات المائية الأخرى مثل الضفادع بأكل الحشرات والديدان، فتُستخدم مياه البركة من ثم لتسميد الأرزّ والمحاصيل الأخرى.

وقد استعان المزارعون في آسيا بهذه الممارسة منذ آلاف السنين، ولكنهم تخلوا عنها في الآونة الأخيرة، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى تكثيف إنتاج الأرزّ واستخدام المبيدات.

بيد أن تعزيز تنويع الأصناف والتنوع البيولوجي يشكل منهجًا بسيطًا يشجع المزارعين على استخدام الموارد المتاحة لهم أصلًا حتى يتمكنوا من زيادة إنتاج الأرزّ والحيوانات المائية مع الحد من استخدام الأسمدة والمبيدات.

يمثل تعزيز التنوع البيولوجي نهجًا بسيطًا يشجع المزارعين على الاستفادة من الموارد التي يملكونها أصلًا لزيادة إنتاج الأرزّ والحيوانات المائية مع الحد من استخدام الأسمدة والمبيدات. ©FAO/Xaykhame Manilasith

النهوض من جديد

تساعد مبادرة الأرزّ الإقليمية لمنظمة الأغذية والزراعة المجتمعات المحلية على النهوض من التدهور البيئي والتأثيرات المترتبة على تغير المناخ التي أوقعتهم في حالة من العجز.

ومنذ عام 2013، تعمل منظمة الأغذية والزراعة مع إدارة الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك التابعة لوزارة الزراعة والغابات في لاوس على وضع نهج لتربية الأسماك في حقول الأرزّ، والإبلاغ عن قيمة الموارد المائية المحلية ومساعدة المجتمعات في تحويل حقول الأرزّ لديها إلى مشهد أكثر إنتاجية وتنوعًا من الناحية البيولوجية.

وإنّ تنويع الإنتاج ليس مفيدًا للبيئة فحسب، وإنما يعمل أيضًا على الحد من الفقر.

ويقول السيد Matthias Halwart، رئيس الفريق المعني بتربية الأحياء المائية في العالم لدى المنظمة: "عن طريق الاعتراف بقيمة الموارد المائية المحلية، وتمكين العاملين المحليين في الزراعة من أن يصبحوا ميسرين، ساعدنا المزارعين على مضاعفة عائداتهم بمجرد تقديم أساليب بسيطة لتنويع ممارساتهم الزراعية."

"وفي غياب أي استثمار ضخم، يكون المزارعون محفّزين على الابتكار. وقد أدى هذا إلى تحقيق مكاسب كبيرة".

وبدعم من المنظمة ومن إدارة الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك ، ترأس عاملو الإرشاد الزراعي في الحكومة المحلية وشيوخ القرى منتديات يقوم فيها المزارعون بتبادل أفكارهم وسنوات من الخبرة في ممارسة الزراعة لبثّ روح جديدة في إنتاج الأغذية.

ويبدأ بناء القدرات بحوار وهو يمكّن المجتمع. وقد أخبر السيد Bunlom المزارعين الأخرين عن إنتاجه للضفادع. ويقول: "أستخدم تقنية جديدة من خلال تغذية الضفادع في البركة. ولا يكونّ عليّ تنظيف مخلفاتها. وافقني أهالي القرية الرأي وهم يقبلون بهذه التقنية لأنها أقل كلفة."

ويقول السيد Nick Innes-Taylor، وهو أخصائي في مجال تربية الأحياء المائية لدى المنظمة يعمل مع المزارعين في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية: "لا نعتبر التشجيع على تربية الأسماك في حقول الأرزّ كتكنولوجيا ملائمة وحسب، وإنما كوسيلة لدعم صغار المزارعين على تغيير نظامهم الزراعي وتعزيزه كذلك."

"كما تساعد تربية الحيوانات المائية في حقول الأرزّ هؤلاء المزراعين في تحقيق الفوائد المتأتية عن إنعاش بيئتهم الزراعية الطبيعية".

تعني هذه الممارسات أن المزارعين يتمكنون في غضون ستة أشهر فقط من زيادة إنتاجهم السنوي من الأطعمة المغذية بنسبة تفوق 100 في المائة وزيادة إتاحة الغذاء على مدار العام. ©FAO/ Peter Livermore

سد ثغرة المعلومات

على الرغم من المكاسب الملفتة التي تحققت في مجال النمو الاقتصادي على مدى العقد الماضي، سجّلت جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية واحدًا من أعلى معدلات سوء التغذية المزمن في جنوب شرق آسيا. فإن طفلاً واحدًا من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعاني من التقزّم بسبب سوء التغذية، وبخاصة في المناطق الريفية النائية.

وقد تعاون خبراء من الإدارة ومنظمة الأغذية والزراعة مع المجتمعات الزراعية في خمس مقاطعات في هذا البلد غير الساحلي لسد ثغرة المعلومات والإتيان بالتغيير.

وقد شاركت أكثر من 200 أسرة زراعية في المشروع الذي شجع المجتمعات المحلية الفقيرة على تبادل المعلومات ووضع استراتيجياتها الخاصة لتكثيف نظمها لتربية الأسماك في حقول الأرزّ. ويتمحور هذا النهج بأسره حول التركيز على الأمور البسيطة التي يستطيع المزارعون القيام بها، وأهمية بناء التعاون داخل مجتمعاتهم. وهو نهج منخفض المخاطر قادر على تحقيق نتائج عملية بسرعة.

ويقول السيد Halwart: "لقد تمكّن المزارعون في بعضٍ من أشد المجتمعات الريفية فقرًا من زيادة إنتاجهم السنوي من الأطعمة المغذية بنسبة تفوق المائة في المائة في غضون ستة أشهر. ومن الممكن أيضًا زيادة إتاحة الأطعمة المغذية على مدار العام والحد من الوقت الذي تقضيه النساء وصغار الأطفال في البحث عن طعام."

ويقوم السيد Bunlom بتربية الأسماك وزراعة الأرز والخضراوات لعائلته طوال العام حيث ينتج فائضًا يخصصه للبيع.

ويقول: "أصبحت ظروف معيشة عائلتي أفضل بكثير. فلدينا بيت لائق، وما يكفي من الغذاء، وبوسعنا توفير التعليم لأطفالنا".

وتسهم الكميات الإضافية من الأطعمة المغذية التي توفرها حقول الأرزّ مساهمةً ملحوظة في الأمن الغذائي والتغذية على المستوى الوطني حيث يستفيد النساء وصغار الأطفال أكثر من سواهم.

وتؤدي الخطوات الصغيرة إلى فارق كبير عندما يتعلق الأمر بالتنمية المستدامة. وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة، تساعد الحكومة هذه المجتمعات وتوسع ممارسات تنويع حقول الأرزّ حتى يتسنى للمزيد من المجتمعات أن تزيد إنتاجها من الأرزّ ومن تربية الأحياء المائية ومن المحاصيل، فتتمكن من جني المزيد من المحاصيل وحماية البيئة على المدى البعيد.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

موقع إلكتروني:ملامح قطرية: جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية

موقع إلكتروني:مبادرة الأرزّ الإقليمية

فيديو:مبادرة الأرزّ الإقليمية لمنظمة الأغذية والزراعة - جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية