Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الاستفادة من المغتربين ومجتمعات المهاجرين لتعزيز التنمية الريفية


كيف تمكّن أحد أصحاب المشاريع الزراعية من تعزيز الزراعة والعمالة في وطنه الأم أوغندا.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
18/12/2020

إنّ مصطلح "diaspora"(الجالية) مشتق من كلمة يونانية قديمة تعني التشتّت وتشير إلى الأفراد والأعضاء في الشبكات الذين غادروا أوطانهم وحافظوا على روابط معها. وتملك بلدان وحتى قارات عديدة تاريخًا طويلًا من الهجرة الداخلية والدولية. ففي أفريقيا، انتقل حوالي 32 مليون مهاجر من بلد إلى آخر ضمن القارة أو خارجها في الفترة الممتدة
بين عامي 1990 و2015.

ويمكن للمغتربين أن يكونوا من الخارج قوةً فعّالةً على مستوى التنمية في أوطانهم، ليس فقط عن طريق التحويلات وإنّما عن طريق تشجيع التجارة والاستثمارات والبحوث والابتكارات والمعارف أو نقل التكنولوجيا بين البلدان المضيفة والأوطان.

ومن خلال برنامج "تعزيز القدرة على الاستفادة من الآثار الإيجابية للهجرة"، تعمل منظمة الأغذية والزراعة في أوغندا
من أجل تعزيز المنافع التي قد تَنتج عن الهجرة على مستوى الزراعة والتنمية الريفية. ويقدّم هذا البرنامج أنشطة التوجيه المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات في مجال إدارة الأعمال التجارية والموجهة للمغتربين الذين يبحثون عن الاستثمار
في الأعمال التجارية في أوطانهم، ما من شأنه تحفيز نقل المعارف وتوفير فرص العمل على المستوى المحلي في النظام الزراعي والغذائي. وكان السيد Andrew Bamugye أحد أصحاب المشاريع الذين شاركوا في هذا البرنامج، وهو مواطن من أوغندا يعيش في زمبابوي.

قصة Andrew

في عام 2018، غادر Andrew أوغندا لينتقل أولًا إلى جنوب أفريقيا، ثم إلى زامبيا وهو يعيش اليوم في زمبابوي حيث يعمل في مصرف التجارة والتنمية. ولكنّه لطالما شعر بالحنين تجاه وطنه، وبعد مرور ثلاث سنوات في الغربة،
أراد الاستفادة من بعض المهارات التي تعلّمها لإنشاء مشروع تجاري جديد في أوغندا، لتوفير فرص العمل والمعارف للشباب. وهو اليوم يشغل منصب مدير شركة Destiny Farms المحدودة المسؤولية، وهي مزرعة لتربية الدواجن
في منطقة بولوبا، القريبة من العاصمة كامبالا.

يفسّر Andrew قائلاً: "قمت بدارسة نماذج أعمال تربية الدواجن بعمق واستفدت منها لإنشاء شركة Destiny Farms المحدودة المسؤولية. كنّا نملك أرضًا بمساحة فدانين في أوغندا يمكن استصلاحها للبدء بهذا المشروع. فقمت
في عام 2011 بتسجيل الشركة مع زوجتي، وبفضل دعم أخي الأكبر سنًا على المستوى التشغيلي، تمكنّا من إطلاق المشروع فعليًا".

وكان Andrew يدرك أنّ إدارة المشروع من خارج البلاد لن يكون سهلًا، ولكنّها كانت ممكنة بفضل تولّي أخيه Christopher Sematimba إدارة المهام اليومية وبفضل الاجتماعات اليومية بواسطة الإنترنت وبنية راسخة للإدارة الرشيدة.

وتملك شركة Andrew 000 25 أفراخ من الدجاج تنتج ما يزيد عن 000 150 فروج في السنة. وقد ضاعف مبيعات الشركة وأرباحه في غضون ثلاث سنوات بفضل الأساليب التي تعلّمها في الخارج. ووسّع مشروعه ليوظّف 11 شابًا دون الثلاثين من العمر، وعمل جاهدًا ليكون قدوةً وينقل عقلية ريادة الأعمال لمساعدة موظّفيه على تحسين مهاراتهم في مجال الأعمال. فركّز مثلًا على تحسين كفاءة المزارع عن طريق استخدام التكنولوجيات المبتكرة بما يشمل الاستعاضة عن الفحم المكلف بمواقد منخفضة مستدامة ومراعية للبيئة تستخدم الصخور البركانية للحفاظ على حرارة الدجاج. ولم يساعد ذلك في الحفاظ على البيئة فحسب بل أدى إلى توفير ما يزيد عن 000 12 دولار أمريكي سنويًا.

هدم الحواجز

إنّ Andrew ملتزمٌ بأن يكون مصدر إلهام للمغتربين من أبناء الجالية الأوغندية وأصحاب المشاريع الزراعية الشباب
من أجل مساعدتهم على تعزيز قطاع الزراعة في أوطانهم. فهو يقدّم من مكان إقامته في زمبابوي الدعم الفني في مجالي قطاع الدواجن وبلورة نماذج الأعمال التجارية عن طريق المنصّات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتمثّل تهيئة بيئة مواتية للمغتربين ليشاركوا في تنمية أوطانهم عاملًا رئيسيًا لتعظيم تأثيرات أنشطتهم. وقامت منظمة الأغذية والزراعة، سعيًا منها إلى تشجيع ذلك، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية في أوغندا وتحالف الأعمال التجارية الزراعية، بإطلاق أوّل جائزة للمستثمرين من أبناء الجالية الأوغندية في مجال الأعمال الزراعية احتفاءً بأصحاب المشاريع الزراعية المتفوّقين من أبناء الجالية ومساهماتهم في مجتمعاتهم. وكان Andrew مسرورًا جدًا لكونه أحد الفائزين بعد أن أشاد الحكّام بنموذج أعماله الناجح والعائدات المذهلة التي يحققها والتزامه الشديد بتوظيف الشباب. وستسلّط هذه الجائزة ضوء الإعلام على Andrew وشركة Destiny Farms، وستتيح له الوصول إلى شبكة من مزوّدي الخدمات الزراعية الغذائية فضلًا عن أنشطة التوجيه المخصصة لتلبية احتياجاته والمشاركة في معارض الأعمال التجارية الزراعية الوطنية من أجل مواصلة تدعيم أعماله.

ويخطط اليوم Andrew لإنشاء شركة استشارية في مجال الزراعة من أجل تشجيع سائر المغتربين على نقل مهاراتهم ومعارفهم إلى أوغندا والاستثمار في الزراعة.

يمكن لمعارف المغتربين واستثماراتهم أن تؤثر بشكل كبير على تحسين المهارات وتوليد فرص العمل في البلدان في جميع أنحاء العالم، وتعدّ أعمال Andrew التجارية خير مثال عن ذلك. وقد أبلغت نسبة 73 في المائة من الحكومات على المستوى العالمي في عام 2019 عن وجود إدارة مخصصة أو وزارة مخصصة لانخراط المغتربين والمواطنين الذين يعيشون في الخارج وفرص العمل الخارجية، ويمثّل ذلك علامة واضحة على تزايد الاعتراف بمساهمات المغتربين. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ينطبق ذلك على نسبة 91 في المائة من الحكومات، ما يُظهر مدى أهمية المغتربين بالنسبة إلى أوطانهم.

ويقول Andrew إنّ "الزراعة تجارة مزدهرة ومحرّك للنموّ الاقتصادي"، ويشكّل اللجوء إلى معارف المغتربين ومواردهم عاملًا رئيسيًا لتحقيق هذا النموّ. وتساعد المنظمة عن طريق المشاريع التي تربط بين المغتربين وأوطانهم، على استحداث فرص العمل على المستوى المحلي وتشجيع التنمية الريفية.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: أوغندا

الموقع الإلكتروني: العمل اللائق في الأرياف والهجرة

الموقع الإلكتروني: الحد من الفقر الريفي